في صبيحة اليوم ال951 على بدء ثورة الكرامة

سقط جدار العار! ليس بفضل ذكاء نبيه بري وهو ذكي لا جدال بذلك، بل بفضل ثورة الصناديق التي أحدثها مناخ تشريني راهنوا أن القمع والملاحقة، حرق الخيم والتعدي السافر، بلطجة ميليشيا مجلس النواب التي فقأت أعين المئات وأهدرت الدم ستنهي صلاحية الثورة! والمتبقي تتولى الأجهزة إياها وبعض القضاء ملاحقة الثوار السلميين كي يدفعوا ثمن التجرؤ!

سقوط جدار العار لا يعني التعايش ونحن نشاهدهم يتسابقون على مد الأيدي للثوار. إنها البداية لإسقاط الجدار الأكبر الذي حول مجلس النواب، لمكان تدمير حياة اللبنانيين وانتهاك مصالحهم وكراماتهم وحماية كارتلات الإجرام والفارين من وجه العدالة. القطيعة مع نظام المحاصصة الطائفي الغنائمي باقية ولن تكتب له الحياة من جديد. وليفهم القاصي والداني أن تلك النسخة التحريفية من "الميثاقية" المزعومة إنتهت صلاحيتها، ونواب التغيير ليسوا معنيين من عدم "ميثاقية" إعادة إنتخاب نبيه بري، الذي لن تنتخبه الثورة! وليكن مفهوماً من القاصي والداني، نواب التغيير غير معنيين بحكومات دجل "الوحدة الوطنية"، الواجهة الرديئة لتسلط حزب الله وتغوله، وأداة تغطية تقاسم الحصص والغنائم على حساب الناس!

لا تخافوا بات للثورة ولكل اللبنانيين مدافعين عن حقوقهم ومصالحهم وحقوق البلد ومصالحه. لقد خاض التشرينيون الإنتخابات لأنهم يملكون قناعة عميقة بان التغيير فعل يصنعه الناس، وأوصلتهم موجة شبابية إلى البرلمان، فبات للثورة أعين ووجوه وقدرات وكفاءات، كلما تم التصدي الشفاف لمافيا التحاصص كلما إشتد دعم الشارع وكل ساحات لبنان. لا مساومة ولن تمر صفقاتهم، وليفهم جميل السيد وأضرابه، أن مستقبل البلد ومصيره ومصير أبنائه لا يحدده مرتكبون، كانوا كلهم يعلمون أن بيروت تنام على وسادة موت فتعاموا عن المسؤولية وتركوها تنفجر بالناس والبلد! فلا يحلم أحد بالتمديد ساعة واحدة لأن البلد بالمرصاد ولا تمديد لرمز الإنهيار!

بعد اليوم سيتم فضح كواليس التآمر، لن يهربوا من إستحقاق الجلسات العلنية والتصويت الآلكتروني، وما من أمر سيمر بعيداً عن أعين الناس، وهم مصدر الشرعية ولديهم القدرة على سحبها.. وكونوا على ثقة أن زمن تسوياتكم الطائفية على حساب الناس بدأ أفوله.

بعض ما أعلنه النائب إبراهيم منيمنة أمس يثلج القلب، مواقف لا لبس فيه حيال سلاح الدويلة ووضوح في السياسة والإستقلالية وكيفية معالجة الإنهيارات، فلن يمر بيع ممتلكات الدولة وعلى الكارتل المصرفي المرابي أن يتحمل وزر مغامراته وسطوه على جني أعمار الناس. ما قيل عيّنة لما يحمله نواب التغيير إلى البرلمان، تبشر بأن السير بدأ لإعادة تكوين السلطة للتخلص من التسلط على الرقاب وفتح الطريق الصعب للتعافي.

وهنا بعض ما قاله منيمنة:

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن

الكاتب: الصحافي حنا صالح