في صبيحة اليوم ال1039 و1040 على بدء الثورة الكرامة
في أواخر آذار الماضي، تجاوز سعر صرف الدولار الأميركي ال36 ألف ليرة، فتدخل مصرف لبنان في سوق الصرف وتراجع السعر إلى نحو ال26 ألف ليرة، وكان واضحاً أن "منظومة النيترات" قررت لجم الإنهيار في قيمة الليرة لتمرير الإنتخابات العامة يوم 15 أيار بأقل قدر من النقمة، وخداع الناس بأن "أرانب" السلطة ستفعل فعلها..وهدر سلامة أكثر من مليار دولار من الودائع المتبقية خلال هذه الأشهر القليلة.. واليوم عاد الدولار يلامس سقف ال34 ألفً وال36 ألفاً وما بعدها لم تعد بعيدة!
أهدرت حكومة ميقاتي خلال أشهر قليلة نحو 4 مليار دولار، رغم أن حكومة "الثورة المضادة" رفعت الدعم عن كل السلع تقريباً.. وقبل آذار وبعد آذار وحتى اليوم، السمة العامة تراجع في قدرة المواطن على الإستمرار، وغياب مستفحل لكل الخدمات – الحقوق، وخصوصاً الكهرباء والماء والإستشفاء، وآخر بدع سلطة اللصوص التخطيط لفرض ضرائب على ألواح الطاقة الشمسية! يعني لا يكفي حرمان المواطن من الكهرباء بل ملاحقته بالضرائب بتهمة الحلول مكان السلطة بتأمين بعض إحتياحاته من الطاقة!
آخر فضائحهم، لا بل جرائمهم، كان طرح رفع الدولار الجمركي إلى 20 ألف ليرة. أدى الطرح غايته لجهة رفع المحتكرين الأسعار، والتسعير على سعر 40 ألفاً. فطارت سعار السلع واشتد الخناق على الناس وتراجعت بقوة السلة الغذائية للأسر! الطرح فعل فعله، فتم رفع الأسعار، وتباعاً حقق كارتل الإحتكار المزيد من الأرباح يتقاسمها مع حماته السياسيين. وعندما تبين إستحالة تسويق المشروع الخطير، بدأ الهزء بالناس، فادعوا الخلاف حول نسبة رفع الدولار الجمركي، وزعموا أن هاجسهم الفقراء، تماماً كما إدعوا أن الودائع مقدسة! فيلم جديد يحمل الكثير من ضروب الكذب والإحتيال! لكن ما من جهة رسمية توقفت أمام مأساة إضراب القطاع العام، وإضراب القضاة، وإنهيار الجامعة الوطنية وتقلص التعليم الرسمي، وأمام صراخ الناس حيال تكاليف الكهرباء والنقل والصحة والتعليم إلخ ..!
في هذا التوقيت ضرب وزير طلال إرسلان شرف الدين ضربته وأعلن أن ميقاتي هرّب خلال الأزمة نحو 500 مليون دولار كاش إلى حساباته في الخارج! والأكيد أن ميقاتي لم يكن وحيداً في هذه العملية التي توصف بالجرم! فالذين منعوا حتى اليوم إقرار قانون "كابيتال كونترول"، يتقدمهم نبيه بري، نقلوا المليارات إلى الخارج وغطوا دعماً مشبوهاً وأداروا الظهر للتهريب عبر الحدود السائبة التي يسيطر عليها حزب الله. فالتهريب واحد من وسائل تمويل الدويلة وتمويل ميليشيات نظام الأسد من جيوب الناس !
وبعد، بلغت الوقاحة حداً لا يوصف، مع الإستمرار في مخطط زيادة الرسوم، والإمتناع القصدي عن أي خطوة توقف الإنهيار أو حتى تخفف من إندفاعته! ويواصلون الهروب إلى الأمام . رفع الدولار الجمركي بدون إصلاحات أساسية مطلوبة سيعني تفاقماً في الأزمة، زيادة في التضخم، وإتساعاً في التهريب كما أنه سيقلص الإقتصاد ويضرب الإنتاج، فتتسع الهجرة لمن لديه القدرة!
قبل 10 أيام على تحول المجلس النيابي إلى هيئة إنتخابية، وحصر مهامه بانتخاب رئيس للجمهورية، الأمر الأكيد أن ضجيجهم يهدف إلى الإتيان برئيس لن يحكم، وبحكومة مهمتها الفعلية تغطية الجهة الممسكة بالقرار: حزب الله وحوله كمٌ من الكومبارس! لذا يبقى الأساس التكاتف لخلق ظروف تعديل ميزان القوى الداخلي فهو المحدد، وكل الظروف الشعبية مؤاتية لمبادرة ومبادرات تطلق مرحلة قيام شبكة أمان للناس، من خلال الدفع إلى قيام "الكتلة التاريخية" حجر الرهى في مشروع التغيير، مشروع إستعادة الدولة واستعادة الجمهورية، فيكون للبنان الرئيس الذي يخدم تطلعات اللبنانيين ومصالح البلد!
لا تضيعوا البوصلة، الظرف مؤاتٍ لتحرك من خارج الصندوق، ومن خارج التراتب المعروف والرهانات البائسة!
وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن
الصحافي حنا صالح