في صبيحة اليوم ال930 على بدء ثورة الكرامة

12 يوم فقط، المسافة التي تفصل اللبنانيين عن موعد الإنتخابات العامة.

قيل الكثير أنها إنتخابات حاسمة ومفصلية، وفعلاً هي هكذا، لأنها أول إنتخابات تتم بعد كل هذه الإنهيارات، وبعد نجاح ثورة تشرين في تعرية النفايات السياسية المتسلطة التي حاصرت اللبنانيين بالجوع والتهجير، وهي أول إنتخابات تتم بعد جريمة تفجير بيروت، والدلالات التي تركتها، وأبرزها أن المتسلطين هم قتلة بدم بارد، وليسوا مجرد لصوص ومبتكري أساليب نهب، وبقاءهم على كراسيهم سيمنع العدالة والحقوق ويعمق جراح البلد وندوبه!

تعاطت القوى التشرينية على إختلاف مشاربها، مع الإنتخابات على أنها محطة مهمة جداً، ونجحت هذه القوى، رغم الصعوبات، وغياب أحزاب وحالات منظمة منبثقة من مناخ الثورة، بتوفير البديل السياسي للبنانيين، وهذا الأمر بالغ الأهمية بكل المقاييس. ومن الأخر، لا تتحمل هذه القوى مسؤولية وجود متسلقين أو مزروعين تابعين أو متشاوفين أدعياء، بينهم أكثر من شربل نحاس واحد، فالآخر، التحالف المتسلط، يقاتل دفاعاً عن تأبيد تسلطه، لذا سلّط هذه القطعان في محاولة آثمة لتشتيت الأصوات، ولا تنتظروا من القوائم – الواجهات أن تنسحب. عموماً ما تقوم به مبرمج ومدفوع والوقت متاح لتعريتها!

يعرف القاصي والداني لوائح الثورة من عكار إلى صورـ ومن بيروت إلى الشوف وعالية ومن الأقضية الأربعة شمالاً إلى البقاع الغربي وراشيا وزحلة وبعبدا.. لوائح تقاتل باللحم الحي وإمكانات مادية صفرية، فيما أن التحالف المافياوي الذي إكتشف الآن ما تسبب به من تمدد خارطة الفقر والعوز، وحاجة كل اللبنانيين نتيجة مخطط إجرامي إقتلع البلد، فتح هذا التحالف باب الرشاوى على مصراعيها. تذكروا هذه الرشاوى حقوق لكم حجبت عنوة عنكم، وهي اليوم تطال ما يزيد عن 600 ألف عائلة نصفهم على أجندة حزب الله. وتذكروا هذه الدكانة ستقفل في الخامس عشر من الجاري ويسحب التمويل، وبين أيديكم الفرصة للدفاع عن حقوقكم عندما تتوجه الأصوات لتأديب الظالمين في صناديق الإقتراع!

ببساطة قالت قوى التغيير أن العنوان المحوري لاستعادة الدولة المخطوفة بالسلاح، واستعادة العمل بالدستور ومندرجاته، يمر حتما بتصويت عقابي من جانب الموجوعين، ليكون متاحاً توفير وحماية رغيف الناس وحبة الدواء والإستشفاء، وخلق المناخ القادر على بدء إعادة تكوين السلطة، وبعد ذلك يبدأ دور برامج الإنقاذ العظيمة..الفرصة مؤاتية لتصويت شعبي كثيف ومعاقبة المتسلطين.  

البديل تفاقم ما تعيشونه وترونه. تفاقم العوز والجوع ومحاولات الفرار في زوارق الموت لأنها أرحم من هذا الظلم.. والبديل إمعان في المنهبة والأكيد يحفرون لتبديد المتبقي من الثروة وبالأخص الذهب.. والبديل ترونه في المواكب العسكرية الجرارة لحماية الصهر المدلل الإكتشاف الكبير لحزب الله! بين رحلة عكار ورحلة البقاع يتم إستنفار مئات العسكريين وعشرات المدرعات وناقلات الجند ووو ما هذا المشهد؟ ويا ترى كم تكلفة يوم إستنفار لكل هذا العديد؟ وكم تكلفة المحروقات والصيانة وسائر الأمور اللوجستية؟ والسؤال موجه إلى قيادة الجيش هل بقي في الميزانية المرصودة لجولات محبوب الشعب اللبناني من فائضٍ يغطي بدل إنتقال هؤلاء العسكريين ووجباتهم الضرورية؟ طيب أليس من حق آخرين من المرشحين مثل هذا الطلب؟ أو أن كل المقدرات مسخرة ل "اليلا هيلا هو" ومن هم على شاكلته! إنكم تهدرون المتبقي في المكان الخطأ! ولصوت كل الناخبين التأثير والفعالية على هذا المنحى فلا تضيعوا البوصلة!

لا تضيعوا البوصلة لأن بديلها يستمر محمد رعد ومن هم على شاكلته يضعون كل من ترشح ضدهم على قائمة المعادين للدين، والذين يمكن هدر دمهم، بعدما صنّف رعد "مقاومة" حزب الله بأنها دين! نعم لا تضيعوا البوصلة! والكثير الكثير يقال عن هذا الطرف أو ذاك فكلهم سواسية في إذلال اللبنانيين!

لا تضيعوا البوصلة وانتبهوا من ليلة 23 -24 نيسان والعشرات من ضحايا "زورق الموت" تحت مياه البحر ! ويقول النجيب صبيحة يوم العيد أن ما جرى هو "قضاء وقدر" ! تعالوا نتحد قبضة واحدة فنصنع القدر الآخر لبلدنا وشعبنا!

قاتلت الثورة لنزع الشرعية عن برلمان الفساد، وفضحت لائحة العار ومن هم خلفها، وهي التي وضعت لحماية فارين من العدالة في جريمة إبادة جماعية وترميد بيروت..وكل تلكؤ عن المشاركة بالإنتخابات أو إعادة إنتخاب الفاسدين سيكون تخلياً عن اصواتكم وحقكم بالدفاع عن مصالحكم وحقوقكم..

لكل اللبنانيين حقوق ثابتة والفرصة مؤاتية لأن تدفع المافيا المتسلطة الثمن والكل أمام التحدي والموعد.

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن

الكاتب: الصحافي حنا صالح