في صبيحة اليوم ال906 على بدء ثورة الكرامة.
إستفيقوا أيها اللبنانيون، الوقت داهم، وكل بقاء في مقاعد المتفرجين، يعني تعويم أهل الفساد ورموز الإذلال، والأخطر بقاء إرتهان البلد وبقاء أهله في الجحيم!
قبل نحوٍ من 35 يوماً إشتعلت إنتخابياً. كل الوجوه الكالحة وجوه المأساة، كانت على المنابر تعد اللبنانيين بالإصلاح وحماية الحقوق واستعادة المال المنهوب، وإنه بعد بضعة سنوات سيؤمنون لك أيها المواطن الكهرباء، وما عليك أيها المودع إلا الوثوق بكذبهم فوديعتك بالحفظ والصون وما عليك إلاّ تجديد الثقة بهم!!
قدّم وجوه التحدي روايات تستحق جائزة نوبل في سرياليتها. يجمع بينها كلها أن سبب وجع الناس يعود لأنهم "ما خلونا"، والأمر لا يقتصر على الصهر المعاقب وفريقه. كلهم حزب "ما خلونا"، وكلهم "قادرين" و"فيون" وفي الواقع شركاء في مآسي المواطنين، التي لا علاج لها إلاّ بمحاسبتهم وتدفيعهم ثمن ما إقترفوه من إجرام! والحساب يكون في التصويت العقابي في صناديق الإقتراع، والبداية إقفال القرى والبلدات والأحياء والأبواب بوجه منظومة الفساد التي تندفع لتجديد الثقة بها متوسلة التزوير والخداع والرشوة!
قبل 35 يوماً على يوم 15 أيار ذكرت جمعية "ديموقراطية الإنتخابات" أن عملية شراء الأصوات إتسعت تحت عنوان تقديم "المساعدات العينية والنقدية"، والمال السياسي هو في زمن العوز أبرز الوسائل ل "ضبط الولاء" مع إقتراب الإستحقاق الإنتخابي! ولا حسيب ولا رقيب، واليوم في زمن المسلسلات الرمضانية يتم وضع الناس الموجوعة أمام فجور السعي لتجديد الثقة باللصوص والفارين من العدالة وعملاء الخارج، إنهم ثلاثية يمكن أن تستمد إسمها من رواية نجيب محفوظ الفريدة "اللص والكلاب". وبعد ذلك كل المطلوب مخيلة محدودة وأصابع "سراق"، فالجريمة كاملة ونعرف أبطالها: إنهم رموز نظام المحاصصة الطائفي الفاجر وبالأخص رموز التبعية لحزب الله وأجندته الخارجية!
بهذا السياق كان لافتاً إفطار الضاحية، الذي جمع نصرالله خلاله فرنجية مع باسيل، وكلاهما يتوسل رضى نصرالله ودعمه لتحقيق حلمه بالرئاسة التي ستكون كما اليوم مجرد غطاء لتغول الدويلة. قال مقربون أنه تم بحث "خفض سقف التباينات" إستعداداً "لمواكبة مرحلة ما بعد الإنتخابات"، فهم نصرالله الآن أن يرتب "العلاقات بين حلفائه"، والعنوان "إدارة الأمور والملفات في مرحلة ما بعد الإنتخابات"!
في هذا الإجتماع والإجتماعات الشبيهة تغيب بعض التفاصيل مثل تقرير الأونيسكو الذي قال إن "94% من أطفال لبنان لا يتلقون التغذية التي يحتاجونها، ونحو 40% من النساء عموماً والأطفال دون سن الخمس سنوات يعانون من فقر الدم"! إنها بعض التفاصيل التي تعني الناس، ولا تهم المتسلطين، ومهمة قوى التغيير تسليط الضوء عليها، ولا بأس بتكرار الجردة:
الإذلال وتحويل المجتمع من الرفاه إلى التسول كان مبرمجاً، والمنهبة من فعل منظومة التسلط، و"النفايات السياسية" تراهن على العوز والجوع لتأبيد تحكمها، والأكيد ليس خيار اللبنانيين أن يتكدسوا في طوابير ذلٍ على محطات الوقود وأمام الأفران والصيدليات، فالمسؤول معروف. كما أن رهن البلد للخارج من خلال أجندة حزب الله، عمّم الفساد وجوّف المؤسسات، وأفقد المواطنين الدولة الحامية، فكان التهريب المحمي والمقونن وإتساع العوز. كل المنظومة شريكة في التغطية على إختطاف حزب الله للدولة والقرار، وبعد لا يعود مستغرباً الهجوم المسعور لحجب الحقيقة ومصادرة العدالة في جريمة تفجير المرفأ، التي كانوا على علمٍ بها ولم يصونوا دماء اللبنانيين، والأنكى أعادوا ترشيح فارين من وجه العدالة ومدعى عليهم بالجناية وبحقهم مذكرات توقيف وجلب! إنها بعض الأجندة بين يدي قوى التغيير وينبغي وضعها أمام الناس، وبعد 17 تشرين وجريمة تفجير المرفأ وكل هذا العوز والمجاعة الزاحفة لن يخطيء المقترع في عملية الإختيار، إن نجحت قوى التغيير في إستهداف مكثفٍ للموجوعين وعدم التلهي بالقشور.
في إفطار الضاحية محاولة للقول أن الوضع محسوم لحزب الله وأتباعه، لكن الأمور بخواتيمها. وخاتمة الأمور يصنعها الناس، والمشاركة الكثيفة المتوقعة إن أحسنت قوى التغيير خوض المعركة، ستقلب سحر الناس على المشعوزين الذين تحكموا بالبدع والفتاوى فنهبوا وأذلوا وانتهكوا الكرامات. والآن إن مسؤولية لوائح التغيير وقوى 17 تشرين كبيرة جداً والوقت داهم، ويتوقف على الذهاب إلى الناس الكثير على طريق فصل الخيط الأبيض عن الأسود وعدم القبول بالحالات الرمادية.
وعلينا أن نجدد العهد. لا عذر لمتقاعس، وكل ورقة بيضاء أو مقاطعة تصب في طاحونة حزب الله. صوتك، وصوته وصوتي لقوى التغيير وسيكون الإنتصار حليف اللبنانيين الذين سيطوون صفحات زمن القهر!
وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن
الكاتب: الصحافي حنا صالح