في صبيحة اليوم ال957 على بدء ثورة الكرامة
لن يحجب الإهتمام بالجلسة النيابية الأولى للبرلمان يوم غد، الهم المالي وتالياً المعيشي، والخطوات التي سيعتمدها صاحب الفرمانات لفرملة الإنهيار في سعر الصرف! الأمر الأكيد، ان المضاربة المريعة كانت منظمة سياسياً ومصرفياً، وخدمت الغاية التي وضعت خلفها لجهة تأديب الناس، و"أش" المصرف المركزي كمية دولارات، مقابل هدره نحو ملياري دولار على تثبيت وهمي لسعر الصرف، وهو مبلغ كان أكثر من كافٍ لتأمين كهرباء مستدامة للبنانيين.
الجهات المالية توقعت أن يتراجع سعر صرف الدولار إلى مستويات منخفضة في حال إلتزم مصرف لبنان إغراق المصارف بالعملة الزرقاء وأوقف الكارتل المصرفي التلاعب للإستئثار بحصة منها! غير أن الخاسر الأكبر سيبقى المواطن الذي يتعرض لإذلالٍ مبرمج. فالأسعار ارتفعت بطرفة عين والتسعير مستمر على ال38 ألفاً و40 ألفاً ولن ينخفض بالسرعة نفسها، وسيتكبد الناس المزيد من الخسائر مع التراجع الكبير في قدرتهم الشرائية ولا معين لهم من جانب المافيا الممسكة بخناق البلد!
يبقى أن ضبط سعر الصرف لا يكون بمثل هذه الفذلكات بل بإجراءات جدية تقلص العجز في ميزان المدفوعات وكفى هذا التلاعب بتبديد المتبقي من الودائع، وليكن مفهوماً أن طريق الإنقاذ الذهاب بدءاً من الأربعاء إلى بدء إستشارات نيابية وتكيف شخصية مستقلة عن منظومة النهب والتبعية لتأليف حكومة إنقاذ، والخلاص سريعاً من حكومة "معاً للإنقاذ" التي جعلت اللبنانيين يترحمون على حكومة حسان دياب!
2- الجلسة النيابية الأولى لبرلمان 2022 تستأثر بالإهتمام الأكبر. فرض حزب الله ترميم قوى "8 أذار"، ورمم التحالف بين بري وباسيل، والصفقة أنجزت: مسموح لباسيل الإستعراض والشتم ورفع السقوف لكنه سيبقى أول الذميين ممن سيقفون بالصف على رأس المقترعين لنبيه بري كما أمر المرشد! وبري بدوره مرتاح لأن يكون الياس بوصعب نائباً لرئيس المجلس، فهو يذكره كثيراً ب"مآثر" الياس الفرزلي. ووفق تعليمات المرشد، فإن هذا التحالف سيمضي في معركة تأليف الحكومة موحداً، فيعاد تكليف النجيب فلا يؤلف، فتبقى المالية، وما ادراك ما حقيبة المالية، يإمرة بري فيما تستمر وزارة الطاقة بيد تيار العتمة. إنها الصفقة بين من فقدوا الأكثرية النيابية للتحكم بالمجلس النيابي وبالحياة السياسية بالقفز فوق نتائج الإنتخابات!
تكتل التغيير وقوى الإعتراض المختلفة أمام أول تحدٍ. صحيح وسليم أن يتم الإقتراع بالورقة البيضاء على رئاسة المجلس، بما يعني كرت أحمر بوجه نبيه بري الذي يتحمل المسؤولية الأبرز، عن إفساد الحياة البرلمانية والسياسية وشل القضاء، وهو من أعتى وجوه نظام المحاصصة الطائفي المذهبي والغنائمي. لكن المعركة مفتوحة على منصب نائب الرئيس وأعضاء مكتب المجلس النيابي وبالتالي اللجان النيابية.
إعلان النائب المستقل د. غسان سكاف ترشحه لمنصب نائب الرئيس يوفر فرصة جدية لتكتل قوى التغيير النيابية، والمعارضة البرلمانية المختلفة لأن تخوض معركة جدية، والأمر الأكيد انه بقدر ما هناك رفض وإدانة للصفقة التي عقدها حزب الله بين أتباعه فلم يكن ترشح سجيع عطية أكثر من مسألة هزل، فجاء ترشيح د.سكاف المقرون ببرنامج واضح ليوفر الخيار البديل فقد وضع في مقدمة العناوين "إحترام إرادة التغيير التي عبر عنها اللبنانيون في الإنتخابات، وتطبيق النظام الداخلي لمجلس النواب حرفياً، والتعهد بعدم إقفال المجلس تحت أي ظرف كان، واعتماد التصويت الآلكتروني، وأولوية التصدي السريع لمسلسل الإنهيار المالي والإقتصادي والمعيشي، وتثبيت مرجعية الدولة ممثلة بمؤسساتها الدستورية وأجهزتها الأمنية، لا سيما في كلِّ ما يتعلق بشؤون السياسة الدفاعية اللبنانية، واعتماد سياسة خارجية موحدة تصدر عن مجلس الوزراء وفقاً للدستور".
ترشح د.غسان سكاف الذي إنطلق من ثوابت ومباديء ومسلمات يوفر فرصة جدية لإنطلاقة فاعلة لتكتل التغيير والقوى النيابية المعترضة والمستقلة وكل من أعلن نبذ التحالف المافياوي وأنه إستمع جيداً لأصوات الناس ووجعهم.
3- نعم أخطأ مارك ضو صديقي من أكثر من 20 سنة وكانت عنده شجاعة الإعتذار.
جادلت أحبة، مثلهم إنتقدت مارك بقسوة وأنا ممن يعرفونه. كثيرون إنتقدوا من باب الحرص وهذا حقهم، وذهب البعض حدَّ رفع السكاكين المسنونة وأجرى المحاكمة، وظهر في طيّات النقد بعض ما كان يُظن أنهم أحكموا تغطيته(..)، كما وجد بعض "منظرينا" فرصة للإسهال في إطلاق المواعظ، و"هال" الأمر حتى الفريق الممانع وبالأخص فريق العتمة!!
مارك أخطأ وأيضاً فراس وحليمة، لكن ليكن مفهوماً، كل تكتل التغيير تحت مجهر المتابعة والمراقبة والمحاسبة دونما أي هوادة، لكن إنت ياحبيبي لازم تعرف أن آخر واحد في تكتل التغيير أنضف وأنزه من كل التحالف المافياوي، وسيكون بالمرصاد دفاعاً عن حقوق اللبنانيين وكراماتهم وفياً لمئات ألوف الأصوات ووفياً لبلد لن نقبل لا إقتلاعه ولا ارتهانه!
وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن
الكاتب: الصحافي حنا صالح