في صبيحة اليوم ال946 و947 على بدء ثورة الكرامة

على مدى أشهر، استهدفت ثورة تشرين بأقذع التهم!

وانتبهوا جيداً ومن الاخر، لن تمر محاولات فرض أبوة ما على الثورة وعلى نوابنا الشجعان، وبالذات أولئك الذين رسم فوزهم المدوي البسمة على وجوه اللبنانيين، عندما أفقدوا الدويلة بعض أبرز مخالبها!

القاصي والداني، يتقدمهم شلة مكاتب "الدراسات" و"الإحصاء"، وإعلام الكارتل المصرفي، ووجوه سياسية جلها غير مقتنع أنه من ماضٍ مضى، وغيرهم وغيرهم ..كل هؤلاء التقوا على أن لا جدوى من إنتخابات ستكرس سطوة حزب الله وتعيد إنتاج التحالف المافياوي إياه، والبعض راح يخبر روايات عن شعب خمول، وإنه شوفوا: إنهم في الطوابير على البنزين والخبز وكالوا أقذع التهم بحق مئات الألوف الذين صنعوا ثورة تشرين، التي جعلت المواطن لاعباً سياسياً، عندما غادرت ألوف مؤلفة كل الإنتماءات الأولية المناطقية والطائفية وقالت بالصوت العالي: "كلن يعني كلن" لناعليهم كل الحقوق وسيدفعون الثمن!

تغييريون لم يغادروا الساحات منذ إنتفاضة النفايات في العام 2015 وافترشوا ساحات تشرين، كانوا الأكثر وعياً وإدراكاً لحركة الناس. تلاحموا في الساحات على إمتداد لبنان، ويعرفون ما فعل "الكوفيد" وتلاحق الإنهيارات وإتساع العوز، وفي الوقت عينه التعديات والبلطجة الميليشياوية وصولاً إلى تسليط الأجهزة الأمنية وبعض القضاء ضد الثوار السلميين، إلى الكثير الكثير من الأداء غير المقنع، وأحياناً المهين الذي أملته بعض المنصات الصوتية، فكان الإنكفاء عن الشارع وليس عن محاسبة التحالف المافياوي!

وحلّ 15 أيار، وشهد لبنان تصويتاً عقابياً من 330527 لبنانية ولبناني، من كل المناطق ومن كل الطوائف. إقترعوا لقوى التغيير وقالوا للقاصي والداني: أحرار أحرار رح نكمل المشوار. أثبتوا حضورهم من بيروت البوصلة، إلى كل جهات لبنان، الذي عاد ينبض بالحياة كما في أيام تشرين، وليثبت الناس أن الهواء النظيف مستمر وبقعة الضوء تتسع بكل الإتجاهات.

لقد صار للعيون التي فقئت غدرا عيون داخل البرلمان، وصار لضحايا الثورة وضحايا جريمة تفجير المرفأ أصلب المدافعين عن العدالة والحقيقة داخل البرلمان، وإذا كانت برلمانيات 2022 قد عاقبت بعض نواب العار وأقصتهم، فكل الآخرين سيدفعون الثمن.. وليكن مفهوماً الضحايا لن يعودوا، وقتال اللبنانيين خلف كوكبة من النواب الشجعان يراد منه رفع جدار صلب بوجه الإجرام وإنهاء زمن "الحصانات" و"نظام الإفلات من العقاب"..كممر ضروري ليعود لبنان المكان الصالح للعيش.. ويراد منه إستعادة الدولة المخطوفة بالسلاح وبدء زمن المحاسبة لإستعادة المنهوب والمسلوب وحماية حقوق الناس. وسوف تستمر مسيرة التغيير ليدفع الثمن من ارتهن البلد ومن غطى إرتهانه وإختطافه.

نعم لن ينتخب نواب الثورة نبيه بري، وسيواجه معارضة غير مسبوقة. وونواب التغيير كما ذكر أمس ابراهيم منيمنة ومارك ضو(رفاق سنستمر نناديكم باسمكم الأول) سيعملون من أجل تكوين" كتلة تغييرية واحدة تضع برنامج عمل واضحاً في مواجهة السلطة الفاسدة وترفض المشاركة في أي مساومة أو تسوية على حساب المباديء التغييرية الإصلاحية بما يشمل تحرير القضاء وتعزيز قدرات وسلطة الجيش اللبناني".

 

وبعد، حكومة الثورة المضادة تتجه اليوم لتوجيه ضربة لكل اللبنانيين. ففي آخر جلسة لها، تسعى إلى فرض ضريبة الدولار الجمركي والى تهريب أخطر خطة "للتعافي المالي والإقتصادي"، وكذلك خطة إجرامية حملت عنوان "خطة التعافي لقطاع المياه" وهي إستنساخ لاستراتيجية قطاع المياه التي تسببت بتدمير البيئة والقطاع وهدر المليارات على مشاريع السدود، وهي تلتزم تخصيص 9 مليارات دولار لإستكمال مشاريع الهدر! حكومة النجيب تريد قبل يٍومين على بدء مرحلة تصريف الأعمال القفز فوق خيارات الناس في الإنتخابات ، فيما عليها وهي التي ضيعت الأشهر الطويلة ب"اللعم"، أن تحترم نتائج هذه الإنتخابات وتنتظر كلمة البرلمان الجديد.

 

وبعد البعد، كل القوى التشرينية هي الآن أمام خصمٍ ليس عادياً، وسنشهد الكثير من المحاولات لتجويف الإنتصار الذي تحقق في صناديق الإقتراع. لكن الثقة كبيرة أن ما تم إنجازه أساس للمواجهة المنتصرة. ومعروف جيداً أن إستكمال التغيير بات مستحيلاً من دون سيادة، والسيادة غير ممكنة، لا بل مستحيلة، من دون خطوات إصلاحية حاسمة لمحاسبة الناهبين المرتكبين ولإستعادة الحقوق والبداية حماية معيشة الناس وهذا الأمر أولوية الأولويات..ومع الإنتخابات إنتقل لبنان من حالٍ إلى حال ولدينا كوكبة شجعان في المجلس النيابي لن تسمح بتمرير أيٍ من تلك الصفقات و"التسويات" التي سلمت لبنان واللبنانيين لأخطر ديناصورات.

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن.

الكاتب: الصحافي حنا صالح