في صبيحة اليوم ال901 على بدء ثورة الكرامة.

مع إكتمال مشهد تسجيل اللوائح الإنتخابية ال 103 قوائم تتنافس في15 دائرة، العدد الأكبر منها 11 في دائرة طرابلس – المنية – الضنية، والأدنى 3 في دائرة النبطية – مرجعيون وبنت جبيل، رفع اهالي ضحايا جريمة تفجير مرفأ بيروت الصوت بوجه منظومة الفساد التي اعادت ترشيح فارين من وجه العدالة بحق أحدهم مذكرة توقيف وجلب، ومدعى عليهم بجناية تفجير المرفأ، لتكون عناوين المعركة الإنتخابية تتراوح بين العدالة والحقيقة للضحايا وللبنان، كما رفض إختطاف حزب الله للدولة، وارتهان البلد، والتسبب بالانهيارات القاتلة نتيجة اللصوصية المنظمة التي أخذت البلد إلى الإفلاس، كما أكد نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي وفشل ميقاتي في تفسير وتبرير مقاصد نائبه!

حملت اللوائح 718 مرشحاً بينهم 118 إمراءة في تنافس على 128 مقعداً. لكن ما زالت الأسئلة كثيرة فهذا الإستحقاق قد يكون عرضة للإجهاض وينبغي بالتالي التنبه للمفاجآت. من مسألة المراوحة في توقيع الإتفاق النووي من عدمه إلى تأمين المتطلبات اللوجستية وبينها الموظفين ( 14 الفاً) والكهرباء، مع الإشارة إلى أن القانون الذي رصد الأموال للإنتخابات لم يوقعه بعد رئيس الجمهورية، إلى ما يمكن أن ينشأ من إضطرابات إجتماعية وأمنية فالإنتخابات تتم تحت وقع إعلان الإفلاس نتيجة النهب، ويمكن تسجيل الملاحظات التالية:

أولاً: تخوض قوى التغيير الإنتخابات بلوائح موحدة في أغلب الدوائر، وهي اللوائح الجدية بوجه تحالف الثنائي المذهبي أمل وحزب الله، وتكاد تكون الشعارات موحدة لهذه القوى، تبدأ بمعركة إستعادة صوت الناس ليكون ممكناً استعادة الدولة المخطوفة، واستعادة القرار والدستور وتفعيل القضاء لمحاسبة اللصوص الناهبين ومن ارتهن البلد، مع الإجراءات التي تكبح الإنهيار وتحمي رغيف المواطن وحبة الدواء، ليكون ممكناً بناء الدولة الحديثة على أنقاض دولة المزرعة ونظامها التحاصصي الطائفي الغنائمي.

هناك معارك رئيسية تخوضها قوى التغيير بلوائح مكتملة، يبرز فيها التمثيل النسائي والشبابي في 8 دوائر وهي لوائح : 1- "عكار التغيير" ، 2- "شمالنا"( الأقضية الأربعة)،3- "لائحة قوى التغيير الموحدة في الشوف وعاليه"، 4- "بيروت التغيير" في دائرة بيروت الثانية، 5- لائحة دائرة بيروت الأولى، 6- "سهلنا والجبل" في البقاع الغربي وراشيا، 7- "معاً للتغيير" في صور والزهراني، 8- "معاً نحو التغيير" في النبطية ومرجعيون – حاصبيا وبنت جبيل ..كما أن هناك لوائح اخرى جدية في زحلة البقاع الأوسط وبعبدا إلى مشاركة بعض الوجه في دوائر أخرى.

ثانياً: لم تنجح عملية التوحيد الكامل في كل الدوائر، ف"الأنا" المتضخمة جداً عند متضررين ممن لم تتسع لهم اللوائح الرئيسية مضوا في تفردهم، وكان لافتاً في بيروت الأداء المنفرلمنصة "مدينتي" التي خرجت وحدها عن الإجماع! كما أنه مثير للشبهة سلوك جماعة شربل نحاس "ممفد" ( مواطنات ومواطنون في دولة) الذي رشح نحو 63 مرشحاً في كل لبنان وسعى للإبتزاز في أكثر من دائرة، وذهب في أكثر الدوائر لإعلان لوائح خاصة به. طبعاً هناك الكثير ما يستدعي أكثر من وقفة، لا مجال لها الآن،وخصوصاً الطرح السياسي غير الملتبس لبعض مدعي الثورة من الواجهات الممالئة لقوى الأمر الواقع وإختطاف الدولة!

ثالثاً: بالنسبة للقوى الأخرى يخوض حزب الله وأمل الإنتخابات بالوجوه نفسها لأن النجاحات كانت كبيرة(..)، وعلى هذا المنوال الإشتراكي فيما التبديل بالوجوه لافت في لوائح القوات اللبنانية. أما القوى التي استقالت من المجلس النيابي فعادت إلى خوض الإنتخابات مع وجوه جديدة..وتخلى التيار العوني عن عدد من نوابه لضبط الصوت التفضيلي في كسروان والأشرفية وزحلة وبعبدا وغيرها ويراهن على دعم حزب الله في العديد من الدوائر لتعويض تراجعه، فيما لم يجد جبران باسيل حليفاً جدياً له في الأقضية الأربعة إلاّ بعض الحزب القومي! وبالتوازي ترشح بعض الحريريين والمستقبليين ومن كانوا حلفاء للمستقبل في العديد من الدوائر!

رابعا: البوصلة واضحة والإنتخابات مفصلية، ولا ينبغي تضييع أي صوت. والبداية لا ينبغي تضييع أي دقيقة بالوصول إلى الناخبين في كل الدوائر لإستنهاض الموجوعين بوجه من تسبب بإذلالهم. عند ذلك لن يتمكن حزب الله من تأبيد هيمنته، ولن يكون بإمكانه الإستئثار بالأغلبية التي تمكنه من فرض خياره على رئاسة الجمهورية. هذه الإنتخابات محطة على طريق التغيير، وستوصل إلى البرلمان وجوه جدية تمثل مناخ ثورة تشرين، لا تساوم على الرغيف وحق الإستشفاء والتعليم والسكن، كما حياد لبنان عن صراعات المحاور، ووضع حدٍ لجريمة ترك البلد في "ممر الأفيال"!

نواب شابات وشباب لا يهادنوا في مواجهة السلبطة على قرار البلد، وأولويتهم إستعادة الدولة وإنهاء النظام الزبائني. هذا البرلمان قد يكون لأول مرة في تاريخ البرلمانات في لبنان أمام حتمية وجود معارضة حقيقية وازنة تحمل هم الناس ووجعهم. ولن يكون متاحاً لأي جهة كانت، أن تتجاوز سعيهم لاستعادة الدستور وحماية القضاء كسلطة مستقلة، وفتح أبواب المساءلة والمحاسبة عن اللصوصية والمنهبة وإفقار البلد وأهله وجريمة الحرب ضد بيروت، ووضع لبنان على طريق قيام حكومة مستقلة حقيقية.

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن

الكاتب: الصحافي حنا صالح