في صبيحة اليوم ال889 على بدء ثورة الكرامة.

التطور الإيجابي في العلاقة بين دول الخليج ولبنان تقدم ما عداه. الإتصالات الخارجية مع الرياض والمنحى المشترك الفرنسي السعودي لتوفير مساعدات للشعب اللبناني، تركت صدى إيجابي مع تعهد رئيس الحكومة الدفاع عن المصالح الحقيقية للبنان بمنع إبقاء البلد منصة عدوان ضد بلدان الخليج، وبات من المتوقع المزيد من الإيجابيات التي قد يكون بينها عودة قريبة للسفير السعودي البخاري. هذه الإيجابيات توازن جزئياً مع مخاطر رياح التدخل الإيراني، والمواقف التي تخطت كل الحدود من رئاسة الجمهورية في الدفاع عن سلاح حزب الله، خدمة لمشروع التوريث وتمديد المرحلة العونية في رئاسة الجمهورية! هنا مفيد ان نشير ان زيارة عون وما سعى اليه بددته عظة الكاردينال ساندري الذي خاطب عون قائلاً «إن التنكّر للايمان يُفقد الهوية، والبحث عن الأمان عبر التحالف مع الطغاة يدمّر الهيكل ويسبي الشعب»، داعياً إلى «القيام بفحص ضمير عميق.

 

2- الأزمات الداخلية تتعمق غذائياً ومعيشياً ومصرفياً وكذلك قضائياً. الحكومة في جلسة أمس سعت لخطوات ترقيع وبدت عاجزة عن أي تدبير يحد من مخاطر تفجير البلد. ما بين القضاء والمصارف، والتحدي الحقيقي الذي يفترض الدفاع عن مصالح المودعين ولقمة اللبنانيين، تبين أن جل الهم حماية كارتل المصارف والإحتكار، فذهبوا إلى إبتداع لجنة سياسية قضائية ومصرفية برئاسة وزير العدل لإبتداع الحلول بتخلٍ كامل عن صلاحية مجلس الوزراء ودوره! وعاد البحث إلى الإستفادة "من أصول الدولة" لسد الفجوات في الميزانية! وهذا أمر بالغ الخطورة لأن إستخدام اًصول الدولة من ملكيات عامة وذهب يعني المزيد من النهب وقتل أي محاولة لاحقة لإنتشال البلد! و..تقرر المضي بهدر المتبقي من الأموال على منصة صيرفة حتى تمرير الإنتخابات لمنع دولرة البنزين تلافياً لما يمكن أن يرتب ذلك من إنفجارات إجتماعية كبيرة، ولم يتوقف مجلس الوزراء أمام عودة سعر الصرف إلى الإرتفاع وقد تجاوز أمس ال24 ألفاً، كما لم يُبحث بشكل جدي أي خطوة لحماية الأمن الغذائي الذي يشغل البشرية ويقلق شعوب العالم وحكوماته!

 

3- في اليوم ال29 على بدء الغزو القيصري الإجرامي لأوكرانيا، ما زالت آلة الموت تطحن الناس والعمران، والحرب على الأرض الأوكرانية حرب روسية – أميركية –أطلسية تحولت إلى حرب كسر إرادات وقودها الشعب الأوكراني، وأبرز ضحاياه الشعب الروسي وتطاول شظاياها المدمرة العالم الذي يخشى من تفاقم الأمن الغذائي ويحبس الأنفاس من أي إنزلاقٍ إلى حربٍ نووية..ويغيب كل بحث يأي مبادرة سياسية توقف شلال الدم والخراب والنزوح وما سيحمله من تغيير ديموغرافي!

الرئيس بايدن يحشد اليوم المجموعة الأطلسية ودول الإتحاد الأوروبي ومجموعة ال7 لفرض المزيد من العقوبات على الروسيا، وبوتين أبلغ شولتس أن موسكو متمسكة بمواقفها؛ فرض حياد أوكرانيا ومنع عسكرتها وتطهيرها من النازية! ومع الإنتقادات الروسية لوفد التفاوض الأوكرني الذي تقول موسكو أنه "يقرأ توصيات أميركية" في كل جلسة، كشف المستشار الألماني شولتس أن "العقوبات ضد روسيا أكثر قسوة لأنها أعدت بعناية وبدقة فائقة ولفترة طويلة"!!

الجديد إلى التطورات في الميدان العسكري، جاء من موسكو عشية إجتماع الأطلسي مع التحذير من أي محاولة لنشر قوات غربية لأن تداعيات ذلك لا يمكن إصلاحها، معتبرة الدعوات البولندية غوغائية.. وبالتزامن أعلنت موسكو أنها لن تبيع الغاز والنفط للدول غير الصديقة إلاّ بالروبل، لأن الدولار عملة غير موثوقة! وقال الرئيس الروسي أن على المصرف المركزي الروسي والحكومة تنفيذ ذلك في مهلة أسبوع واحد، وعلى الفور عوّض الروبل الكثير من خسائره حيال الدولار والآورو، واقترب سعر الغاز من سعر 1400 دولار لكل ألف متر مكعب، وتجاوز النفط سعر 120 دولاراً للبرميل!

في الميدان العسكري تبدأ الولايات المتحدة شحن اسلحة دفاعية نوعية لمد الجيش الأوكراني بإمكانات تزيد قدراته، ومثلها ستفعل لندن وبرلين، وعلى الأرض نجحت المقاومة الأوكرانية لإي إبعاد القوات الروسية عن كييف، وتمكنت هذه القوات من إستعادة مواقع عديدة، فيما يعمد الروس لإقامة مواقع دفاعية تبقي الحصار على العاصمة وتمنع وصول الإمداد لها.. وعادت موسكو إلى إستخدام الصواريخ الفرط صوتية لتدمر في"ريفنيط ما إدعت أنه موقعاً كبيراً للأسلحة التي تم إدخالها من بولونيا إلى أوكرانيا!

التطور الأبرز في الشرق والجنوب حيث المبادرة بيد الغزاة والإنفصاليين، فإلى تشديد الحصار على خاركيف وعملية القضم يتقدم مخطط إفراغها من السكان، أما في ماريوبول فقد تراجع عدد سكان المدينة إلى نحو 100 ألف بعد أن تمكن من مغادرتها نحو 350 ألفاً نصفهم إنتقلوا إلى الجمهوريات الإنفصالية والروسيا، وأبرزت تقارير متلفزة أن الإفصاليين مشطوا الأحياء الغربية والشرقية والشمالية فيما ينحصر القتال وسط المدينة المنكوبة!

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن

الكاتب: الصحافي حنا صالح