في صبيحة اليوم ال939 على بدء ثورة الكرامة
باقٍ على فتح صناديق الإقتراع صباح الأحد أقل من 70 ساعة. الصورة ازدادات وضوحاً، وما من سبيل لإنتشال البلد ووضعه على سكة التعافي، إلاّ بالتصويت الكثيف والعقابي ضد منظومة التسلط الناهبة وحزبها القائد الذي ارتهن البلد خدمة للأجندة الإيرانية!
كل صوت ل"النفايات السياسية" هو طعنة لمستقبل بلدنا وأولادنا، وهو قرار من المقترع بتهجير أولاده وتعميم الخراب، لأن المتسلطين جعلوا لبنان المكان غير الصالح للعيش! ويكفي اليوم أن يلتفت الناخب إلى الإدانة الأممية للمافيا التي تسببت بجرم قهر اللبنانيين وإفقارهم عن سابق إصرار وترصد.. إلى إصدار الأمم المتحدة حكما نهائياً على كل الطبقة السياسية، بأنه إن "لم يغير لبنان مساره" لا يستطيع الخروج من سكة الإنهيار. لقد قالت الأمم المتحدة، إستنادا إلى دراسات ميدانية، أن "الدولة اللبنانية (مقصود السلطات المتعاقبة) والمصرف المركزي" يتشاركان المسؤولية عن الأزمة المالية التي تعصف بالبلد وأدت إلى "إفقار غالبية السكان الذين يتخبطون لتأمين الحد الأدنى من إحتياجاتهم"، مع التشديد على أن الدولة(الحكومات) "مسوؤلة عن إنتهاك حقوق الإنسان" في لبنان، بحيث "يجد كل 9 من كل 10 أشخاص صعوبة في الحصول على دخل، ويعتزم كل 6 من كل 10 أشخاص مغادرة البلد لو استطاعوا إلى ذلك سبيلاً"!
نعم، عليك أن تصحى صباح 15 أيار، وتذهب لكي تصوت صح، دفاعاً عن رغيفك وحبة الدواء وعن حقك بالكهرباء والماء النظيفة وفرص عمل وحقك بمدرسة لأولادك وبطاقة صحية وحماية الإستشفاء..نعم التصويت الكثيف والعقابي هو وحده السبيل لاستعادة الدولة المخطوفة، بتحرير رئاسة الجمهورية ومجلس النواب وفتح المجال لإعادة تكوين السلطة وبدء مرحلة محاسبة المرتكبين واستعادة الحقوق.
استمعتم إليهم: بري وعدكم أنه سيسقط الفساد( ممنوع الضحك) وصب حقده على قوى التغيير قائلاً أنها تريد "إسقاط قيمنا"! ما هي قيم دولته غير حماية الفارين من وجه العدالة ومصادرة الحقيقة وتدمير القضاء لمنع الناس من إستعادة حقوقهم؟ وبعد أليس من قيم صاحب الدولة حماية قانون الإفلات من العقاب وضم ابرز رموز فساد الكارتل المصرفي (خير الدين) إلى كتلته النيابية؟ ويطول الحديث عن قيم دولته، أليس هو من أغرق الإدارة العامة بالأتباع فأفسدها، وكان شعاره عن المحاصصة :ع السكين يا بطيخ؟
واستمعتم إلى حزب الله وأمينه العام فيما مواكب الدراجين كانت تستفز بيروت وأهلها وسكانها. يريد من الإنتخابات حماية السلاح، ويريد تشريعه كي تقهر الدويلة الدولة.. لكنه إعترف بوجود أزمات عميقة وقدم الحل باستخراج النفط والغاز لحل أزمات الناس. سماحته وعد في العام 2018 بمحاربة الفساد ورفض الضرائب وحماية مصالح عامة الناس الذين منحوه كتلة نيابية وازنة، ولهذا السبب أوذاك، قبض على المجلس النيابي، فهل فاته أنه في زمن تسلط حزب الله وإستئثاره صارت الكبة الجنوبية بدون لحمة، وغاب صحن الفتوش في رمضان عن موائد الصائمين وعزّ الرغيف وبات المواطن يخاف المرض لعجزه عن الإستشفاء والحصول على الدواء!
حتى "الهيلا هايلا هو" قال أن لديه برامج "إنقاذية" تشمل الكهرباء والمياه والنفايات والكسارات وكالعادة خلال 13 سنة من التسلط على الوزارات وأكبر كتلة نيابية ورئاسة جمهورية 6 سنوات:"ما خلونا"؟
كذلك تحدث جنبلاط عن برنامجه للإصلاح والإنقاذ، فيما يعتبر السنيورة أن التجربة التي عجلت الخراب هي النموذج الوحيد، وكان واقعياً فريق فرنجية الذي قال عبر أكثر من ممثل له أنه ليس في الحكم وليس مطالباً ببرنامج؟ ولفت المتابع ما قاله جعجع في تغريدة جديدة:"تمكنت الإنتفاضة من تحقيق أهداف كثيرة لم يكن هدفها حصراً إسقاط الحكومة وليست كما حاول البعض تصويرها بأنها تستهدف شخص رئيس الحكومة، بل تستهدف المنظومة برمتها، والقوات كانت من ضمنها لكنها سارعت لقراءة الوقائع والحقائق والمزاج الشعبي فانسحبت مع خيارات الناس"! لكن ماذا عن تغطية ما كان؟ أما القول "نحن فينا وبدنا" فماذا فعلتم في 17 سنة، وما الإنجازات زمن برلمان 2018 ولديكم كتلة وازنة ومناصب حكومية كبيرة؟
الأكيد أنه ما من جهة اعتذرت من اللبنانيين وطلبت السماح، وما من جهة أقرت بمسؤوليتها عما آل إليه وضع البلد والناس، وتتصرف وفق ما تمليه مسؤولية الإعتذار بالخروج من المشهد؟ شراكتهم في تغطية إختطاف الدولة وارتهان البلد ليست محل نقاش، وأكثر من ذلك الكل تلطى خلف مقولة "السلاح مسألة إقليمية" وجلسوا في مقاعد المتفرجين فيما كان حزب الله المغطى من رئاسة الجمهورية يزج لبنان في الحروب ضد دول المنطقة وفق مقتضيات سياسات ملالي إيران.. ما حدن يخبرنا أن حزب الله وجد كقوة قاهرة، الأكيد هو جهة أساسية في "فيلق القدس"، ولديه فوق الميزانية المفتوحة من الولي الفقيه( ونصرالله اعلن عن ذلك مراراً) حصة وازنة من الموارد العامة للبلد، والخبر اليقين عند الحكومات المتعاقبة من أيام "القمصان السود، وذلك عن وضع اليد على الجمارك: مرفأ ومطار وحدود مستباحة وتهريب، وحماية نقل الثروة من الداخل إلى الخارج. وكالإقتصاد الموازي يجري التركيز على "القرض الحسن" لتكون المصرف البديل! فماذا فعلتم بوجه تلك السياسات، غير الصراع على الحصص العائدة لكم؟ أنتم جميعاً شركاء بالسياسة التي أدت إلى إرسال اللبنانيين إلى الجحيم؟ ووضعت لبنان على سكة التلاشي؟
في 16 أيار، وفق كيفية الإقتراع سيتحدد المنحى العام، وتعويم منظومة الفساد والارتهان سيعني التالي:
- قانون عفو عن الجرائم المالية أي تدفيع الناس الذين خسروا كل شيء ثمن النهب والإفقار!
- مزيد من الهيركات والليلرة ولا إستعادة للأموال!
- رفع تعرفة الهاتف والكهرباء والإنترنت بين 6 و9 مرات دفعة واحدة!
- رفع تعرفة الجمارك عدة أضعاف وإنتهاء كل الودائع في مصرف لبنان!
- سيدأ الترويج لبيع إحتياط الذهب لنهبه.. وبيع الملكيات العامة بأبخس الأسعار ومن نهب هم من سيشتري البلد بحفنة قروش!
وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن
الكاتب: الصحافي حنا صالح