في صبيحة اليوم ال956 على بدء ثورة الكرامة

كل العيون على القدس اليوم، و"مسيرة الأعلام" الصهيونية التي ستمر في باب العمود والحي الإسلامي قد تكون عود ثقاب خطير. إستفزازات الصهاينة مخيفة وقد تشعل الوضع المحتدم الذي ينذر بحرب واسعة! بأي حال ما يجري الآن بين طهران وتل أبيب هو حرب ولا تسمية أخرى لها. حرب تستخدم فيها مختلف أشكال المواجهات وقد تتجاوز مفهوم "حربٍ بين حربين"، بدليل تكثيف المواجهات من الضربات السيبرانية إلى الجوية والبرية. تتم في العمق الإيراني وفي إسرائيل وفي سوريا والعراق ولبنان ليس بعيداً عنها.

الصورة قاتمة، وفي خطابه الأخير حدثنا أمين عام حزب الله عن إحتمال التدهور العسكري، عندما قال أي مسٍ بالمسجد الأقصى سيفجر المنطقة. ورافق ذلك إشارات مقلقة، وترداد معطيات من جهات عديدة، عن مواجهة عسكرية آتية في وقت ليس بالبعيد. ومع الأخذ بالإعتبار، ما أثاره نصرالله، فإنه مع الإنهيارات المتلاحقة في لبنان، وانسداد الأفق السياسي، وغياب أي بحث مسؤول عن حلول، قد يكون لبنان ساحة مفتوحة لتلقي أسوأ الإحتمالات!

2- بري منهمك بحساب الأصوات ويتردد أنه تجاوز رقم ال65 صوتاً سيمنحونه الثقة، فيسجل رقماً قياسياً في رئاسة المجلس النيابي من سبع دورات وأكثر من تمديد! وبالتوازي فإن المعركة تدور حول نيابة الرئاسة، وتركيبة مكتب مجلس النواب وتوزع اللجان النيابية، وجلسة الثلاثاء هي الإختبار الفعلي الأول لتوازنات مجلس النواب بعدما خسر حزب الله الأكثرية التي كانت له في البرلمان السابق! هنا أثار إعلان النائب سجيع عطية الأسئلة عن ترشحه للمنصب؟ فهل صحيح هناك دعوى إختلاس مقدمة ضده؟ وهل صحيح أن قاضي التحقيق حدد له جلسة إستماع قبل الخامس عشر من حزيران الآتي؟ بداية عاطلة ولا يجب ان تمر إن صح الإدعاء الذي تقدمت به بلدية بلدة رحبة بحق رئيسها السابق عطية، ما يفترض بالمجلس النيابي شطب ترشحه بانتظار كلمة القضاء!

3- وفيما الأمر الثابت هو إعتزام تكتل التغيير على المنافسة على المراكز لأنها البداية لتحويل اللجان النيابية إلى ورشة شغل ..لوحظ غياب المواقف الرسمية بشأن التلاعب الخطير بسعر صرف الدولار والتداعيات الخطيرة التي نجمت عن ذلك! الواضح أن إستهداف رغيف اللبنانيين والإنتقام منهم هو الأساس، وما حدن يخبرنا أن رياض سلامة يتصرف من رأسه! الليرات موجودة لدى مصرف لبنان وهو الجهة التي أفرجت عن كمية منها فاشتعلت المضاربة، والبيان الذي أصدره وتضمن وعداً أنه بعد 72 ساعة ستتوفر الدولارات للمواطنين عبر منصة صيرفة ولمدة 3 أيام ليس سحراً لكي يبدل كل المشهد!

ما بعد الإنتخابات لم يرتفع الطلب على الدولار لا للمحروقات ولا للسلع الغذائية، والليرة شحيحة في السوق فهل ما حدث تأديب للبنانيين الذين خذلوا المافيا المتسلطة من جهة، ومن الجهة الأخرى محاولة من المصرف المركزي شفط ما أمكن من الدولارات بالإغراء بالسعر المرتفع وعندما حقق مبتغاه، كان البيان الذي يعني إقفال مزراب الليرات، فتراجع سعر الصرف فوراً أكثر من 10 آلاف ليرة! فتضرر كثير من المضاربين فيما أن الأسعار التي تم تحديدها على 40 ألف ليرة للدولار ما زالت محلقة!

٤- وقبل 5 أشهر على إنتهاء أكثر العهود سواداً على البلد، تتسرب معلومات عن التحضير "لإنجاز" جديد، وهو إستدراج عروضٍ لمتمولين من سوريا والعراق للحصول على الجنسية اللبنانية..لقد استهل عون وصوله إلى بعبدا بمرسوم تجنيس طال ناهبين وفاسدين وملاحقين قضائياً، واليوم يتكرر نفس المنحى.. وببساطة يقولون هذا الأمر "حق دستوري" لرئيس الجمهورية لمن الجنسية لمن يستحقها(..)

وبالتوازي مع هذا المنحى الخطير: إستدراج العروض المالية لتوزيع الهوية اللبنانية والذهاب إلى أبعد مدى في تدمير سمعتها، فإن الخطير هو ما كشف عنه جميل السيد من قصر بعبدا: لا تسليم سلطة لحكومة تصريف أعمال لأن إنتخاب رئيس جديد سيكون متعذراً، وبالمقابل كون عون يملك التوقيع لإصدار مرسوم التأليف، فإنه لن يفعل، فهل يكون البلد مجدداً أمام السيناريو الرديء: باسيل للرئاسة أو عون باقٍ في بعبدا؟

وبعد، مواجهة تداعيات الإنهيارات ليست على جدول أعمال المتسلطين، كما أن إحتمال زج البلد في حريق يقرع الأبواب ليس أولوية للمتسلطين ولا يدخل في همومهم.. البلد متروك وليس أولوية مع إشتعال حرب الغذاء والتضخم المتفاقم في كلِّ مكان. كل التحدي الآن على تكتل التغيير النيابي، والقوى الداعمة له، كما على المستقلين فعلاً من بين النواب الجدد، للسير نحو بلورة البيئة الشعبية التي يمكنها أن تبلور "الكتلة التاريخية"، لأنها وحدها يمكن أن تنتج البديل السياسي للإنقاذ، وتحدث التحول الداخلي المفضي إلى التغيير، كي لا يبقى لبنان على قارعة الطريق بانتظار التحولات في المنطقة!

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن

الكاتب: الصحافي حنا صالح