في صبيحة اليوم ال895 و896 على بدء ثورة الكرامة.
أطاحت حكومة "الثورة المضادة" حقوق اللبنانيين ومصالحهم. حكومة قالت للبنانيين إنها العدو الأول لهم، عندما أقرت صيغة جديدة لمشروع قانون "كابيتال كونترول"، تعول على إقرارها في المجلس قبل الإنتخابات، سداها ولحمتها حماية الكارتل المصرفي الناهب ، لأنها تجرد كافة المواطنين وليس المودعين وحسب، من حقهم باللجؤ إلى القضاء، ولا تعدهم باستعادة أموالهم، ولا تضع أي أطر للإفراج عن هذه الأموال مستقبلاً!
لصوص يتجرأون على حقوق الناس حتى وهم في الطريق إلى الإنتخابات النيابية. لم يكفهم كل النهب الرشاوى وارتهان البلد وعزله ومحاصرة أهله، فقرروا شرعنة الفساد بطي صفحة حقوق الناس.
أيها المواطن تذكر أنه عشية ذهابك إلى صندوق الإقتراع أقدمت حكومة "العهد القوي" برئاسة ميقاتي تضم إلى فريقه كل من: تيار عون - باسيل، حزب الله، حركة أمل، فرنجية ومن هم على خانة المستقبل إلى ممثلي جنبلاط وارسلان والطاشناق وممثلين مباشرين للمصارف، وبعض الكومبارس هم من إتخذ القرار الأخطر الذي يغطي نهب جني أعمار الناس.
إنتبه أيها المقترع بعد 24 ساعة على الممارسة الشعبوية على خشبة الأونيسكو برفض المشروع ، هم من أقره في مجلس الوزراء، وما تم توزيعه من معطيات عن إعتراضات من حزب الله وحركة أمل على المشروع لم تكن أكثر من ذرٍ للرماد في العيون، كاعتراضهم على تركيبة اللجنة، وكيفية حفظ حقوق المودعين وأن المشروع لم يتصل بخطة التعافي..كان بوسعهم إطاحته لو أرادوا لكن إقرار المشروع بحضورهم يؤكد موافقتهم عليه!
تذكر أيها الناخب أن المشروع تجاهل وجود خطة تعافي، وحماية حقوق اللبنانيين والمودعين. المشروع الذي تأخر 30 شهراً حتى أكملوا التهريب والنهب، هو بالأساس عملية تقنية لضبط حركة رؤوس الأموال بما لها من تأثي مباشر على حالة الميزان التجاري، فعمدوا إلى إخراجه من سياقه وأصبح وجوده مرتبط بتأمين الحماية القانونية والقضائية للمصارف وإعطاء سلطة إستنسابية إلى لجنة لا صفة دستورية لها: إنه مشروع لقوننة الفساد بتشريعه!
2- من الغزو الروسي الإجرامي لأوكرانيا وتعثر المفاوضات بين موسكو وكييف، والمراوحة في محادثات فيينا النووية، إلى "قمم" الشرق الأوسط والعقوبات الأميركية الجديدة على السلاح الباليستي الإيراني، وإلى جانبها لافروف في بكين وحديثه عن نظامٍ عالمي جديد، تتسارع التحولات الداهمة على خلفية تداعيات الحرب الطويلة على أوكرانيا، فيما "قمة" النقب التاريخية كما وصفتها إسرائيل إنعقدت تحت عنوان واضح هو "الإتفاق على مجابهة إيران"، بدا أن مشاركة وزير خارجية أميركا بلينكن لم تحمل إلى الجهات الإقليمية ما يطمئنها، وما من مؤشرات أن المليارات التي تتدفق على طهران مع توقيع الإتفاق لن تستخدم في تطوير قدرات إيران العسكرية التي تعمل لتثبيت هيمنتها دون أي إضطرار لخوض حرب مفتوحة على أراضيها.
3- بهذا السياق ينبغي النظر جيداً إلى ما يجري في العراق تحت عنوان "الثلث المعطل" لمنع إنتخاب رئيس للجمهورية، واستنساخ دور الثنائي الطائفي في لبنان لقضم السلطة، وذلك من خلال السعي الحثيث من جانب الأكثرية التي يقودها مقتدى الصدر الذي توجه إلى "الإطار التنسيقي" التابع لطهران بالقول :"التوافق يعني نهاية البلد..الإنسداد السياسي أهون من التوافق معكم وأفضل من إقتسام الكعكة معكم، فلا خير في حكومة توافقية محاصصية".
4- بالسياق عينه يقود نصرالله في لبنان معركة الإنتخابات اللبنانية بعقلية إلغائية تخوينية غير عابيء أن فايز كرم مثلاً في لائحة حليفه العوني كما لم يتوقف أمام تهريبة الفاخوري، ويكرر فريقه أن الحملة ضد أميركا وأتباعها(..) ويحاول عبر حلفاء معلنين وآخرين مستترين، أن يخترق كل البلد بهاجس الحصول على الثلثين في المجلس النيابي كي يتحكم بأريحية، ويفرض رئيساً من نوع الرئاسة الحالية ونفس البطانة: مرشحه جبران باسيل بالذات، وهو مرشح يحتاجه حزب الله في سياق نهج يهدف إلى تحويل لبنان كله إلى محمية إيرانية، وهل أنسب من باسيل لهذه المهمة، يستكمل كل ما تم تنفيذه خلال مرحلة "العهد القوي"! كل هذا المخطط يمكن كسره إن إعتمدت لغة صريحة واضحة حاسمة تكشف الطارئين المتسللين من حالات تدعمها بعض الأوساط الحريرية إلى دور الواجهات التي تتستر باسم ثورة تشرين للتخريب في عددٍ من المناطق من بيروت إلى الجنوب وعكار.. الإنتظار بات مدمراً! أوقفوا اللعي والزارزير ليست شواهينا!
5- حرب بوتين القيصرية على أكرانيا دخلت منعطفاً جديداً. والخوف أن الغزو الإجرامي سيؤدي إلى مزيد من الدمار والخراب والموت للوصول إلى حلول جراحية قاسية هي ممكنة الآن. واضح أن أوكرانيا التي تقاوم ببطولة وبسالة لن تفوز، أو ممنوع عليها أن تفوز، وهناك من يريد القتال حتى آخر أوكراني! وكل الحكي عن قتلى في صفوف الغزاة وخطط مربكة متعثرة لا قيمة لها يتحملها الروس، وهم أعادوا التموضع حول تشرينيف وكييف، ويواصلون قضم كل الدونباس، بعدما إخترقوا الدفاعات الأوكرانية.
لقد تراجعت كثيراً الأحاديث عن تقدمٍ في المفاوضات بين الجانبين بشأن حياد أوكرانيا، مع الإلتباس في الموقف الأوكراني بشأن القرم والدونباس، المترافق مع الضغط الأميركي تحت عنوان "تعزيز" قدرات أوكرانيا! والأمر الطريف أن الخطر النووي الضئيل يتنامى، كما يقول روبرت ريدفورد، السفير الأميركي السابق في سوريا والجزائر والباحث في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، ويكتب في "الشرق الأوسط" (عدد الثلاثاء 29 آذار 2022) أن "الجيل الحالي من القادة السياسيين في واشنطن والعواصم الغربية، لا يتمتع بالخبرة ذاتها التي كانت لدى قادة مثل كيسنجر ونيكسون في التعامل مع التهديد النووي والردع"، ويستطرد أن "القادة الغربيين عديمي الخبرة ربما يرتكبون أخطأ تؤدي إلى تصعيد غير مقصود"، إن الأمثل العمل على وقف للنار، ويستدرك أنه بعيد المنال "لأن البعض في واشنطن يرغب في نصر كامل لأوكرانيا"، وانتقد بشدة محاثات بروكسيل التي "دارت حول العقوبات وليس حول إيجاد مخرجٍ للروسيا"!
في هذا الوقت تجاوز عدد اللاجئين رقم 4 مليون أوكراني وبدأت دول وسط اوروبا تنؤ بثقل هذا النزوح الآخذ بالإزدياد.. والصراع على إمدادات الطاقة في أوجه مع الإصرار الروسي على الدفع بالروبل الأمر الذي قد يوقف عجلة الصناعة في اوروبا(..)كل ذلك في في وقت يعلن فيه ديفيد بيزلي، المدير التنفيذي ل"برنامج الغذاء العالمي" أن هذه الحرب ستتسبب بكارثة غذائية عالمية تتجاوز أي كارثة شبيهة منذ الحرب العالمية الثانية!
وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن
الكاتب: الصحافي حنا صالح