في صبيحة اليوم 910 و11 على بدء ثورة الكرامة
وفي ذكرى مرور 47 سنة على 13 نيسان قرروا إستكمال جريمة تفجير المرفأ والعاصمة، بهدم المتبقي من مبنى إهراء المرفأ، في أخطر قرار لطمس الجريمة!
لم تدمر النيترات المعلم العمراني الذي حمى بعض بيروت، فقرروا تسريع محو الشاهد الذي يرمز إلى الجريمة التي تسببوا بها! قرارهم أبعد من أن يكون صفعة لأهالي الضحايا ولكل المتضررين وللعدالة، بل تفجير متجدد للمرفأ فوق أشلاء الضحايا، وكوجه آخر لمنحى عرقلة التحقيق ومصادرة الحقيقة وحماية الفارين من وجه العدالة، فكان الإمعان في مسح كل ما يرمز إلى إمتزاج أجساد الضحايا بتربة المرفأ!
أصروا على هذه الأولوية في زمن المجاعة وفقدان الرغيف والدواء والبنج، بذريعة السلامة العامة، وهي ذر للرماد في العيون لسلب الناس ركيزة أساسية في الذاكرة الجماعية! فالإهراء ليس آيلاً للسقوط وكلفة التدعيم نقطة في بحر تكلفة عملية الهدم. وهم يستعجلون الهدم حنى قبل صدور القرار الإتهامي ضاربين عرض الحائط البعد الوطني والإجتماعي ورمزية هذا المعلم لأهالي الضحايا وللمدينة التي غدروها!
نسبوا إتخاذ قرار الهدم إلى تقرير" خطيب وعلمي"، لكن التقرير المذكور قال بالحرف:" يبدو أنه لا يوجد خطر محدق من إنهيار الصوامع"، بل يؤكد على "إمكانية التدعيم في حال أرادت الحكومة ذلك"! ( مرفق صورة عن مقطعٍ في التقرير يؤكد ذلك). ما يعني أن ما قالوا أنه التقرير التقني يظهر أنه تغطية لقرار مسبق جرى طرحه يوم 10 أذار وتم التعبير عنه منذ وقت على ألسنة بعض الوزراء.. والأمر اللافت مرور الأمر بسهولة ودون نقاش، من قبل الوزراء، كما نقلت وسائل إعلامية اليوم عن وزراء في الحكومة! ما يطرح السؤال تحديداً عن موقف الوزير ناصر ياسين الذي لم يعلن أي موقف! وهو مطلع بالتأكيد على توصيات "خطيب وعلمي"، ولا يمكن أن تكون قد فاتته الدراسة الجدية التي وضعها المعماري يحي تمساح ومنشورة في أهم المراجع الهندسية التي نفت بقوة وجود أي خطر.. وفوق ذلك كله لم يتم طرح أي دراسة عن حجم التكلفة الباهظة التي يتطلبها الهدم!
يمعنون في التحدي، ولإخفاء أهداف الجريمة تحدثوا عن إقامة نصب(..)، والأكيد سيجدون كثراً من مرتزقة البشاعة لتنفيذ رغباتهم، ولعلهم إختاروا سلفاً من يمكنه إضفاء "طابع ثقافي" لتغطية فظاعة الجريمة! إن الخطورة في قرارهم يكمن في رغباتهم الدفينة لإزالة بقايا أمل بعدالة ستتحق رغماً عن أنوفهم، ويتمسك به أهالي الضحايا كما المتضررين..لكل ذلك إنتفض أمس الأهالي ونظموا وقفة إحتجاج وأعلنوا عن خطوات تصعيدية لحماية هذا المعلم حتى صدور القرار الإتهامي. وقد شاركهم في الوقفة نقيب المهندسين عارف ياسين الذي نبه إلى أنه في هيروشيما تم الحفاظ على ما تبقى محذراً من أبعاد سلبية متأتية عن المضي بتنفيذ هذا القرار، ومعلناً أن التدعيم متيسر وأقل تكلفة.. كما ندد بالقرار النقيب السابق للمحامين ملحم خلف.
2- بعد، شهر واحد يفصل عن موعد الانتخابات النيابية. حملات حزب الله ستستمر، ومروحة إتهاماته لقوى التغيير ستتسع، وهي التأكيد على صوابية الخطوات الشجاعة لمواجهة الثنائي المذهبي وأتباعه. لكن هذه الحملات ستبقى أعجز من أن تؤمن له التغطية للرشاوى التي يدفعها شمالاً ويميناً وتطال أكثر من 215 ألف عائلة! تذكر الحزب عشية الإنتخابات أن العوز يكبلهم !وستبقى أعجز من أن تغطي تيقنه من عزوف كثيرين عن تأيده، وأعجز من أن تمكنه من إنتشال الأتباع الذين يواجهون الإندثار الشعبي، وأبرزهم التيار العوني.. كما ستعجز هذه الحملات عن صيغ التلاعب بأحجام وأدوار الأتباع على ما تردد من نتائج عن إفطار الضاحية إذ قيل أن الحظوظ الرئاسية لفرنجية تقدمت لدى الحزب على حظوظ باسيل، شرط أن يوفر فرنجية الدعم لحماية الموقع النيابي المهدد لجبران!
3- وفي اليوم ال50 على جريمة الغزو الروسي لأوكرانيا تلقى القيصر صفعة مدوية مع غرق الطراد "موسكفا" جوهرة سلاح البحرية الروسية في البحر الأسود، وسفينة القيادة للبحرية الروسية. فقد نجحت القوات الأوكرانية باستهدافه بالصواريخ وإصابته بشكلٍ مباشر. وزارة الدفاع الروسية أعلنت أن عاصفة بحرية أغرقت الطراد أثناء سحبه.. وتتمسك موسكو برواية حدوث حريق فجر الذخيرة وأنهى الطراد الذي يتجاوز وزنه 11 ألف طن وطوله 186 متراً وتتجتوز قوته 90 ألف حصان، ويحمل الصواريخ المضادة للسفن والغواصات!
الغزو الإجرامي بلغ مرحلة خطيرة جداً لجهة إقتلاع الناس وإحداث تغييرات ديموغرافية في شرق وجنوب ووسط أوكرانيا، وكل الشرق والجنوب تحت وطأة كماشة خطيرة ومروعة مشاهد ماريوبول التي طال الدمار 90% منها، ولا أفق لأي حلٍ رغم التداعيات الكبيرة جداً على البلدين كما على أوروبا والعالم.
وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن
الكاتب: الصحافي حنا صالح