في صبيحة اليوم ال928 على بدء ثورة الكرامة

في الأول من ايار..أحرار منكمل المشوار! وفي 15 أيار لن تنجحوا بتكبيل اللبنانيين، إنتهى زمن العبيد!

15 أيار سيكون يوم اللبنانيين التواقين للتغيير، يستردون أصواتهم، فالوكالة ل"النفايات السياسية" أنهتها ثورة "17 تشرين"، وأصوات الأحرار ستحاصر كل أطراف نظام المحاصصة المذهبي الغنائمي المقيت!

ليلة 23 -24 نيسان حدثت فاجعة "زورق الموت". حتى تاريخه مازال العشرات تحت البحر. لا معلومة ولا خبر عن العدد الذي كان على مركب الإتجار بحياة البشر! قالوا 60 وأنقذوا 48 وانتشلوا جثث 7 ضحايا، لكن المعلومات المتداولة متضاربة بشأن عدد المفقودين وهم بين 22 أو 33 أو 48 بمعنى أن من كانوا في رحلة الموت نحو المئة شخص؟!

يرددون أن الإمكانات ضعيفة والقدرة المتوفرة محدودة والدول الصديقة لم تتجاوب( وهل تركوا للبنان أصدقاء)، وبالتالي ما من خبر بشأن إنتشال المركب وقد كانت طبقته السفلى مكتظة بالنساء والأطفال! وما من خبر عن هول المأساة التي دفعت عشرات الطرابلسيين والشماليين لكي يفضلوا الفرار على متن زورق يعرفون أنه مخصص ل10 أشخاصٍ فقط!

ما جرى خطير، والجريمة مستمرة أين هم تجار تهريب البشر؟ لما لم يتم توقيفهم والتحقيق معهم ومحاصرة شبكة التهريب الإجرامية؟ ولما يبدو الوضع اليوم وكأن شيئاً لم يكن؟ وإذا كان من غير المقبول إستسهال إتهام الجيش، فمن غير المسموح تجاهل المسؤولية، فأمام أعين العسكريين حدثت الفاجعة رغم جهودهم، فما هي القصة المفقودة؟ وماذا كان على متن الزورق الذي لم يتم تعويمه فيما الأسماك تنهش لحوم الضحايا؟

يتحدثون عن ضعف الإمكانات، لا ليست ضعيفة، فتكلفة الحملة العسكرية التي تم تجنيدها لمرافقة الصهر المدلل إلى عكار، كانت كافية لإنتشال "التايتنيك"؟! وبالمناسبة عكار بالأمس وقبلها قبر شمون والحديث عن عاليه غداً والبقاع وغيرها، هل باتت أولويات القوى العسكرية تأمين الحماية ل"هيلا هيلا هو.." الشخص الذي يحوز الكراهية الأعلى بين الناس، والمعاقب دولياً بتهم الفساد؟ ما أدى إلى ارتفاع النقمة والإحتجاج على زيارته إلى عكار! وبالمناسبة كل الصخب الذي رافق الزيارة إنتهى في مهرجان هزيل تأخر ساعتين عن موعده ليطل باسيل وقد تدرع ضد الرصاص، فيما بدت ألوف الكراسي الفارغة أصدق تعبير عن أحدث "قياس رأي" بشأن "شعبية" التيار البرتقالي! ولفت الإنتباه غياب المرشحين على اللائحة نفسها عن المناسبة، فيما حمل باسيل على الحكومة وهو الأكثر تمثيلاً فيها قائلاً "كيف نستطيع إنجاز الإنتخابات ولا نستطيع زيارة منطقة كعكار"؟ ليستوقف المتابعين تهديد باسيل بتعليق المشاركة في الإنتخابات!

ولأن الشيء بالشيء يذكر، ف"ضعف الإمكانات" قد تكون الذريعة لإطاحة الإنتخابات. في المجلس الأعلى للدفاع تبين أن هناك إستحالة تأمين متطلبات المحروقات والإنتقال لتغطية وجود القوى الأمنية، لأنه على الأقل مطلوب 17 ألف عسكري لتأمين حماية ونقل ألوف صناديق الإقتراع. المعدل يفترض وجود عسكريين إثنين مع كل صندوق، ولو غاب الف عنصر فقط، وقد يكون الغياب أكبر، لن تتأمن عملية حماية وتسليم 500 صندوق إقتراع..ما يضرب العملية الإنتخابية برمتها! وعهد إلى وزير الداخلية الذي قال "بكرا بتشوفو إنه رح نعمل إنتخابات بتجنن" أن يدبر الأمر، ووزير المال الذي يحتجز تعسفاً التشكيلات القضائية تعهد ببذل الجهد مالياً(..) لكن هناك هدر دون حسيب ولا رقيب، فمع كل شمس يتم إنفاق نحو 90 مليون دولار على منصة صيرفة، في عملية تمويل غير مباشرة للكارتل المصرفي والإحتكارات، وما تم هدره من أموال في الأشهر القليلة الماضية فقط وتجاوز ملياري دولار كان يمكن أن يؤمن الإنتخابات والكثير من أولويات الناس!

الهدر فادح هنا وهناك، رغم تلاحق الإنهيارات واتساع العوز وتقدم المجاعة، وما يجري ليس من الأخطأ الشائعة بل يندرج في سياقٍ مدروس ومبرمج: هدر في الإنفاق على الكهرباء وصفقات الوزراء وتلزيمات المحظيين، وعلى الحمايات لمنظومة الفساد، ومنصة صيرفة لإقتسام المتبقي من الودائع بين الكارتلات الإحتكارية والدويلة، وسعي محموم لأوسع عملية رشوة وشراء ضمائر باستغلال بؤس الناس وعوزهم كي تأتي الإنتخابات معلبة كما يريدون!

رغم كل الثغرات، واتساع الضغوط والمال السياسي وكل أشكال التزوير، يمكن الرد بقسوة في صناديق الإقتراع لوقف زمن المذلة، وقطع الطريق على المخطط الذي حول لبنان إلى بلدٍ طاردٍ للكفاءات، وأرض محروقة لم تعد صالحة للعيش، ونقل فئات لبنانية واسعة من زمن البحبوحة إلى زمن التسول!

لا تضيعوا البوصلة ! لا تضيعوا أي صوت فبوسعكم إحداث الفارق!

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن.

الكاتب: الصحافي حنا صالح