في صبيحة اليوم ال894 على بدء ثورة الكرامة.

صفيحة المازوت بلغت نحو 550 ألف ليرة فيما البنزين بحدود ال475 ألفاً، والحبل ع الجرار، واسعار السلع في صعود صاروخي، و"الأمن الغذائي" مهدد وأهل الحكم يتصارعون على الصفقات والمكاسب وخطط تعويم الطبقة السياسية!

المنطقة تشهد القمم المتلاحقة ولقاء النقب يتحول إلى منتدى دائم، والمنطقة يعاد تشكيلها على قاعدة مواجهة التحدي الوجودي الذي يمثله نظام الملالي في طهران ورفض السياسات الأميركية التي لا تأخذ بالإعتبار مصالح شعوب المنطقة.. وفي بيروت وقاحة المتسلطين المحتمين ببندقية لا شرعية بلغت مستوى غير مسبوق لا يحتملها كتاب "غينسبوك"، إذ يبدو أن أبرز الوجوه النيّرة لهذه النفايات السياسية وهم الفارين من وجه العدالة والمدعى عليهم بجناية القصد الإحتمالي بالقتل في جريمة المرفأ، وكل الناهبين والمعاقبين والتابعين، بهم يسعى حسن نصرالله للحصول على الأغلبية في المجلس النيابي! هذا المخطط ممكن أن يتحقق إن ضيّع الناس البوصلة الحقيقية ولم ينفذوا أكبر تصويتٍ عقابي بوجه الناهبين ومن ارتهنوا البلد للخارج وأذلوا كل المواطنين، وكذلك إن استمرت في بعض المناطق صراعات يخوضها العديد من المزروعين المتسلقين المصرين على المضي في الترشح إلى الإنتخابات ومنع وجود لائحة حقيقية موحدة تمثل قوى التغيير!

 

2- الأرجح أن مشروع قانون "الكابيتال كونترول" لم يكن معداً كي يقبل، بدليل مضمونه الفضائحي. فكانت عملية الإسقاط المسرحي للمشروع ومناسبة لكتل نيابية للتباهي الشعبوي أنها في موقع الدفاع عن مصالح الناس! لكن عدم تحمل الحكومة ومجلس النواب المسؤولية الكاملة إيجاد قانون حقيقي يحمي الحقوق يعني أنهم يمتنعون عن بدء إيجاد إدارة حقيقية للأزمة المالية، فمثل هذا القانون يمكن أن يكون حلقة أساسية في مشروع إعادة هيكلة القطاع المصرفي، ورفع السرية المصرفية، وفتح الباب فعلياً أمام تنفيذ تدقيق مالي جنائي في حسابات المصرف المركزي وسائر الوزارات والمؤسسات..كان يمكن أن يطلق بداية بحث في المسؤوليات عن الإنهيار ومنع إفلات من هم في سدة المسؤولية السياسية والمصرفية والمالية من المحاسبة.

طبعاً طوي كل بحث جدي مع صندوق النقد الدولي نتيجة غياب هذا القانون الذي سيرحل إلى ما بعد الإنتخابات النيابية، ويستمر الترقيع والهدر والتعاميم والإستنساب ويتفاقم الإنهيار!

 

3 - تزامناً مع مهزلة اللجان النيابية، بدأت أوروبا إحتجاز بعض أموال رياض سلامة بتهم التبيض وإختلاس وإثراء غير مشروع، والقضاء في لبنان غافل عمداً عن المتابعة الجدية. فقد نقلت وكالة الصحافة الفرنسية من لاهاي أن وحدة التعاون القضائي الأوروبية أعلنت أن فرنسا، ألمانيا ولوكسمبورغ جمدت أصولاً لبنانية بقيمة 120 مليون أورو إثر تحقيق في تبيض أموال، مشيرة إلى مصادرة 5 عقارات. وقالت إن التحقيق إستهدف خمسة مشتبه فيهم بتبيض الأموال واختلاس أموال عامة في لبنان بقيمة 330 مليون دولار بين العام 2002 و2021! وعلى الدوام كان ينفي رياض سلامة المتهم الرئيس في هذه القضية كل المعلومات! لكن اللافت أن التحقيقات الكبيرة في أوروبا والتي يمكن أن تكشف حلقات أخرى غير سلامة لم تواكب من القضاء بل ترك الأمر لتجاذبات إستنسابية وشعبوية تتم غب الطلب لخدمة أهدافٍ سياسية!

٤- يوم آخر من الغزو الروسي لأوكرانيا! لا تعداد للضحايا ولا تقدير لحجم الخراب والدمار! والتداعيات ستطال كل العالم بإعتبار أن الإهتمام بأوكرانيا إقتصر على مدها بالسلاح الذي يساعد في إطالة أمد القتال لخدمة مخطط آخر تضعه واشنطن في مقدمة أهدافها ألا وهو تحجيم الدور الروسي وصولاً لتقويض السلطات الروسية! وبالتوازي دقت ساعة الحقيقة بالنسبة للاجئين، وبدأت بعض الدول الأوروبية تنؤ بأعباء اللجؤ، وجاء الطلب الأول من بولندا إلى الإتحاد الأوروبي بدعمها ماديا لتحمل الأعباء!

على الأرض يتم تمشيط أحياء ماريوبول لملاحقة أعضاء كتيبة "أزوف" والمتطرفين والقتال ينحصر في وسط المدينة التي باتت قيد السقوط. وبالمقابل مع إشتداد الحصار الروسي للمدن استعادت القوات الأوكرانية بلدتين واحدة في محيط كييف والثانية في محيط خاركيف، وتبدو المعركة الكبرى في محاولة قوات الغزو تطويق النواة الصلبة للجيش الأوكراني في منطقة الدونباس حيث تقدم الغزاة من خاركيف نحو الجنوب ومن ماريوبول نحو الشمال ويعول الغزاة على هذا المخطط الذي يقصم ظهر القوات الأوكرانية.

وفيما التوقعات متواضعة التي ستنجم عن المفاوضات الروسية الأوكرانية التي تستضيفها إسطنبول، قال لافروف أن "لقاء بين بوتين وزيلنسكي ممكن عندما تتضح أفاق حل جميع المشاكل المتعلقة بالدونباس ونزع السلاح وتقويض النازية في أوكرانيا"! في هذا الوقت إندلعت حرب الغاز، ولوحت موسكو بقطع الإمدادات عن أوروبا مع الإصرار على التقاضي بالروبلـ ةأنه على الغرب أن يحترم المصالح الروسية ورفضت الدول الأوروبية ذلك، لأن من شأنه تقويض العقوبات! الناطق الرئاسي الروسي أعلن أن بلاده لن تقدم الغاز مجاناً ولن تنخرط روسيا في نشاطٍ خيري لمصلحة الأوروبيين! وفيما قالت ألمانيا أنها لن ترضخ للطلب الروسي، أبدت فرنسا خشية من التطور السلبي للوضع، وقد تبين أن الوعود الأميركية بتوفير نحو 15 مليار متر مكعب من الغاز السائل لأوروبا، من أجل تخفيف الإعتماد على الغاز الروسي، لا يمكن أن يتحقق خلال الفترة القصيرة المقبلة!

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن

الكاتب: الصحافي حنا صالح