في صبيحة اليوم 909 و910 و911 على بدء ثورة الكرامة.

 

العالم يتغير! لم يتعاف من الكوفيد داهمته الحرب على أوكرانيا التي تحولت إلى ميني حرب عالمية ثالثة!

اليورو يهوي إلى ما دون دولار واحد لأول مرة منذ العام 2002! وما زال هناك فاصل زمني من نحو75 يوماً قبل بدء موسم البرد في أوروبا، التي ستعاني من شحٍ كبير في وقود التدفئة والصناعة، بروءية المشهد كاملا، والعودة إلى الفحم الحجري ليس ضمانة لإقتصاداتها! وهذا الصباح تجاوزت كلفة الفطور في بريطانيا 19 جنيه إسترليني في أعلى نسبة إرتفاع بالأسعار منذ 40 سنة!

روسيا تقول أن أميركا ستحاربها حتى آخر أوكراني! البلدان يبرزان كل ما في ترسانتهما من أسلحة فتاكة ومدمرة، والحديث عن إنزلاقٍ إلى حرب نووية يصبح أكثر جدية. بعد لقائه الرئيس الروسي يتحدث رئيس بيلوروسيا أنهما ناقشا إتجاه الغرب لتوجيه ضربة عسكرية للروسيا عبر أوكرانيا وبيلاروسيا، وموسكو تستعجل عسكرة مينسك، وأوروبا تتباطأ حيال خطوات ليتوانيا الإستفزازية التي قيدت النقل والإنتقال إلى جيب كاليننغراد وهو أمر لن يستمر كما تقول روسيا التي تحتفط هناك بالقاعدة العسكرية الأكبر للبحرية!

العسكرة تتصاعد، كذلك الأحلاف، وها هي الصين تحتج حتى على المشاركة الرسمية من تايوان في جنازة شينزو آبي في طوكيو. زيارة بايدن في 15 و16 إلى المنطقة، والمحطة الأهم في السعودية، تشد إهتمام العالم. الوضع الأميركي الداخلي فرض إعادة نظر جذرية بالسياسات الأميركية التي تعهد بها المرشح الرئاسي بايدن ونفذها الرئيس بايدن خلال سنة ونصف من وجوده في البيت الأبيض. أمور الحرب والمواجهة والطاقة والوضع في المنطقة والخليج في ظلِّ الرعونة الإيرانية كلها على الطاولة! لكن في 19 الجاري تنعقد قمة أخرى في طهران وتضم بوتين ورئيسي وآردوغان تناقش اولوية الوضع في سوريا والمنطقة، لن يغيب عنها مجمل المشهد مع توسع المجابهة بين روسيا والغرب في أوكرانيا، وبشكل أم باخر بين بوتين وآردوغان هناك إزدواجية الدور التركي ومصالح تركيا العضو الفاعل في الأطلسي!

 

2- الأمن الغذائي مهدد..لكن في كلِّ جنوب العالم يكاد يكون إنتهى. لا قمح ولا رغيف في عشرات البلدان، فكيف في بلدان الفساد والنهب كلبنان وسيرلانكا؟ لنذهب إلى سيرلانكا حيث عزّ وجود الرغيف ولم يعد متوفراً كي تقتسمه الأسرة، والبلد في الظلمة لفقدان الوقود، والبلد في إفلاس تام يفتقر لوجود دولار واحد لشراء الدواء..ليس بسبب الكوفيد وحده بل نتيجة النهب والإرتهان والطمأنينة لدعم بكين وطهران!

البلد في الشرق، وعمق علاقاته مع الشرق وهذا طبيعي، لكن العلاقات تم تعميقها على شاكلة "النصائح" التي توجه للبنانيين، وقد نسمعها اليوم بمناسبة خطاب 13 تموز! مع الصين ومع إيران. لا تمارس الصين سياسة رأسمالية بل عبودية، مولت مشاريع لا جدوى منها (مثل السدود عندنا) فكانت الفساد والهدر، فوضعت يدها على المرافق العامة مثل المطارات والمرافيء لإستعادة أموالها! والتنسيق الزراعي مع طهران تبين أنه مع وقوع الواقعة لا خبز لدى إيران لإطعام الأفواه الجائعة! والرئيس غوتابايا الذي كان " الرجل القوي" و"المقاوم" كما كان لقبه كوزير للدفاع قاد ضرب حركة "نمور التاميل" الإنفصالية، يحاول الفرار من البلاد، لكنه يفشل، ومكانه مجهول، وكل أفراد أسرته "راجاباسكا" مطاردون وبعضهم يحاول الفرار بأي ثمن ومعهم تحالف مافياوي اجرامي، ويبدو أن الجيش بدّل موقعه والحياد بات مستحيلاً، ويتم سحب الوزراء والنواب من منازلهم!

 

3- في وطن الأرز، كرة الإنهيار تندفع بقوة دون كوابح. المتسلطون يسعون إلى تعميم فسادهم والقضاء مستهدف! والخطة رشوة مالية بأن تدفع رواتب القضاة على سعر 8 آلاف ليرة أي من جيوب الناس وودائعها. يعمد رياض سلامة، وقد ضمن كرسيه وعدم ملاحقته قضائياً رغم أنه ملاحق اوروبياً بتهم الفساد، بالإتفاق مع بري وميقاتي ودون أي معارضة من أي جهة في مافيا الحكم، إلى هذه الرشوة الخطيرة، ولم نسمع معارضة علنية من القضاة، والكثير من بينهم من انزه المسؤولين، كما لم يتحرك نادي القضاة، والخطير أن هناك محاولة لأن تتعمم الرشوة على النواب فأين صوت وموقف نواب ثورة تشرين؟

بالتزامن تشتعل النيران يومياً في مسرح جريمة العصر في مرفأ بيروت وفي الإهراءات بالذات. هناك من يستعجل قرار الهدم بأي طريقة، لإزالة الشاهد على الجريمة، وتوجيه رسالة لأهالي الضحايا وكل المتضررين والعاصمة أن إنسوا التحقيق! وإن تم تنفيذ الرشوة للقضاة، فسيكون مسار المواجهة القضائية بالغ التعقيد، وعلينا أن نلاحظ أنهم يسابقون الوقت لخطوات كبيرة قبل 4 آب، الذكرى الثانية للجريمة الكبرى، التي حتى تاريخه ما من موقوف من الكبار المدعى عليهم بجناية "القصد الإحتمالي" بالقتل!

 

4- لا حكومة في المدى المنظور، والأزمات الخانقة تتفجر والغلاء يكوي وإضراب القطاع العام يتسع والكل يطالب بتعديل الرواتب على أساس إحتساب الدولار8 آلاف ليرة! في هذا الوقت قطع عون العلاقة مع ميقاتي، هناك غربة عن الواقع وحالة إنفصام هي الأخطر، ويقال أن السبب يعود إلى أن ميقاتي تجرأ وقام كرئيس حكومة بتقديم تعديل حكومي دون أخذ بركة القصر وصهر القصر! أصلاً هذه حكومة دون القدرة على تسيير الحد الأدنى المطلوب، وقد تفاقم الكارثة من خلال توجهات خطتها "للتعافي"..لكن إستسهال بقاء البلد بدون حكومة بالغ الخطورة، وكأن البلد المنهار والذي فقد كل ميزاته التفاضلية بوسعه الإستمرار بعد، ولا يعني للمافيا شيء أن الطوابير أمام الأفران تبدأ منتصف الليل!

 

5- إنهم في "كوما" مطبقة. هاجسهم الأول والأخير الحفاظ على نظام المحاصصة وحصص كل طرف وحماية الحصانات والإفلات من العقاب. فلماذا الحكومة والإستعدادات في بعبدا على قدم وساق لبقاء عون في القصر لأنه لن يسلم الفراغ إلى الفراغ! 

الرؤوس الحامية تحضر الفتاوى والإجتهادات واستعدوا لمغامرة جديدة، تسرع مخطط حزب الله إقتلاع البلد.. وعلى مقلب الطامحين بجائزة الرئاسة ها هو مرشح حزب الله سليمان فرنجية، أو أبرز مرشحي الحزب، يعلن أنه مع إقصاء أي مرشح لا يقبل به حزب الله! هزلت!

 

وبعد البعد، بركاتك يا سيرلانكا، 

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن.

الكاتب: الصحافي حنا صالح