في صبيحة اليوم ال890 على بدء ثورة الكرامة.
إلى متى هذا الفجور بإقتحام بعض الشاشات بيوت المواطنيين تسوق وتبرر وتبريء كل متهم بأبشع الإرتكابات؟ وإلى متى هذه السلبطة في الترويج للمتهمين بالنهب واللصوصية والقفز فوق أدوارهم في التسبب بتدمير حياة اللبنانيين بسرقة جنى أعمارهم؟ وإلى متى الفجور في التغطية على مختطفي الدولة ومن سهل إقتلاع البلد والضرب عرض الحائط بالمصالح الوطنية ومصالح اللبنانيين، وتحويل لبنان إلى بلدٍ غير صالحٍ للعيش، ولمن استطاع رصيف فرار من وطنٍ حولوه إلى جحيم؟
آخر البدع التي أتحفتنا بها شاشة "آم تي في" أن رياض سلامة: "خلق طبقة وسطى وعلّم أولادنا"! يالله "طوبوه" قديس، وإن كانت أوروبا تنظر إليه كناهبٍ مدعى عليه عالمياً بتبيض الأموال والإثراء غير المشروع! فقبل رياض سلامة كان لبنان وطن الجهل! لم يكن هناك إدمون نعيم، وحسن مشرفية، ومحمد المجذوب، وجلبير عاقل، وميشال بدورة، وابراهيم الحاج، وسيزار نصر، وعفيف دمشقية وغيرهم وغيرهم يتخرج في أيامهم أبرز الكفاءات من الجامعة الوطنية، ولم يعرف لبنان زمن عز التعليم الثانوي الرسمي؟
2- وأمام المخطط الخطير لتشويه القضاء وحجب الحقيقة والعدالة في جريمة تفجير المرفأ، وممارسة كل الضغوط لمنع إنصاف المودعين، وتعطيل قوانين موجودة لملاحقة الناهبين والسعي لإستعادة الأموال المنهوبة، تركيز على الشعبوية وتدابير إستنسابية لقضاة من نوع القاضية عون تندرج في سياق تشويه القضاء ومنعه عن الدور المرتجى منه، يتم النفخ في الحالة الشعبوية للتغطية على جرائم الكارتل المصرفي!
تطل السيدة ريّا الحسن رئيس مجلس إدارة بنك ميد لتعلن:"ما زنب المصارف وحدها إذا صرفت أموال المودعين من قبل الدولة؟ ولماذا صك البراءة لجميع النواب والوزراء الذين صرفوا الأموال؟ ومن يتهجم على المصارف ألم يلاحظوا ال50 مليار دولار التي هدرت على الكهرباء؟" في الأخيرة معها حق ريا الحسن، لكن سعادتها وكانت سابقاً وزيرة للمال ولاحقاً وزيرة داخلية أليست من السياسيين؟ ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي أليس مصرفياً يملك في عودة – سردار، وقبله الحريري اليس مصرفياً ومرشح الثنائي الطائفي مروان خير الدين أليس مصرفياً، والياس الفرزلي أليس كذلك وقبله فريد مكاري، والنائب نحاس ما وظيفته الأساسية، كذلك رائد خوري الوزير العوني السابق أليس مصرفياً، ورئيس لجنة المال أين موقعه الأساسي، وتغلغل الثنائي الطائفي عبر بيت حجيج وجمال وغيرهم وغيرهم..كل هؤلاْ حتى معالي ريّا الحسن ما خصهم، السلطة السياسية وحدها أخذت أموال المودعين وما بدها تردهم!
3- إعلان ميقاتي أنه ستتم دعوة سلامة إلى الجلسة القادمة لمجلس الوزراء لتقديم صورة كادت أن تفجر الوضع بينه وبين عون الذي هدد بأن وزراء التيار لن يشاركوا في إجتماع يدعى إليه سلامة وقد يتضامن معهم حزب الله.. ما فتح مجدداً أبواب البحث عن بديل لسلامة في حاكمية المصرف المركزي. واللافت أن لقاء عون – ميقاتي لم يرشح عنه أنه تطرق لتفاصيل بسيطة من نوع "الأمن الغذائي" الذي يقلق المعمورة، ولا الإنهيار المريع في قدرة اللبنانيين على تأمين وجبة غذاء، ولا جنون الأسعار عشية بدء شهر الصوم، حتى "الخسة اللي زارعها بإيدي.." ما بقى فيك تطالها يا رضا( بالإذن من زياد الرحباني)، مع توقع إدراج الخيار والبندورة في البورصة!
4- غير أن الحدث الأكثر خطورة تمثل في الإدعاء على جعجع في أحداث الطيونة – عين الرمانة في ما بدا، خطوة في توتير ممنهج أشبه ب "حرب إلغاء إنتخابية" قد يكون خلفها سعي حثيث إلى تقويض الإستقرار الهش الضروري كأرضية لإجراء الإنتخابات النيابية في 15 أيار! لا يختلف إثنان على أن إدعاء القاضي فادي عقيقي على جعجع في نلف الطيونة تسعير كبير للوضع يشكل الوجه الآخر لممارسات القاضية عون. ولا يغير في الأمر شيئاً قول عقيقي أن لديه معطيات جديدة، فالقاضي عقيقي "تهرب" من وقت غير قصير من تبلغ طلب رده المقدم من وكلاء الدفاع في هذا الملف ولا يزور مكتبه في المحكمة العسكرية ويعتكف في منزله كي لا يتسلم التبليغ في نية مقصودة لعدم رفع يده عن الملف!
ما يجري إمعان من ثنائي السلطة المتحكم القصر وحزب الله لتوظيف القضاء في خدمة منحى إستهداف خصوم هذا التحالف على نحوٍ مكشوف في إستعادة لممارسات كان يفرضها الإحتلال العسكري السوري زمن ما عرف بالقضاء العضومي1 نعم الحقيقة مطلوبة في جريمة الطيونة والتحقيق الشفاف هو المطلوب إنصافاً للضجايا وللبلد، أما تسخير بعض القضاء وجعله أداة تصفية حسابات سياسية فهذا يندرج في سياق إستكمال الإجهاز على السلطة القضائية وتجويف كل السلطات!
5- الغزو الروسي الإجرامي لأوكرانيا مازال الحدث الذي يشغل البشرية لتداعياته. الكارثة الأوكرانية تتفاقم وليس بسيطاً أن النزوح واللجؤ طال ،حو 4 ملايين طفل أي أكثر من نصف أطفال أوكرانيا، وليس بسيطاً شريط الدمار ومشاهد الجثث المتفحمة والمقابر الجماعية.فكل القمم التي جرت أمس: قمة حلف "الناتو"، وقمة "مجموعة ال7" وقمة "الإتحاد الأوروبي" لم تخرج عن سياق تشديد القبضة الأميركية على "الناتو"، ومنحى محاصرة الروسيا، وإرسال التطمينات لبعض البلدان التي كانت في الفلك السوفياتي، بالإعلان عن تجهيز 8 مجموعات قتالية في هذه البلدان تبين أنها تضم 110 آلاف جندي بينهم 92 ألف جندي أميركي..
وفيما وضع على الطاولة موضوع الوصول إلى حظرٍ الغاز والنفط على روسيا، كان أمام هذه القمم تحذيرات من "الأوبك" أن ذلك سيلحق الأذى الكبير بالبلدان المستهلكة. ورفضت ألمانيا بشدة هذا المنحى بعدما حاولت مع قطر والجزائر تأمين بدائل ولم تتمكن، فيما هناك بلدان مثل بلغاريا وسلوفاكيا والمجر وسواها تعتمد على التوريدات الروسية 100%.. وبدأ يتفاعل القرار الروسي إستيفاء قيمة عقودها بالروبل ولا يبدو أن الأمر بهذه السهولة لكنه غير مستحيل لأن هناك سوابق. لكن القمم التي إنعقدت على خلفية الغزو لأوكرانيا وطالبت بلسان رئيسها ب1% من الأسلحة طائرات ودبابات حصلت على وعد بالمضي بتقديم أسلحة لتعزيز الدفاع الجوي وضد الدروع مع ملاحظة أن قوات الجو الروسية تقوم يومياً بما يفوق ال300 غارة! وكل ما تم التأكيد عليه أن هناك خط أحمر إن إستخدمت الغزاة السلاح الكيماوي..فيما بدأت موسكو تنتشر الوثائق عن 30 مختبر للأسلحة الجرثومية في أوكرانيا بتمويل وإشراف أميركي مع دور لنجل الرئيس بايدن وهو ما كان قد أثره ترمب قبل سنوات!
وفي اليوم ال 30 على بدء الغزو الإجرامي يتمدد الدمار والموت، ولم يعد له معنى القول أن مدناً لم تسقط وهي تفرغ من سكانها وتدمر كما ماريوبول، وأن المقاومة البطولية وهي كذلك تكبد الروس الخسائر..ويغيب البحث السياسي ويستمر الرهان على العقوبات حتى آخر حجر أوكراني وآخر نفس وفرض ستار حديدي جديد على الروس!
وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن
الكاتب: الصحافي حنا صالح