في صبيحة اليوم 1028 على بدء ثورة الكرامة.
الأنظار على فيينا. النص النهائي لتجديد الإتفاق النووي سلمه الإتحاد الأوروبي إلى واشنطن وطهران. واشنطن أكدت الموافقة على النص والكرة في الملعب الإيراني وقد أكدت طهران أنها تدرسه. الجانب الأوروبي الذي وضع النص وصفه بأنه "النص النهائي غير القابل لأي تعديل ولن يعاد التفاوض عليه بعد إستنفاذ نقاش كل القضايا"!
وفيما تغادر الوفود فيينا، غرقت طهران في البحث بكيفية تسويق الإتفاق داخلياً وقد حصلت على رفع الكثير من العقوبات مقابل "خفض أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها"، لكن عقوبات بقيت أبرزها إبقاء الحرس الثوري تحت العقوبات، إلى عقوبات كثيرة لا علاقة لها بالإتفاق النووي، لذلك كان رد طهران الأولي "أن هناك حاجة لمراجعة أكثر شمولاً للنص"و "سننقل أراءنا الإضافية إلى الأطراف الأخرى".
هذا التطور سينعكس بالتأكيد على الكثير من الملفات الإقليمية وعلى الوضع اللبناني في فترة الإستحقاقات الكبيرة. والأكيد أن نصرالله في خطاب ذكرى عاشوراء اليوم سيتناول موضوع ترسيم الحدود البحرية في وقت يزور فيه الموفد الأميركي تل أبيب، ويتردد أنه سيعلن التمسك بإنجاز الإتفاق لأن "الوقت غير مفتوح ومهلة الأول من أيلول سارية المفعول"، فيما أن التوقعات بشأن تناول الإستحقاق الرئاسي لن تخرج عن العموميات وتكرار ما يعتبره حزب الله من الأمور المبدئية بالنسبة إليه!
2- ما تجدر الإشارة إليه أن حرب الأيام الماضية على غزة ستأخذ حيزاً لافتاً من الخطاب، وإن كان الوضع أثناء المواجهة المفتوحة إتسم ب"التمهل" بالنسبة لكل محور الممانعة. تُركت حركة الجهاد الإسلامي وحيدة مع إبتعاد حماس عن المشاركة رغم الدمار، ورغم نجاح العدوان في إغتيال القادة الرئيسيين للجهاد! لكن الإستثمار بالشعارات لم يغب.. فكان تعامي منظومة النيترات اللبنانيية عن الإصرار الإيراني على تعريض لبنان لخطر أكيد، والبلد لا يجد أهله رغيف الخبز. التعامي كان شاملاً عن التهديد الذي أطلقه قائد "فيلق القدس" قاآني بأن حزب الله يستعد لتنفيذ الضربة الأخيرة لإنهاء إسرائيل، وكأنه لا يعنيهم تحويل لبنان ساحة مفتوحة تخدم أجندة طهران. غير أن المؤكد أن أي خطوة باتجاه المواجهة، ليست قراراً لقاآني أو لحارة حريك، بل للقيادات العليا في طهران التي تعرف أن إيران لن تكون بمنأى عن الإستهداف خصوصاً بعد التوافق العسكري الإسرائيلي الأميركي الذي أكدته جولة بايدن!
3- عشية الإنتخابات النيابية قالت القوى التشرينية أن الإنتخابات محطة هامة على طريق العمل لبلورة عمل جبهوي، لا بد وأن يطلق "الكتلة التاريخية" التي تقدم البديل السياسي. وأدى التصويت العقابي فعله فكان الناس على الموعد وتم إيصال 13 نائباً باسم الثورة إلى المجلس النيابي، لأول مرة نواب يشبهون الناس.
اليوم يمكن البناء على ما تحقق لخدمة الهدف المحوري وهو إستعادة الدولة المخطوفة بالسلاح. لذا إن إطلاق مسار التغيير يكون مع تبلور العمل الجبهوي المستدام. ومع الحرص عشية الإستحقاق الرئاسي أن تحمل الإنتخابات الرئاسية مثل هذه الإنطلاقة، فالواقعية تدفع للتأكيد أنه بدون تبلور "الكتلة التاريخية" بمواجهة ميزان قوى كبير على رأسه حزب الله، من غير الممكن تحقيق هذا الهدف المثالي. الفراغ في رئاسة الجمهورية مقيم منذ أكثر من عقد، والرئاسة مستلبة، والرئيس الجديد ليس نهاية للمطاف، بل إن معركة الرئاسة تكون بالبرنامج الإنقاذي البديل، وبالمواصفات التي ينبغي أن يحملها المرشح المطلوب لهذه المهمة الجليلة. هناك مسار يفترض رفع الجهوزية الشعبية، وبلورة قوة الناس، والعمل لإستعادة تأثير المواطنين في حدث مفصلي يعني كل اللبنانيين..وكل قول أن إنتخابات الرئاسة هي أخر المطاف، وأنها الفرصة الأخيرة، كما قال بعضهم قبل الإنتخابات البرلمانية، هو تشويش يحمل الكثير من عمى الألوان.. والأكيد أن نواب الثورة لن يتوانوا عن كل جهد لفضح التحالف المافياوي وإسقاط إستهدافاته التي تريد بقاء البلد في هذا الجحيم.
بهذا السياق ينبغي النظر إلى لقاء عدد من نواب الثورة مع نواب يصفون أنفسهم بالمستقلين وحتى بالسياديين، وفاتهم(..) أن المحك كان أمامهم للتصويت على تثبيت الخط 29 كخط الحدود الجنوبية، وخسروا الفرصة لتثبيت ما يزعمونه! فإن أراد بري، كما أعلن، المضي في العمل التشريعي قبل الدعوة إلى الإنتخابات الرئاسية، هناك الموازنة وما تحمله من أفخاخ وكذلك قانون "الكابيتال كونترول" الشديد الخطورة، فيصبح السعي لتنسيق ممكن في أمور تشريعية محورية مفهوم وينبغي دعمه..وما من جهة يحق لها الإعتراض على الإنتقادات التي وجهت إلى الإجتماع والتحذير من خطوات "تحالفية" لا أساس لها..بل على نواب الثورة الحذر من مكائد الآخرين.
وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن.
توضيح لا بد منه.
(لفتني أحد الأصدقاء المتابعين إلى خطأ وقعت به يوم 3/7/2022 لجهة تعداد أيام الثورة، فبعدما كان العدد يوم 2/7/ اليوم 990، نزل خطأ بدءاً من 3/7 الرقم 901 عوض 991. عليه يكون اليوم هو 1028 على بدء ثورة تشرين، ثورة الكرامة، والأمل ألا يتكرر مثل هذا الخطأ).
الكاتب: حنا صالح