في صبيحة اليوم ال972 على بدء ثورة الكرامة

سيتم إبلاغ هوكشتاين موقفاً "يحفظ حقوق لبنان في ثروته الغازية والنفطية"، بهذه العبارة رد رئيس الجمهورية على وفد نواب "17 تشرين" الذين زاروا المقرات الرئاسية وطالبوا عون وبري وميقاتي بتثبيت حقوق لبنان من خلال تعديل المرسوم 6433 والتأكيد على أن الخط 29 هو خط حدود الثروة اللبنانية.

اللافت أن عون الممتنع عن توقيع تعديل المرسوم، رمى المسؤولية في عدم إعتماد إحداثيات الخط 29 على مجلس الوزراء الذي لم يقر الموافقة التي يجب أن تحال إلى مجلس النواب وفق الأصول! ومعروف أن نجيب ميقاتي، رئيس الحكومة التي وضعت المرسوم في العام 2011، إمتنع عن دعوة الحكومة، فيما بري متمسك ب"إتفاق الإطار" الذي يستند الى الخط الوهمي 23! وبالمقابل فإن "الوسيط" الأميركي يطرح على التفاوض الخط 23 وحقل قانا معاً، ويعتبر الخط 29 خطاً أحمر غير قابل للتفاوض! واللافت كذلك أن هوكشتاين الذي يطالب بالقسم الأكبر من البلوك رقم 8 لإسرائيل و20 % من حقل قانا قال للبنانيين "إعطوا شيئاً لإسرائيل من أجل الوصول إلى قواسم مشتركة تنجز الإتفاق!

بدأت زيارة الموفد الأميركي بلقاء مع عباس إبراهيم الذي لا بد وأبلغه بموقف الثنائي أمل وحزب الله.. والأمر الذي لفت الإنتباه تمثل في غياب أي إشارة رسمية إلى إعتداء إسرائيلي في مناطق متنازع بشأنها. كلهم بلعوا ألسنتهم، ويأملون ترياقاً أميركياً يعتقدون أن "الوسيط" سينقله إليهم، ما يغطي المواقف الفاجرة التي تخلت للعدو الإسرائيلي عن الحدود والثروة الهائلة التي تعود لكل اللبنانيين.

رهان القاطنين في المقرات الرسمية، أن يتمكن "الوسيط" الأميركي من إحياء التفاوض غير المباشر مع إسرائيل. مثل هذا المنحى قد يحول دون أي إنزلاق عسكري، ويجنب لبنان حرباً تخدم الآخرين من تل أبيب إلى طهران وبالعكس.. لكن الحقوق مهددة بالضياع لأن الرهان مقتصر على الوساطة دون تثبيت الحق قانوناً في الأمم المتحدة. نعم المخاوف كبيرة من تفريط يلوح في الأفق، يكمن في التنازل عن البلوك رقم 8 مقابل الإحتفاظ بحقل قانا! إذاك لن يكون متاحاً للبنان أي تنقيب بين الخطين 23 و29 حيث هناك الكثير من المناطق التي لم تستكشف بعد!

2- تلاحقت المواقف بشأن تحرك نواب الثورة، واللقاءات التي أجروها والمذكرة التي تم رفعها. أقل ما يقال أن نواب التغيير، وحدهم من رفع الصوت، في غياب نيابي وحكومي كاملين عن أخطر قضية. رفعوا الصوت في المؤتمر الصحفي، تمسكاً بحقوق لبنان الثابتة قانونا، محذرين من تضييعها وهدرها، ولم ينجحوا في طرح الموضوع في المجلس النيابي لذرائع شكلية تمسك بها بري، وفي جولة يوم أمس أعادوا الإعتبار للعمل البرلماني، ومسؤولية النائب، بعدما كانوا قد فرضوا العودة إلى الإنتخابات الداخلية كتقليد ديموقراطي رافضين توافقا يغطي المحاصصة ويلغي النقاش.. وهكذا تحدث ملحم خلف في اللقاء مع عون مبرزاً موقف وثوابت نواب الثورة، ومثله فعل مارك ضو في عين التينة، وكذلك إبراهيم منيمنة في السراي.

يتحرك نواب التغيير بثقة كبيرة فهم أكثر من 13 نائباً متمسكين بسيادة الدولة على حدودها دون شريك، وكذلك سيادتها داخل حدودها، بل معهم أكثرية لبنانية وازنة، أوصلتهم إلى المجلس النيابي، يعرف القاصي والداني أنها أكثرية حقيقية منتشرة في أربع جهات لبنان. 

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن

الكاتب: الصحافي حنا صالح