في صبيحة اليوم963 و964 على بدء ثورة الكرامة

"آينرجين باور" أحدث سفينة تنقيب في العالم لإنتاج وتصنيع وتخزين الغاز الطبيعي المسال، باتت في حقل "كاريش"وتوقفت على مسافة 5 كلم جنوب الخط ال23! ولا شيء يبرر إرتباك المقرات الرسمية وإطلاقها الإدانات والإيحاء أن مفاجأة حدثت في ال48 ساعة، وأن العدو الغاشم خدع العيون الساهرة عندنا، وأدخل سفينة التنقيب إلى المياه الإقليمية اللبنانية في عطلة الأسبوع!

صفقة خطيرة حدثت، لها في المافيا المتسلطة على لبنان ورقاب الناس أم وأب، وما من أمرٍ مفاجيء! لا وصف للتخلي عن السيادة إلاّ أنه خيانة مكتملة الأركان، وبات من الضروري بمكان إعادة وضع كل شيء أمام اللبنانيين. لقد غادرت سفينة التنقيب سينغافورة قبل 34 يوماً، وكل مسارها كان معروفاً ولم تصل خلسة، وهيئة إدارة قناة السويس وزعت أفلام فيديو عن كيفية عبورها القناة الذي استغرق 26 ساعة! والوضع يدعو لقلقٍ كبير ولبنان على صفيح ساخن مع إعلان إسرائيل دمج القبة الحديدية بسلاح البحرية وإعلان التأهب العسكري لحماية عمليات التنقيب!

وفق إتفاقيات ترسيم الحدود البحرية بين بريطانيا المنتدبة على فلسطين وفرنسا المنتدبة على لبنان، فإن الخط 29 المنطلق من رأس الناقورة هو خط الحدود. إنه الخط الذي تم تثبيته في عصبة الأمم المتحدة في جنيف في العام 1924، وهو المعتمد في إتفاقية الهدنة بين لبنان واسرائيل عام 1949. لكن المرسوم 6433 الذي أرسلته حكومة "القمصان السود"، إلى الأمم المتحدة عام 2012 إعتمد الخط 23 غير الموجود قانوناً، وتم التخلي عن الخط الحقيقي للحدود، رغم دراسات بريطانية وعسكرية على مكتب ميقاتي تكشف زيف المرسوم لكن دولته رفضها، بالتالي وفق القانون الدولي فإن سفينة التنقيب ليست في منطقة متنازع عليها!

عندما بدأت المفاوضات إثر إعلان بري "إتفاق الإطار"، وهو إعلان التخلي عن مساحة من المياه الإقتصادية الخالصة تتجاوز 1400 كلم مربع، تفوق مساحة الجنوب، نبهت قيادة الجيش إلى الخلل، وتم وضع مرسوم تعديل المرسوم 6433 الذي رفعته حكومة حسان دياب إلى القصر، فاحتجز المرسوم منذ 417 يوماً قبل وصول سفينة التنقيب، وامتنع عون عن توقيعه وإرساله إلى الأمم المتحدة، الأمر الذي كان سيمنع أي شركة دولية من التنقيب ويبقي بين أيدي اللبنانيين أوراق قوة للدفاع عن مصالح لبنان.

ما ليس سراً أن الإمتناع عن توقيع التعديل، كان نتيجة صفقة قضت بتجميد العقوبات التي كانت تهدد الطبقة السياسية، إلى حماية ما للمتسلطين على البلد، وارتبط الأمر بمفاوضات فيينا فقدمت واشنطن رشوة لإسرائيل من جيوب اللبنانيين.. ورغم المطالبات الواسعة والعرائض، إكتفى القصر برسالة إلى الأمم المتحدة لا قيمة قانونية لها، وامتنعت حكومة "الثورة المضادة" عن تحمل المسؤولية ولم تطرح مرسوم التعديل6433، ليتأكد أن الشركاء في الصفقة أكثر من جهة، فبعضهم وصف الحملة الشعبية لتثبيت الخط 29 بأن من يقوم بها يريدون الوصول إلى حيفا فماذا لو رسمت إسرائيل خط حدود يصل إلى صيدا!

الوضع خطير جداً لأن اداء السلطة أفقد لبنان أهم أوراقه القانونية التي تحمي المفاوضات، والحصيلة إن تكرست، يعني التخلي عن السيادة للعدو وهدر ثروات تقدر بنحو 100 مليار دولار، وفوق ذلك كله إن أقدمت إسرائيل على خطوة تلزيم البلوك 72 الذي يقع بين الخطين 29 و23، فإن حقل قانا الذي يعول عليه لبنان سيكون عرضة للضياع، لأنه يمتد من شمال الخط 23 إلى جنوبه، وسيكون الأمر كلية بيد العدو الإسرائيلي ما دام لبنان الرسمي تخلى بهذه السهولة عن الترسيم التاريخي للحدود.. ودعونا نتذكر ما تباهى به جبران باسيل، الذي يراهن على رفع العقوبات الأميركية عنه، يوم راح يروج لمشروع الموفد الأميركي عاموس هوكشتاين عن ترسيم تحت الماء! هزلت!

لا بديل عن تحركٍ لبناني واسع، ينبغي أن يطلقه اليوم المؤتمر الصحفي لنواب "17 تشرين"، لحماية الحدود وحماية الثروة، ومن الضروري طرح هذه القضية الكبيرة على المجلس النيابي، فقد آن أوان إنهاء هذه الصفقة الخطيرة، التي للإنصاف، نبهت إلى مخاطرها قيادة الجيش، وتمسك الوفد العسكري المفاوض برئاسة العميد بسام ياسين بالخط 29 لكن الموقف االرسمي خذل الوفد المفاوض وخذل لبنان!

2- يواصل الجيش حملة مداهمات في بعلبك وجوارها والتي تستهدف شبكة مخدرات على راٍها المدعو "أبو سلة"، ويبدو أن هذه الشبكة تجاوزت الخط المرسوم لها! ويقول الجيش أنه لن يتراجع حتى تنفيذ أهدافه، لكن لفت الإنتباه إنتشار صور المطلوب الأول "أبو سلة" مع النائب غازي زعيتر الفار من وجه العدالة في جريمة المرفأ، على صفحات وسائل التواصل وفي الإعلام بعد دعوة من زعيتر للعشيرة بقطع الطرقات!

كل ما يجري يتم تحت سقف منخفض، لأنه لا يطال الأساس وهو إنتاج المخدرات وتصديرها، أي لا يطال من يقف خلف هذه الآفة والجهة المسؤولة عن عصابات الترويج! وبمعزل عما رددته بعض اوساط حزب الله بشأن خطوات الجيش، فالأمر الخطير هو أن يكون التحرك العسكري متفاهم عليه، بوهم القدرة على إرسال رسالة للخارج عن تطور في مكافحة المخدرات، تستند الرسالة إلى نجاحات محدودة في الكشف عن عمليات تهريب ومصادرة شحنات، مع أنه في أغلب المرات كان يتم القبض على المخدرات ويفر الجناة! وما من جهة تعلم مصير المخدرات وما إذا كان يعاد تسليمها للجهات المعلومة إياها!

الخطير بالأمر أن منطقة بعلبك والبقاع الشمالي باتت مسرحاً لشبكات التهريب التي أقامت بنى عسكرية وأنشأت شبكات متصلة مع الخارج، خيوطها كلها ممسوكة. هذا الوضع حرم الأهالي الإستقرار وأطلق العنان للتعديات والجرائم على أنواعها، وكان آخرها جريمة حي الشراونة التي أودت بحياة شابين ولم يتم القبض على الجناة بعد. إن واجب السلطة حماية الأرواح والإستقرار وألا يكفي الناس كل هذه المذلة التي تضرب حياتهم اليومية!؟

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن

الكاتب: الصحافي حنا صالح