في صبيحة اليوم ٩٦٠ على بدء ثورة الكرامة

"عودوا إلى الشارع، أيها الرفاق، تعودوا إلى الوضوح"!

هي عبارة سمير قصير التي أطلقها بتاريخ 15/4/2005، في مكانها وكأنه حاضر في يومنا، ومع وصول تكتل من نواب التغيير الى البرلمان حملتهم موجة شعبية عكست فعل "١٧ تشرين" التي وحدت اللبنانيين بوجه تحالف مافياوي لم يعرف له مثيل في الإجرام واللصوصية تحت أي شمس. فالحاجة الان  ماسة اكثر للشارع يتكامل مع طليعة نيابية  لبلورة " الكتلة التاريخية" الاداة الكفاحية للبنانيين لبلورة البديل السياسي، وفرض حكومة مستقلة تمثيلية، فيعاد تكوين السلطة، ويكون متاحا استعادة الدولة المخطوفة بالسلاح ووضع لبنان على سكة التعافي. 

حجر الرحى للنهوض بوجه التحدي هو هو . إنه الناس، وكم هو الوضع شبيه ببعض جوانبه مما كان عليه قبل أكثر من ٢٢ سنة، يوم كنا منخرطين في ورشة نقاشات عنوانها الحاجة إلى عمل سياسي منظم. وأدت تلك التجربة دورها عندما أتاحت لليسار الذي كان في قلب معركة الاستقلال عام ال43 ، وكان مفجر معركة التحرير والاستقلال من الإحتلال الصهيوني في العام ال82، أن يكون في قلب معركة تحرير البلد من احتلال النظام السوري في العام 2005. قدرنا أن نواظب على خوض معارك التحرير والاستقلال التي باتت الشرط الشارط لأي نهوض وإصلاح، وإعادة بناء بلدٍ نموذجه بيروت، وأنت مؤرخها، وأنت من شدد على فكرة "إليزيه روكلو 1905" بأن "قدرهذه المدينة أن تعيش وأن تعود إلى الحياة مهما كان : يمر الغزاة وتبعث المدينة بعدهم". 

واليوم لن يتأخر وقت تمكن اللبنانيين من إبعاد الطامحين الجدد عن أرضنا، عن بيوتنا، عن حقلنا وبيادر الخير التي تحمي حياة ناسنا متى استرجعت الدولة لأهلها!

حجر الرحى يكمن في المسارعة إلى إطلاق تنظيم سياسي أفقي يجمع ويبادر ويساهم في تنظيم الطاقات والقدرات، لبلورة التلاقي في اطار "الكتلة التاريخية" ، واسطة العقد في بلورة أداة كفاح أهلنا وناسنا التواقين الى العدالة والى المحاسبة، واسترجاع الحقوق واولها الودائع ، وكسر مخطط بيع مقدرات البلد بدءًا من الذهب، وخوض اعتى معركة ضد التشوهات التي طالت كل النواحي من العمران إلى الإقتصاد والتعليم الذي كان عنوان ثروة البلد وأسس لتلك الميزات التي قيل أنها كانت ميزات بيروت ولبنان في عصر ذهبي مضى! 

لا نستطيع اختيار معركة تناسبنا، بل المطلوب الابتكار في خوض المعركة ضد من ارتهن البلد ويصر اليوم رغم نتائج الانتخابات على استكمال مشروع الارتهان مدعوما من العفن السياسي المتسلط. والتنبه جيدا الى ان حجم المتطلبات كبير وداهم بعد الانهيارات والفواجع التي حلت، والجائحة التي غيرت الكثير، والتفجير الهيولي في 4 آب الذي استهدف المرفأ والعاصمة.

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن

الكاتب : الصحافي حنا صالح