في صبيحة اليوم ال931 على بدء ثورة الكرامة
اليوم الرابع من أيار 2022 يكون قد مرّ 21 شهراً على جريمة الرابع من آب 2022، جريمة تفجير المرفأ وبيروت! واليوم يعود أهالي الضحايا والمتضررين وناشطين للتظاهر بعد الظهر في محيط المرفأ ليجددوا التمسك بالحقيقة والعدالة للبنان والعدالة للأحياء، لأن الضحايا قتلوا بدم بارد ولن يعودوا!
اليوم يعود الأهالي إلى محيط المرفأ، ليعلنوا أنهم لن ينسوا ولن يتسامحوا مع من تسبب بالجريمة، وليرفعوا الصوت بوجه الذين صادروا التحقيق وقيدوا عمل المحقق العدلي ومنعوا صدور القرار الإتهامي بجريمة العصر! فبعد 21 شهراً لم يتم تنفيذ مذكرات التوقيف والجلب بحق المدعى عليهم بالجناية في الجريمة، وتتأمن الحماية الرسمية لفارين من وجه العدالة أعيد ترشيحهم للنيابة مثل علي حسن خليل وغازي زعيتر! أما من كان يعلم ولم يبادر لتحمل مسؤوليته بحماية الأرواح، ووعد بانجاز التحقيق خلال 5 أيام، عليه أن يعلم أنه قد انقضى 21 شهراً فمتى تنتهي الأيام الخمسة!
كل لبناني يمر في جوار المرفأ، كان يمكن أن يكون ضحية تفجير وسادة الموت التي زرعت تحت أسرة اللبنانيين، وهو نجى بالصدفة ليس إلاّ، ومطالب بالثأر ممن تسبب بالمقتلة، والفرصة متاحة يوم 15 أيار في صناديق الإقتراع. وكل البيارتة وكل المتضررين من جريمة ترميد العاصمة، هم اليوم أمام تحدي الرد على المجرمين في صناديق الإقتراع. التصويت الكثيف والعقابي ممر حتمي في مسار إستعادة الدولة المخطوفة، واستعادة الدستور وحماية العدالة والحقوق..فإما يكون للبنان صباح 16 أيار كوكبة من النواب التغييرين الذين لا يساومون على حقوق الناس وكراماتها، وإما مجلس عار، نسخة منقحة عن المجلس الفاقد للشرعية، ورموزه نسخة عن أولئك الذين وقعوا العريضة النيابية حماية للحصانات وحماية لقانون الإفلات من العقاب ولتبرئة المدعى عليهم بجناية القصد الإحتمالي بالقتل!
2- بعد يومين تبدأ المرحلة الأولى من إقتراع المغتربين. الأنظار شاخصة إلى الناخبين الذين هجرتهم "النفايات السياسية" المتسلطة، وكثافة الإقتراع للتغييرين هو الرد على ناهبي جني اعمار الناس من ارتهنوا البلد للمحور الممانع الذي تقوده طهران. التصويت العقابي يفتح الطريق لتجاوز تأثير كل أشكال الزعبرة والرشوة التي تتم على عينك يا ناخب. التصويت العقابي خطوة لدفع مشروع قيام المظلة السياسية المعارضة التي يمكن أن تبلور البديل السياسي لإنقاذ البلد.
ويتواصل مسلسل التعدي على مرشحين معارضين لحزب الله. بعد إرغام 3 مرشحين على إعلان الإنسحاب في دائرة بعلبك الهرمل، تعرض المرشح حسين رعد إلى إعتداء آثم لحظة قيامه بواجب التعزية في حسينية آل رعد في بعلبك! أغمي عليه نتيجة الضرب المبرح ولم يتم التعرض لأي معتدٍ.. في نفس الوقت كانت كتائب مؤللة تحمي تنقلات الصهر المحبوب! فهل هذه هي الفرص المتكافئة لخوض الإنتخابات! وإلى وزير الداخلية نقول فعلاً ستكون إنتخابات "بتجنن"!
واضح أن حزب الله الذي روج أن الأمور محسومة منزعج من الترشح ضده، ومتخوف من وجود كتلة ناخبة تتجاوزال30% لم تحسم أي خيار، ويعرف حجم الإبتعاد عنه فبدأ حملة "سخاء" تطال نحو 250 ألف عائلة ل"إقناع" الناخبين ببرنامجه! ويبدو أن كل ذلك غير كافٍ فوسع الإستهداف والترهيب، ودخل على الخط مفتيه الشيخ أحمد قبلان الذي أطلق مواقف خطيرة في تسخير موقع المجلس الشيعي الأعلى في خدمة مرشحي الثنائي المذهبي. لكن الشيخ علي حجازي فند ما ادعاه المفتي الجعفري قبلان الذي حرم الورقة البيضاء أو الإقتراع ضد الثنائي المذهبي، وسأله: "هل ننتخب من أوصل البلد إلى جهنم؟وهل ننتخب من عمل حارساً لهذه المنظومة الفاسدة؟ وهل ننتخب من حرمنا الدواء والماء ولقمة الخبز؟"
أعمال الرشوة التي أكدتها تقارير "لادي" والتعديات من الصرفند إلى بعلبك واتساع التحريض وكل أعمال الرشوة، وغربة وزارة الداخلية ودخول هيئة الإشراف على الإنتخابات في "كوما" مسبقة، كما "فتاوى" غب الطلب..كلها متوقعة ولن تثني المواطنين عن الإقتراع الكثيف، ولن تمنع تسونامي التصويت العقابي الذي سيغير الكثير من المشهد في 16 أيار.
وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن
الكاتب: الصحافي حنا صالح