في صبيحة اليوم ال953 و954على بدء ثورة الكرامة

إنهم يدفعون لتفجير البلد عن سابق ترصدٍ وإصرار! لكن إبشروا فإن حزب الله بلغ قوة لم يصل إليها منذ 40 سنة كما يعلن، ولا تخطئوا في التقدير والفهم في إتخاذ القرار، يقول حسن نصرالله، ويضيف "وخلي يبقى في دولة وبلد حتى تطالبنا نسلم سلاحنا للدولة"! وعلى الضفة الأخرى ترسخت قوة طائفيين، ويغيب تفصيل بسيط هو المتعلق بمصالح لبنان ومصالح وحقوق أهله!

كيف يكون هناك حزب أو جهة في لبنان "عال العال"، وبأقوى أيامه، ويعلن أنه جعل العدو الغاشم يقف على "إجر ونصف"، في وقت إنتشرت فيه جغرافيا الفقر على طول البلد وعرضه وطالت83% من اللبنانيين؟ وهناك 9 من كل 10 أشخاص لا يؤمنون وجبة كاملة، و6 من كل 10 أشخاص يخططون لمغادرة البلد إن وجدوا لذلك سبيلا؟! حزب أمسك قرار البلد منذ حكومة "القمصان السود" وتوجته المافيا المتسلطة إثر تسوية العام 2016 حاكماً مطلقأً فيعلن اليوم:" حلّوا أزمات البلد ليبقى جيش وتبقى دولة وبعدها تعالوا لنناقش الإستراتيجية الدفاعية"؟!

كيف في حزب أو جهة في لبنان تعيش "الإنتصارات" وسعر صرف الدولار هذا الصباح، كما قال أحد الأصدقاء "صار (مع تجاوزال 36 الف ليرة)جايب حاصلين وشوي"؟ وكرة نار سعر الصرف مندفعة بدون كوابح، بعدما أهدروا بقرار سياسي نحو ملياري دولار، على تثبيت وهمي لسعر صرف الليرة حتى تمرير الإنتخابات؟ وهذا الهدر قرار إجرامي يُسأل عنه أركان السلطة الذين وقفوا خلفه؟! وها هم اليوم يتابعون إدارة الظهر للناس، في سياسة إنتقامية تهدد اللبنانيين بالموت من الجوع، ولا تبالي بما ينتظر لبنان مع تقدم إحتمالات الإهتزاز الأمني كنتيجة لغياب الإستقرار الإجتماعي؟!

كيف في حزب أو جهة ما في لبنان، إرتبطت إنتصاراته" بإقفال المنطقة التي يهيمن عليها، وبلغت "عطاءاته" مئات ألوف الأسر خلال الأشهر التي سبقت الإنتخابات، ومثله آخر يتباهى أنه الكتلة الأكبر، ويتعامى الكل عن إنهيارات عامة هم تسببوا بها. مرضى السرطان ينتظرون الموت، أصحاب الأمراض المزمنة يواجهون الدمار وينقل صديقي عن شاب قوله: "أخاف أن تموت أمي، لا أملك ثمن النعش"؟

كيف بدنا نحتفل بالإنتصار والتحرير ب"25 أيار" وبقاء سلاح الدويلة هو الهدف، والشعار المرفوع السلاح للدفاع عن السلاح. إنه الأولوية باتت تحرير الأرض من أهلها؟ بربكم شو بدنا نخبر الضحايا، أنه بعد التحرير وطّد التحالف المافياوي "نظام المحاصصة الطائفي الغنائمي" وعمق الإستئثار والمحاصصة فبتنا بلا كهرباء وبلا مياه نظيفة واتسع العوز وغرز الجوع نابه، وطال الدمار الجامعة اللبنانية وانهار التعليم الرسمي، ومخطط حكومة "الثورة المضادة" التي بشحطة قلم شطبت حقوق المودعين، بيع أصول الدولة ومقدراتها لإطفاء جانب من الخسائر المالية وحماية الناهبين!

بداية يجب التوقف عند واقعة أن مصرف لبنان كي ينفذ طلب السلطة السياسية بتثبيت وهمي لسعر الصرف، جفف الليرة من السوق، فكيف توفرت بهذه الكميات بعد الإنتخابات لبدء موجة مضاربة مخيفة؟ ومن إتخذ القرار بذلك وما الأبعاد والأهداف من إطاحة المتبقي من قدرة شرائية عند الناس، وقدرة تشغيلية لدى قطاعات قليلة؟ وهل تريد الجهات الممسكة بالقرار إدخال البلد في نفق أكثر سواداً تشفياً وانتقاماً من الناس الذين خذلوا المتسلطين في صناديق الإقتراع؟

يتقاذفون الكرة، بين ميقاتي وعون ومع الأخير فريق "الهيلا هيلا هو" ووزير الصدفة فياض، عن إضاعة فرصة تأمين الكهرباء 24/ 24 في فترة زمنية قصيرة كان يمكن أن تضع البلد على سكة التعافي الطويل، والكل يريد غسل الأيدي والذمم من المسؤولية، لكنهم في الواقع يعجلون في الدفع لتفجير كبير، وها هم يتعامون عن الإحتجاجات التي غطت الشوارع وجمعت الأطباء والممرضين وأصحاب المستشفيات والمرضى والأساتذة والسائقين وأصحاب الأفران وسواهم..

 

لا أولوية تتقدم الآن بلورة صيغة تكتل نواب التغيير، والأسس التي ستتضمنها الورقة الموحدة السياسية والإقتصادية والإجتماعية التي تلتزم خيارات "17 تشرين" وأولها الخطوات الآيلة لإستعادة الدولة المخطوفة بالسلاح والفساد والطائفية، وفرض إيقاع آخر على عمل المجلس النيابي ربما تكون البداية بانتخاب نائب لرئيس البرلمان بعد طرح إسم النائب المستقل د غسان سكاف. وبالتزامن بدء التحركٍ لملاقاة الناس، ملاقاة الموجة الشعبية التي أوصلت التغييرين، فالرافعة اليوم للجم مخططات الدمار والخراب تفترض بلورة الأسس لقيام "الكتلة التاريخية"، لفرض البديل السياسي، الذي يتيح إعادة تكوين السلطة. وبقدر ما يمكن أن تتخذ خطوات جدية يمكن خلق الحالة الشعبية التي من شأنها المساعدة على درء أخطار الحريق عن البلد!

إنه أمر مقلق ما يلوح في الأفق من منحى لتفجير مواجهة واسعة بين تل أبيب وطهران، تهدد بوصول الحريق إلى لبنان.. هذا الخطر الذي يلوح في الأفق كبير جداً ويمكن لحركة سياسية شعبية واسعة، أن تفضح وتلجم ما يخطط ولا يأخذ بعين الإعتبار مصالح لبنان واللبنانيين.

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن

الكاتب: الصحافي حنا صالح