في صبيحة اليوم ال921 و922 على بدء ثورة الكرامة.
تتوالد الأزمات ويشتد إختناق الناس في البلد المحاصر من مافيا متسلطة! الخبز إلى 30 ألفاً خلال وقت قصير، ولا حلول جدية تبحث بها السلطة لمعالجة الإضراب العام، والخوف حقيقي من أن يكون الهاجس إنهيار المتبقي من المؤسسات!
والخوف مضاعف من نهج قد لا يبقي حجراً على حجر، من الآن وحتى 31 تشرين أول موعد مغادرة عون بعبدا. فقضية المطران موسى الحاج فتحت كي لا تقفل، وبهذا السياق يندرج تهجم وتحامل محمد رعد، وإن سعت مصادر من حزب الله للتخفيف من وطأته فقالت أن رعد كان يعلن موقفاً مبدئياً ليس إلاّ! إنتبهوا موقفاً مبدئياً جاء فيه: "إن التعامل مع العدو خيانة وطنية وجريمة والمتعامل لا يمثل طائفة، ولكن ما بالنا إذاعوقب مرتكب بالعمالة فيصبح ممثلاً لكل الطائفة".. الحديث واضح فرعد بات المرجع القضائي والأخلاقي الذي ثبت العمالة على المطران الحاج! والهدف من ذلك عشية الدعوة، غير المفيدة، للتجمع اليوم في الديمان، والهدف منها إشعال الإنقسام الطائفي فيتم صرف الناس عن وجعهم وعن أولوية التصدي لمجوعيهم.
ويتسبب هذا الإنقسام، فضلاً عن تفاقم الإحتجاجات الإجتماعية، بفوضى عارمة تطيح الإستحقاق الرئاسي وهو الهدف الذي وضعه حزب الله المدرك أنه لم يعد بموقع القادر على فرض أحد ممانعيه رئيساً ليتابع إقتلاع البلد وارتهانه، ويراهن الفريق العوني على الإستفادة منه، ما يضاعف من مسؤوليته عن تفجير هذه القضية!
وقبل 99 يوماً على نهاية ولاية الإفقار والبؤس والمجاعة، يزداد الإنسداد السياسي والإنهيارات العامة. أولى الأولويات اليوم تأمين الكهرباء لكن العتمة الشاملة ستدهم لبنان، والإنترنت آخر صلة، لعالم الأعمال والمصالح والدراسة والتواصل الإنساني مع الخارج، ستنقطع نهائياً!
على سبيل المثال الإتفاق النفطي مع العراق ينتهي في أيلول وقد لا يتجدد، وقد بلغ الحساب العراقي نحو 500 مليون دولار، لم تحدد العراق نوعية الخدمات اللبنانية التي يمكن أن تستوفي بها أموالها! والبحث مع الجزائر باتفاق نفطي جديد طبخة بحص، والحكي عن إستجرار الكهرباء من تركيا دونه عقبات بينها أن الأتراك يطالبون ب250 مليون دولار متبقية برأيهم من "خدمات" بواخر "كارادونيز".. في حين أن القرض الميسر من البنك الدولي لإستجرار الكهرباء والغاز من الأردن ومصر، معلق لأن لا أموال قبل خطوات لإصلاح قطاع الكهرباء، والأمر لم يبدأ ولن يبدأ، مع هكذا طغمة سياسية تتحمل كاملة المسؤولية عن إبقاء وزارة الطاقة مع الفريق اياه الذي رتب ديوناً لامست ال50 مليار دولار من أجل بلوغ العتمة الشاملة!
رغم الكربجة والإنهيارات وتفجير التجاذبات الطائفية بات موضوع تأليف حكومة جديدة من المحرمات. إن مخطط جعل لبنان أشبه بأرض محروقة يتقدم بعد تراجع القبضة على المجلس النيابي، ويخدم المخطط مشروع إقتلاع البلد لتكريسه دولة تابعة ممانعة، وهو المشروع الموكل تنفيذه إلى حزب الله، والتحدي الحقيقي يكون بالبحث عن أطر مواجهة مغايرة للملعب الطائفي الذي دفع إليه الوضع حزب الله ويبدو أن بكركي ومن يدعي الدفاع عنها ذاهبون إليه بأقدامهم!
وبعد، تحية لمنتخب لبنان في كرة السلة الذي هزم الكبار في القارة الآسيوية؛ الصين والهند ونيوزيلندا وأخيرا المنتخب الأردني المدجج بمجنسين، وسينافس أستراليا في نهائيات بطولة آسيا. وتحية حارة إلى النجم غير المنازع، وائل عرقجي، الذي ساهم كثيراً في رسم البسمة على وجوه كل اللبنانيين، سواء من يتابع كرة السلة ومن لا يتابعها. وتحية مضاعفة للعرقجي، الذي دخل كل البيوت، لمواقفه السياسية التشرينية الصريحة، عندما كان لعباراته وقع السلات التي سجلها بكثافة في شباك الخصوم، في إدانته لكل الطبقة السياسية "نجيب ميقاتي وكل زملائه السياسيين"، وفي إنحيازه الصلب للناس التي تناضل يومياً وهي محرومة من الكهرباء والعمل.. إنحيازه الصلب للشعب الحزين وللبلد المكسور والوجع الكبير.. كان على ميقاتي أن يرتدع، فتهنئته الملغومة رفضها الناس لأنهم حاسمون لجهة أن "الشطط وأصوات النشاز"في رئاسة الحكومة كما كل مواقع القرار!
وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن.
الكاتب: الصحافي حنا صالح