في صبيحة اليوم ال934 على بدء ثورة الكرامة
اليوم 7 أيار، يكون قد مرّ اليوم 14 سنة على إعتبار هذا اليوم باليوم المجيد! بعده تتالى القضم، نهش السلطة وتجويف المؤسسات، والسيطرة على القرار بعد التسوية الرئاسية التي حولت الرئاسة واجهة تسلط ورئاسة الحكومة ملحقة ووضع القضاء تحت القبضة الثقيلة!
أصوات المقترعين أمس التي بلغت أمس ال18225 من أصل نحو 30 ألف مسجل وبنسبة نهائية 59% وجهت أكتر من رسالة، وستكتمل في المراحل الآتية:
-هي إستعادة لفعل الصوت كالسوط لطي صفحة 7أيار،
- ومع ملامسة 60% من نسبة الإقتراع رغم إشكالية عطلة العيد والمسافات في السعودية خصوصاً قدمت مؤشراً على سقوط الدعوات للمقاطعة بعدما تبين الناس خطرها!
- شكل التصويت الحاسم الداعم لقوى التغيير( إستناداً إلى مئات التصريحات العفوية) مؤشراً حقيقياً على تنامي الوعي الذي أدخلته ثورة "17 تشرين"، ومؤشراً يفيد بأن الإنتخابات ستحمل تصويتاً عقابياً ل"نفايات سياسية" متسلطة أذلت اللبنانيين.
- قوى التغيير مطالبة اليوم وفي الغد بمزيد من الحماس، والتجييش والتنظيم مع المرحلة الثانية من إقتراع المغتربين، وهي مرحلة شديدة الأهمية، كما في الأيام المتبقية على موعد 15 أيار. كثير من العمل مطلوب والتوجه لتحريك الكتل الناخبة، وحمل الموجوعين على الإقتراع. كل الذين تقدموا من كاميرات التلفزة وقالوا بالفم الملآن: سنقتلعهم ونريد التغيير وسنثأر ل7 أيار عبروا عن مكنون الأكثرية الساحقة من الناس. كسروا تنبؤات المنجمين الذين تمددوا على شاشات التلفزة يبخون السموم ويروجون لمشغليهم وكسروا ومحطات تلفزة بعينها كل ما إسمه الصمت الإنتخابي فراحوا يعلنون النتائج قبل عملية الإقتراع. وضيعون من أتباع مدارس رستم غزالي وغازي كنعان وقاسم سليماني وسائر من اعتقدوا أو يعتقدون ان التسلط الأبدي على لبنان ممكناً!
- أكدت المرحلة الأولى على أهمية العملية الإنتخابية ومحوريتها في مسار الصراع اللاحق بين مشروعي المضي في إقتلاع البلد وإلحاقه نهائياً بمحور ايران الكبرى، أو توفير الأساس لاستعادة الدولة المخطوفة بالسلاح والفساد والطائفية. كثيرون من المقترعين( وفق تصريحاتهم) صوتوا ضد من تسبب بانهيار البلد وتجويع أهله، وضد مشاريع تمزيق نسيجه وتغيير هويته، وأكدوا إعتزامهم على المحاسبة في صناديق الإقتراع لمن تسبب بالإبادة الجماعية يوم 4 آب، ولمن لم يرف لهم جفن مع بقاء العشرات تحت البحر من ليلة 23 نيسان واعتبروا الأمر"قضاء وقدر"!
وبالإقتراع لقوى التغيير تتظهر قناعة أن المواطنين في المغتربات، وفي كل جهات لبنان، يعرفون أن لوائح قوى التغيير تحمل البذور الجدية للبديل السياسي للتحالف المافياوي، تحالف نظام المحاصصة الطائفي الغنائمي، تحالف التخلي عن "كاريش" وعن مساحة ثروة غازية ونفطية ضعف مساحة الجنوب.
إنهاالإنتخابات الأهم بين معارضة جدية تغييرية وقوى التسلط وبين أبرز عناوينها إستعادة الحقوق والثروة في المواجهة مع تحالف"كاريش" ! فها هم يتفرجون على ضياع ثروة اللبنانيين التي وضع العدو اليد عليها، وبدا زيف تلك المقولات والتبجحات التي تهاوت كلها حول السلاح الذي "يحمي ويبني"! فوحدها الدولة هي ما يحمي الحدود والحقوق والكرامات!
وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن .
الكاتب: الصحافي حنا صالح