احد ركائز خطاب جنبلاط قبل الانتخابات كانت العبارة الشهيرة " الجبل محاصر " واغلب مناصري ومحازبي جنبلاط روجوا انتخابياً لفكرة ان نجاحهم هو استمرار لمحاربة المليشيات الايرانية والفكر الفارسي ….الخ

اعتادت هذه الجماهير على بهلوانيات وليد جنبلاط واصبحوا يتقلبون معه كالحرباء بحجة ان جنبلاط يستشعر غياهب المستقبل وهو الأدرى بمصير الطائفة ، ان ترسيخ هذا النمط من السلوك السياسي المعتمد على النفاق والمواربة والمتاجرة والمحاصصة والارتماء .. هو مقتل لأي مشروع جدي يرمي الى بناء الدولة بمفهومها الاداري والمؤسساتي خاصة ان هؤلاء المواطنين يعتبرون ان ملاذهم الاقتصادي والامني والاجتماعي رهن قرار الزعيم .. الزعيم الذي لا يعرف سوى نهب الدولة وافلاس مؤسساتها بحجة انه اخذ حصة الطائفة والطائفة ترزح تحت نير الفقر والعوز والاذلال بينما زعيم الطائفة يغتنم العقارات والمليارات ويسوق اتباعه كما تحلو له اللعبة .. اصبح شكل المناصرين هزيل جداً امام فساد وممارسات زعيم كاذب منافق متلاعب فاسد وباعترافه ولا شك ان الغالبية العظمى من هذه الطائفة الكريمة وجهت مؤخراً رسالة قاسية انتخابياً وسيزداد هذا الوعي يوماً بعد يوم ، يخطب جنبلاط بالدروز معتبراً نفسه درزياً اصيلاً خائفاً على جماعته بينما الحقيقة انه عالق بين علمانيته الرافضة للتمترس خلف المذاهب والطوائف وبين زعامته للطائفة وهكذا نال جنبلاط احتقار رجال الدين الدروز خاصة بعد زواج ابنه تيمور من فتاة من طائفة اخرى ( شيعية ) وسيزداد هذا الاحتقار له ولعائلته الكردية الاصل بعد انتشار الاخبار عن ارتباط ابنته بنجل بيار الضاهر رئيس مجلس ادارة المؤسسة اللبنانية للارسال ( المسيحي ) بينما يعلم الجميع ان أي شاب او فتاة يتزوجون من غير ملة الدروز يصبحون مرتدين وتشطب اسمائهم من أي تركة ( ميراث ) ويشار اليهم بالمنبوذين من مجتمعاتهم .. فكيف يحق للزعيم وابناءه ان يخالفوا هذه القوانين الدينية ولا يحق لغيرهم ؟ 

لا شك انني احبذ العلمانية واعتنقها لكنني اتناول الموضوع من شقه المذهبي الذي يتمترس خلفه زعيم النفاق والفساد وليد جنبلاط المجرم الذي اعترف بفساده وارتكاباته علناً ولم يجروء اي قاضي على استدعائه وتوقيفه للمحاسبة .. هذا لاننا نعيش في غابة فعلياً تحكمها الحيوانات الضارية ، فالقاضي مُعين برضى الزعيم وهكذا وصل لبنان الى هذا القعر والافلاس بهمة الحيوانات الحاكمة #كلن_يعني_كلن والخراف الساكتة الصامتة والخانعة… وبين العلمانية والطائفية فرق كبير مثل ان تقول ناراً وماء … كيف يعقل لهؤلاء الناس ان يصدقوا منافق فاسد مثل وليد جنبلاط ؟ بعد كل ما جرى ويجري ما زالت هذه القواعد الفقيرة المهمشة المذلولة امام ابواب الافران والمستشفيات تعيد انتاج نفس الجلاد نفس الفاسد وجماعته … فإذا احتقرنا الزعيم كيف لنا ان نحترم هذه القواعد ان كانت لا تحترم نفسها ولم تتعلم من كل ما جرى ؟ 

الوعي يا جماعة .. الوعي

الكاتب: فراس بو حاطوم