في صبيحة اليوم ال966 على بدء ثورة الكرامة

تحية من القلب لنواب ثورة "17 تشرين"، اللي عملتوه بانتخاب اللجان كشف المستور! وكل الناس بتعرف إنه ع كتافكم حمل متل الجبال، وأمل اللبنانيين فيكم عم يكبر كل يوم، وما تعتقدوا أمل بس ال330 الف صوتوا للتغيير هم من يقف معكم ، لا ابدا هناك فئات أوسع وضعت أملها بأدائكم ومفهوم ليش اقترعت للاخرين!

بوقفتكم قبل يومين تمسكاً بالخط 29 خط الحدود والثروة، دفاعاً عن سيادة البلد وعن كل نقطة مي ونفط غاز، كبر الأمل، وانكشفوا كل "الشرسين" "المقاتلين" ع تويتر وفايسبوك لرفع الإحتلال!

لكن اللي حصل بانتخاب اللجان النيابية يفوق الوصف. لولا إصراركم على الممارسة الديموقراطية، كيف كان للمواطنين اليوم ان يعرفوا أن فاراً من وجه العدالة، متل علي حسن خليل، مدعى عليه بجناية "القصد الإحتمالي" بالقتل في جريمة تفجير المرفأ وتدمير بيروت نال 90 صوتاً في لجنة الإدارة والعدل، كما نال 94 صوتاً في لجنة المال والموازنة، وكان معلمه برئاسة المجلس نجح ب65 صوتاً، يعني مع علامة إستلحاق!

كيف كان الناس بدها تعرف أنه غازي زعيتر المدعى عليه متل علي حسن خليل واللي عم يحرض ببعلبك ضد الجيش رح ينجح وكبير مثل ملحم خلف لازم ما ينجح بعضوية لجنة الإدارة والعدل!

كتار زعموا أنهم يريدون المحاسبة والمساءلة، إن في قضية تفجير المرفأ وما نجم عنها من إبادة جماعية، وترميد قلب بيروت، أو بالدفاع عن حقوق المودعين والوقوف بوجه الكارتل المصرفي السياسي الناهب..فجاءت الإنتخابات لتسقط الأقنعة: الآذاريون كلهم في 8 و14 لا خصومة بينهم، وانتخبوا بعضهم بعضاً وتوحدوا ضد نواب الثورة، وبوجه الناس، وهم منظومة واحدة بوجه العدالة وحقوق الناس. توحدوا ضد الحقيقة والحقوق وما حدن على الشاشات الصفراء يخبرنا شي تاني، 94 صوتاً نالهم علي حسن خليل يا أولاد الأفاعي!

90 و94 صوتاً على التوالي، إنهم أصوات نوابٍ أنتخبهم الناس الذين يريدون الحد الأدنى من الحق والعدل، إقترعوا لفار من وجه العدالة! ولاخر(إبراهيم كنعان) أبرز "إنجازاته" في لجنة المال والموازنة أدت إلى تبديد الودائع وحماية الناهبين وكل من هرّب الأموال إلى الخارج، إنه أمر يثبت إنهيار القيم لدى الغالبية الساحقة من أعضاء المجلس النيابي! ما يعني أن هناك أكثرية نيابية كبيرة ستقاتل من أجل إبقاء الحصانات، ومن أجل الحفاظ على قانون الإفلات من العقاب! والدليل بقية التصويت: أشرف بيضون 102، وقبلان قبلان( مجلس الجيوب) 100 صوت، وألان عون 105 ، وعلي فياض 104 وذلك من أصل 128 لكن كان عدد الحضور 121 نائباً قبل الظهر وتراجع إلى 111 في المساء!

كل ذلك ما كان ممكناً له أن يتظهر لولا أن موجة شعبية تشرينية، من كل جهات لبنان، أوصلتكم إلى المجلس النيابي، لحمل هموم الناس والتعبير عن وجعها، والبداية ضحايا المرفأ وضحايا ثورة تشرين ومئات الشباب الذين أطفأ إجرام ميليشيا المجلس عيونهم..ففرضتم الإنتخابات التي ستصدم نتائجها الكثير من الناس من أصحاب النوايا الطيبة، الذين يلمسون اليوم أن خلافات المنظومة السياسية كانت صراعات بالهواء على شاشة التلفاز، وكل دقيقة يقدمون لنا الدليل أن "كلن يعني كلن " سبب كوارث البلد وإفقار الناس وشركاء في إرتهانه لبندقية لا شرعية تحمي نظام المحاصصة الطائفي الغنائمي الذي تحاصصوا من خلاله البلد! 

أنتم 13 قبلة الأنظار، معكم قلوب الناس وعزيمتها وإصرارها على إنتشال البلد، وعلى استعادة الدولة المخطوفة بالفساد وبالطائفية وأساساً بالسلاح، معكم كل العيون وكل قلوب الطيبين وقبضاتهم لرفع المذلة عن شعبنا واستعادة حقوقه من تحالف مافياوي خطير، من إجرام أخطر أوليغارشية لم يشهد لها العالم مثيلاً في أي مرحلة وفي أي زمن!

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن.

الكاتب: الصحافي حنا صالح