في صبيحة اليوم ال950 على بدء ثورة الكرامة
الدولار إلى 32 ألف ليرة ولا سقف لإرتفاعه، ومن المتعذر إحتوائه، ولا داعي للسؤال عن المصرف المركزي المتحكم بالبلد من خلال التعاميم، في وقت كان ينبغي أن يكون سلامة أمام القضاء! وارتفاع الأسعار، سلع وخدمات، مستمر بشكلٍ فلكي، وما اعلن بالنسبة لتكلفة الإتصالات والإنترنت مروع والحبل ع الجرار، فيما أسعار المحروقات بنزين ومازوت وغاز تحرق الأخضر واليابس!
الإختناق يتسع، والحصار محكم على قوت الناس وعيشهم. مرضى السرطان تركوا للموت بدون دواء، وعزّ الرغيف مع تضاعف أعداد المنقبين في النفايات لدرء الموت من الجوع. وفي ظلّ الحكم المطلق الذي يقبض عليه حزب الله مباشرة، أو من خلال الرئاسة التي أسلست له القياد، جرى إيصال اللبنانيين إلى الذل حتى أن الذين ضاعت جثثهم في البحر لم يجدوا جهة تعمل بجدية على إنتشالهم!
ويحتلفون بانتصارات كلها "إلهية"، وكلهم شعارهم "بيي أقوى من بيك" ويظنون أن بوسعهم رش السكر على الموت. الناس عاقبتكم كلكم ولولا القانون المسخ المتصادم مع الدستور، ولولا التزوير ولولا المال السياسي والرشوة المتنوعة، وإقفال مناطق بوجه قوى التغيير، لكان تسرع تدفيعكم ثمن الإجرام اللاحق بالناس. إجرام أنتم أداته ولن تفلتوا من دفع الثمن جميعكم في نظام المحاصصة الطائفي الغنائمي.
مهرجاناتكم الإنتصارية مهازل هابطة.. يستحيل أن تصرف تركيز الناس عن مسؤوليتكم عن إغراق اللبنانيين في إختناقات معيشية وخدماتية متصاعدة. وادعاء الصهر المدلل بامتلاك الكتلة الأكبر، وقد منحه حزب الله 8 نواب ما كشف حاجة الحزب لمثل هذا الغطاء ولو من البالة، فإن كل هذه العنجهية لن تصرف إهتمام الناس عن الفضيحة التي كشف عنها الميقاتي، والذي كان يجب تذكيره أنه يشغل موقع رئيس حكومة لبنان(..). والفضيحة اصرار الفاسدين المتحكمين بوزارة الطاقة، التي يشغلها وزير الصدفة فياض، على إستمرار إغراق البلد بالعتمة برفض أهم عرض لتأمين الكهرباء 24/24 خلال فترة لا تزيد عن 6 أشهر، وبتكلفة لا تزيد عن ثلث ما يتكبده الناس اليوم مقابل بضعة ساعات من التيار ومع إغراق البلد بالتلوث!
وبعد، بات للبنانيين كتلة نيابية تغييرية حملها إلى المجلس النيابي مناخ ثورة "17 تشرين". لديها رؤية وبرنامج وأولويات وينبغي التنبه ما من عصى سحرية بل بذل كل الجهود، والولاية النيابية بدأت اليوم بالذات . الرغيف والدواء يتقدمان ومعهما أولوية تدفيع التحالف المافياوي ثمن المنهبة، والودائع سيتم استعادتها.وبالتوازي هناك مطالبة بأن تستعيد بيروت وسطها بتحريره من جدران العار، فيعود المجلس النيابي ليمارس دوره تحت أعين الناس وورقابتهم متابعتهم، وهناك مطالبة بالعمل لحل ميليشيا مجلس النواب أو إلحاقها بالقوى الأمنية بعد ملاحقة الرؤوس المسؤولة عن جرائم غدر ودم لم يجف بعد..إلى أولوية فك الحجر عن التحقيق العدلي في جريمة تفجير المرفأ.
على الهامش الضجيج الدائر حول رئاسة المجلس مجرد زوبعة، فالعمل الجاد يتطلب الوجود في اللجان النيابية لإطلاق ورش عمل حقيقية، إلى جانب أولوية رفض كل أشكال عودة نظام المحاصصة، برفض كل تركيبات حكومات الوحدة الوطنية، لأنها ليست لا وحدة ولا وطنية، وتفعيل العمل النيابي بالذهاب إلى إصلاحات عميقة تعالج أسس نظام المحاصصة، وتبادل خدمات الفاسدين الذين تسلطوا منذ العام 1990 فاستفادوا من غطاء المحتل بداية وتغولوا معه على المال العام.. ومن دويلة حزب الله بعد العام 2005 فتشاركوا التغول وتأمين الحماية لنظام المحاصصة، واتحدوا لحماية نظام الإفلات من العقاب، وأداروا الظهر لتسلط السلاح اللاشرعي.. الجدية تتطلب عملاً كبيراً لمعالجة الأساس وممارسة كل الضغوط على السلطة السياسية لتحرير المرفأ والمطار وما من بديل عن خطوات حقيقية لاستعادة المعابر والحدود البرية! والأكيد فان لدى قوى التغيير، ومعها شارع تشريني فاعل، الإمكانات الكبيرة للتعاون مع اخرين ولو على القطعة مع قوى عديدة لا بد وأن صوت الناس بلغ مسامعها.
وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن.
الكاتب : الصحافي حنا صالح