في صبيحة اليوم ال941 على بدء ثورة الكرامة

أقل من 20 ساعة من الأن تفتح صناديق الإقتراع، أنه يوم إنتخابات مفصلية وتاريخية، يرتبط بنتائجها مستقبل البلد وأهله، على ما ستحمله الصناديق! فاما يسترد اللبنانيون الدولة أو تحكم الدويلة هيمنتها! نستعيد لبنان كاملاً أو ينتصر "تحالف كاريش" الذي استباح الحدود والحقوق وقدم للعدو الصهيوني الثروة!

حتى منتصف الليل، قبل بدء الصمت الإنتخابي احتلوا الشاشات ساعات طويلة، حشدوا الأتباع، رفعوا الصوت، انتحر التواضع أصغرهم يملك الحلول السحرية لكل شيء، فكيف أكبرهم، والحقيقة كلهم رفعوا السبابة بوجه الناس وقالوا: حلولنا تنتظر أن تجددوا لنا!

لا يشبهون أهل البلد، يظنون أنهم مخلدون على الكراسي، من طينة أنصاف الآلهة، وبعضهم آلهة، فوق الدستور، فوق القانون وفوق الناس والبلد صغير عليهم!

كلهم تحدثوا عن "إنجازاتهم" وعن "تضحياتهم" وأطلقوا الوعود..أما أنتم ال82% من اللبنانيين الذين لن تتمكنوا من العيش ع"الخبزة والزيتونة"، وفي بيوت البرد والحر حيث ينام مئات ألوف الأطفال بدون عشاء، أنتم أمام فرصة لا تتكرر إلاّ مرة كل أربع سنوات، وبين أيديكم السلاح الأفعل، وبوسعكم إحداث ثورة الصناديق!

إستمعتم إليهم والأكيد تمعنتم بحالتكم وطريقة عيشكم تحت حصار العتمة وفقدان الدواء والرغيف. لقد ساوركم الشك في كل ما قالوه، لم يكن أحد إلى جانبكم يوم فقدتم العمل وعضكم الجوع بنابه، يوم إبتهجتم لنجاح ولد من أولادكم بالفرار من الجحيم الذي أرسلوكم إليه. ورأيتم كيف حجزوا الشاشات بملاين الدولارات، ورأيتم حملاتهم الإعلانية التي تحمل الوجوه الكالحة والشعارات الممجوجة اياها ، ونظرتم إلى حالكم وكيف يعرض السفهاء على كثير منكم بونات بنزين تخدم حتى 17 الجاري، ولوائح الأسماء لتوزيع كراتين الإعاشة، واتصل بكم المفاتيح الإنتخابية وعسس المتزعمين ووعدوكم بالملاليم فهذه عندهم قيمة أصواتكم لمدة 4 سنوات!

أنتم تعرفون أنه صباح 16 أيار سيكون قد إنتهى زمن "السخاء"، وتعلمون علم اليقين أن كل ما يجري إنفاقه هو من تعبكم ومن حقوقكم المسروقة، والتحدي يكون بالتوحد لإستعادة المنهوب. وبحسبة بسيطة تعلمون أن مالهم السياسي وأشكال الرشاوى المبتكرة التي يعتمدونها لو تم إنفاقها في المكان الصحيح لكانت تأمنت الكهرباء والخبز والدواء. ولا تنطلي عليكم الشعارات – الأكاذيب التي يطلقونها! 

في العام 2018 كان هناك دستة أسباب لعدم الإقتراع لهم، واليوم لم يعد هناك أي سبب لكي تقترعوا لهم! أنتم تعيشون بالتفصيل الممل ما ورد في الإدانة الأممية لكل الطبقة السياسية التي تسببت بالنهب والفساد والإفقار والعوز وارتهان البلد وعزله، فكما قالت الأمم المتحدة كل 9 أشخاص من 10 لا يحصلون قوت يومهم، وكل 6 أشخاص من 10 همهم الوحيد الهجرة، فهل سترتكبون الخطيئة إياها!

بين أيديكم أمضى الأسلحة: أصواتكم ولا إستعادة لحقٍ لكم بدون التصويت العقابي ضد منظومة الإجرام والقتل. لقد وفّر ثوار تشرين البديل السياسي والفرصة للتغيير، وكل ملاحظاتكم على وجوه كثيرة في مكانها، لكن مصلحة كل فرد ومصلحة البلد أن تذهبوا إلى صناديق الإقتراع وتقترعوا لمن يشبهكم، لمواطن يحمل وجعكم، وليس لناهب أنتم من يدل على الكبائر التي ارتكبها، وليس لفار من وجه العدالة، وليس لمن وقع عريضة العار النيابية لحماية المدعى عليهم بجناية "القصد الإحتمالي" بالقتل في جريمة تفجير المرفأ.. تعرفونهم وهم يكررون الوعود عينها كل أربع سنوات فيما وضعكم يتراجع ويتردى، فلا تكرروا الخطأ بعد الخطأ!

أنتم من كل جهات لبنان صُناع ثورة "17 تشرين"، نجحتم في تعرية اللصوص الذين أبعدوا عن الفضاء العام فلا تسمحوا بعودتهم من الشبابيك. ليسوا منكم ولستم منهم، وبربكم على مدى 32 سنة من التسلط المافياوي الذي أوصل البلد إلى قعر لا قعر له، هل تمت محاسبة فاسد أو أقيل مسؤول أو إعتذر متسلط عن الآلام التي سببها للناس والبلد؟ أبداً تعرفون أنهم لا يشبهونكم ولم ولن تنخدعوا بإطلالاتهم وأكاذيبهم!

من الشمال إلى الجنوب وبيروت والجبل والبقاع أمامكم الخيار الآخر: أمامكم من لم يتاجر بالطحين والدواء ويحتكر المحروقات، وأمامكم من يحمل وجعكم يقابله من تسبب بهدر 48 مليار دولار على الكهرباء فوصل البلد إلى العتمة، وأمامكم رموز لم تغادر الساحات منذ إنتفاضة النفايات وقدمت البدائل لإنتشال الناس والبلد ويقابلهم أنصاف آلهة قبل أن ينهبوا الودائع صادروا الأملاك البحرية والنهرية وحتى رؤوس الجبال! وعليكم الإختيار بين من يطالب بالعدالة لبيروت التي فجروها في 4 آب وبين من يحمي نظام الإفلات من العقاب!

في لوائح قوى التغيير، مجموعة من خيرة صبايا وشباب لبنان يستحقون الفرصة، وهم في بيروت الثانية "بيروت التغيير"، وفي الأقضية الأربعة "شمالنا"، وفي مرجعيون والنبطية وبنت جبيل "معاً نحو التغيير"، وفي الزهراني وصور "معاً للتغيير"، وفي البقاع الغربي "سهلنا والجبل" وفي عكار "عكار التغيير"، وفي الشوف وعالية "توحدنا للتغيير"، وفي بيروت الأولى "بيروت مدينتي"، وفي بعلبمك الهرمل "إئتلاف التغيير" وفي زحلة والبقاع الأوسط "زحلة تنتفض"، وفي صيدا وجزين "ننتخب للتغيير" وفي بعبدا والمتن الجنوبي "بعبدا تنتفض"..ورغم القانون المفصل على مقاس المتسلطين، والصوت التفضيلي المستنسخ من مشروع "القانون الأرثوذكسي الطائفي، فالإقتراع بكثافة يحدّ من التأثير السلبي للقانون ومن المال السياسي!

تذكروا جيداً إنها أول إنتخابات بعد ثورة "17 تشرين" التي عرت مختطفي الدولة الناهبين اللصوص والقتلة، وفضحت مخططات مستبيحي السيادة ودويلة التهريب، وأول إنتخابات كشفت كل مخاطر تساكن أطراف نظام المحاصصة في سرير حكومي واحد من حكومات " الوحدة الوطنية"، وإنها أول إنتخابات بعد جريمة تفجير المرفأ وترميد وسط بيروت، وإنها أول إنتخابات بعد إفتضاح دور التحالف المافياوي في نقل البلد من زمن اليسر إلى زمن العسر، ومن البحبوحة إلى المجاعة، ومن لبنان "نيال من له فيه مرقد عنزة" إلى زمن إدراج اللبنانيين في خانة شعوب "قوارب الموت"!

عاقبوا قاتيليكم !

الفرصة متاحة للوقوف بوجه تسلط السلاح والهيمنة خدمة للمحور الإيراني، وامنحوا حاملي لواء التغيير الفرصة للجم "النفايات السياسية" ومبتكري قهر اللبنانيين، وبين ايديكم أن تمنحوا قوى التغيير الحجم النيابي لبدء الفصل الثاني من ثورة تشرين، فصل إنتشال البلد وحماية أبنائه!

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن

الكاتب: الصحافي حنا صالح