في صبيحة اليوم ال915 على بدء ثورة الكرامة.

بحسرة وأسى تابع اللبنانيون قمم جدة. بلدان الخليج زائد مصر والعراق والأردن في قمة مع بايدن رئيس الولايات المتحدة، وفي حدث أثار إهتمام المعمورة، فأين لبنان من هذا الحدث الكبير؟

رئيس الجمهورية مرتاح لتسلم حزب الله قرار البلد، فراح نصرالله ينصح اللبنانيين بين موت وموت(..)، بعدما تسبب تسلط حزب الله على البلد بتعميم النهب والإفقار والإرتهان. أما عون فقد حدد اولوية نهاية عهد الإنهيار والمجاعة وإنضمام اللبنانيين إلى شعوب قوارب الموت، بحجز حصة وازنة في السلطة للصهر وإلاّ "عمرها ما تكون حكومة"..وميقاتي الرئيس المكلف ورئيس حكومة تصريف الأعمال، ممثل الكارتل المصرفي في السلطة، يتابع إجازته الخارجية، فلا شيء يدعوه لقطعها وفي البلد زهق وملل من "النعم" التي أغدقها نظام المحاصصة على الناس، وبالنهاية سيتعود الناس على نتائج الإضراب العام الذي يشل المتبقي من مؤسسات الدولة وسيتكيفون مع تداعياته!، فيما ينشغل بري، مع مؤشرات سقوط مشروع رشوة القضاة، بالخطوات الآيلة إلى ضمان إحتجاز التحقيق العدلي في جريمة تفجير بيروت؟!

وهناك في جدة بدت ملامح مرحلة جديدة. إيذان بتغيير المسار الأميركي، بإعلان العودة إلى المنطقة بعد إعلان الإنسحاب، وكسر مع نهج أميركي بدأ مع إستهداف نيويورك في 11 سبتمبر، مضى عليه أكثر من 20 سنة، كانت خلاله الأولوية الأميركية لملالي طهران. تم تسليمهم العراق بعد إسقاط صدام، وتالياً غض النظر على التغول الإيراني في المنطقة. وشهدت قمم جدة التي ساهمت بإعادة إنغماس العراق بالشأن العربي، طرح قضايا كبرى؛ التنمية والأمن والطاقة ومكافحة الإرهاب واستعادة الإستقرار.

لكن لبنان الدولة المخطوفة بالسلاح، حضر في إهتمام القمة ولم تغب شؤونه وهموم أهله عنها وحاز على حيزٍ لافت في البيان الصادر عن المؤتمر، كما في البيان المشترك السعودي الأميركي، فقد اكتسب التطرق إلى الوضع في"قمة الأمن والتنمية"، حيّزاً مهمّاً حجماً ومضموناً، الأمر الذي يعكس تقدّم واقعه في مستويات اولويات هذه الدول. عم انه يتخبط في عجز فاضح عن إكمال الاستحقاق الحكومي وتسود مخاوف واسعة من تخبّطه كذلك في الاستحقاق الرئاسي المقبل ناهيك عن انزلاقه المتواصل نحو متاهات جديدة من الانهيار لورود الفقرة الخاصة بلبنان في البيان الختامي الصادر عن "قمة الأمن والتنمية" في جدّة في حضور الرئيس الأميركي وقادة دول الخليج ومصر والأردن والعراق أبعاد من شأنها فتح الباب أمام تطورات إيجابية لمصلحة لبنان في هذه الظروف البالغة الخطورة التي تحاصره.

2- في هذا التوقيت لن يبلسم أحد وجع عرسال الأبية، التي فقدت 8 من أبنائها، بينهم 7 من عائلة واحدة، نتيجة تعطل مكابح شاحنة تنقل الصخور فاجتاحت السيارات واشتعلت! بلدة، هي مقلع الخييرين، تتذكرها السلطة يوم الإقتراع وترمى بالنسيان باقي السنة! على مدار السنين، جبلت لقمة أبنائها بالدم وهم يروضون الوعر وينتجون أجمل الحجارة التي زينت البيوت في كل أرجاء لبنان.

لعرسال بلدة الصخر والكرز والمشمش، بلدة التعب والعرق والدم، المتهمة بالإرهاب أو المسورة بالإهمال، لها ولأهلها الطيبين العزاء والحب.

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن

الكاتب: الصحافي حنا صالح