في صبيحة اليوم ال937 و938 على بدء ثورة الكرامة

100 ساعة تفصلنا عن فتح أقلام الإقتراع لإنتخاب برلمان 2022.

إنه البرلمان الأخطر الذي سيرسم مصير البلد ومستقبله لعقود، وبين أيدي المقترعين مهمة وواجب إيصال كتلة تغييرية تفرمل منحى النفايات السياسية تجديد نظام المحاصصة الطائفي الغنائمي والذهاب بعيداً في مشروع إقتلاع البلد وإلحاقه بإيران الكبرى!

تذكروا أن تشريعات برلمان العام 1992 أوصلت لبنان إلى هذا الجحيم، لأنهم نجحوا بتزوير التمثيل، وكل الطبقة السياسية شريكة في المسار الإجرامي، ومن إنضم بعد العام 2005( قبل 17 سنة) إنخرط في اللعبة إياها وهو شريك بالتسبب بانتقال اللبنانيين إلى زمن "قوارب الموت"! ويتسابقون في التنكر لإنجازاتهم الكارثية بحق البلد وأهله. يتبارزون في غسل أيديهم من الأهوال التي رموا فيها مواطنينا في أخطر إمتهان لذاكرة الناس، وأخطر تحدٍ لوجع اللبنانيين.

توقفوا جيداً عند تحريضهم الطائفي والمذهبي لشد عصب كتلهم الحزبية وترهيب كل الآخرين. وتمعنوا جيداً بوعودهم، واستفاقتهم على حقوق الناس وحضروا سلاحكم: التصويت العقابي ضد منظومة الفساد والقتل التي أذلت اللبنانيين بالسطو على مقدرات الدولة، وسجلت حدثاً غير مسبوق في التاريخ بنهب جني الأعمار. تسلطت منطلقة من قانون العفو عن جرائم الحرب، وأول مهام مجلس 2022، إن تمكنوا سيكون قانون العفو عن الجرائم المالية، فيكتمل منحى الحصانات للصوص، كما حصّنت المدعى عليهم بجناية تفجير بيروت، وحمت قانون الإفلات من العقاب وغطت إختطاف الدولة وارتهنت البلد!

إنتبهوا التصويت العقابي الذي مارسه المغتربون يمكن ويجب العمل لأن يتحول تسونامي يوم الأحد. كلهم يعيشون حالات رعب وقلق فدبوا الصوت وتزاحموا على إحتلال واجهات المهرجانات والمنابر خوفاً من مفاجآت غير محسوبة. رموا كل الأسلحة في السوق الإنتخابي؛ الإنتخابات للدفاع عن السلاح و"إستحضار" الإنتصارات "، إلى"سخاء" غير مسبوق بضخ المال السياسي مستغلين الفاقة والعوز وهم من تسبب بذلك. ومع التراجع الحاد بدعوة الشارع السني إلى المقاطعة، وإفتضاح ابعاد الدعوة التي صبت في طاحونة حزب الله، ازدادت خشية البعض من تبدل الصورة وحسابات الحواصل.

أطلق الثنائي المذهبي المتسلط منذ ال90 العنان للتحريض: الإنتخابات "حرب تموز سياسية"، والإستهداف معلن ضد لوائح قوى التغيير التي تخوض أقسى مواجهة بوجه حزب الله! وإلى التهديد والتخوين أطلقوا الوعود ب"المن والسلوى": يتحدثان( نصرالله وبري) عن التنقيب لإستخراج الثروة الغازية والنفطية لحل الأزمات! فتغيب كل إشارة عن الجهات التي تسببت بكل هذه الإنهيارات، وتغيب الإشارة عن "إنجاز" التخلي عن الخط 29، خط السيادة والحدود وخط الحقوق، ولخدمة من تنازلوا عن مسافة ثروة هي ضعف مساحة الجنوب؟ ولأنه موسم الإنتخابات - حيث يقول الرئيس الفرنسي السابق أن الوعود الإنتخابية لا تلزم مطلقها-، أنذر بري واشنطن(..) شهر واحدٌ للترسيم وإلاّ سنبدأ التنقيب؟ كيف وبمن؟ وبأية قدرات آخر هموم بري الإجابة وهو غير معني أن التنقيب الإسرائيلي بدأ في كاريش، وكل ما كان لمناسبة الموسم الإنتخابي تمثل بتعهد من نصرالله بإرسال مسيّرة فوق سفينة التنقيب "لا لنقصفها بل لنعطيها إنذاراّ!

ويكتمل الإنذار بالتنقيب وهو يوحي أن الثروة ملك خاص للتنائي، يتم إطلاق الوعد الثاني: إعادة الودائع كاملة؟ في الحقيقة ربح حزب الله وأمل قصب السبق في بيع اللبنانيين الأوهام في الموسم الإنتخابي، و"حرص" المروجين لا يخفى على اللبيب، والدليل أن قائمة "الأمل" و"نحمي ونبني" يتصدرها، إلى جانب علي حسن الخليل الفار من العدالة، المصرفي خير الدين الذي يحتجز 5 مليارات دولار من الودائع!

ومن أجل الإنصاف فالصهر المدلل ما زال أيضاً في صدارة بخ الوعود وهو أيضاً في مقدم الصفوف. بعد 13 سنة بوزارة الطاقة وهدر نحو 48 ملياراً، رغم معزوفة "ما خلونا"، أبلغ جمهوره الآخذ بالضمور أن لديه مشاريع للكهرباء والمياه والنفايات فاحذروا!

اللافت اليوم، وبعد أيام من "فتاوى" أطلقها المفتي الجعفري قبلان، التعميم الذي صدر عن المديرية العامة للأوقاف الإسلامية بتوجيه من مفتي الجمهورية والموجه لكل خطباء الجمعة وأئمة المساجد بدعوة اللبنانيين إلى المشاركة الواسعة وبكثافة في الإنتخابات. ما يعني، أن الحواصل سترتفع، وسيكون من الصعب تمرير طارئين تم تجهيزهم وتعليبهم لمصادرة تمثيل بعض المناطق وكالة عن حزب الله ولخدمة مشروعه!

التصويت الكثيف سيعطل نسبياً مفعول القانون الفاسد كما مفعول الرشاوى، ويخدم قوى التغيير التي قدمت للبنانيين البديل السياسي، والناس تعرف الحقيقة، وكل حملات التحريض والتعبئة الطائفية لن تتيح أي تراجع عن المشهد الآثر للمهجرين من لبنان، الشابات والشبان الذين إقترعوا إنتقاماً لضحايا تفجير بيروت، ولكل ضحايا ثورة تشرين والمئات الذين أطفأ الإجرام الرسمي عيونهم. واقترعوا إنتقاماً لجريمة التليل، وإنتقاماً لوجود 30 جثة تحت مياه بحر طرابلس من نحو 3 أسابيع وما من جهة تحركت لتعويم زورق الموت لأنهم يخشون إفتضاح حلقة أساسية من عملية الإتجار بالبشر والعصابات المحمية التي تقوم بها!

الإقتراع الكثيف والعقابي ينبغي أن يكون الهدف لتكون الإنتخابات محطة تفتح صفحة جديدة في مسيرة التغيير التي أطلقتها ثورة 17 تشرين!

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن.

الكاتب: الصحافي حنا صالح