أسابيع قليلة ..ويتمرد !
إنه ميشال عون وللتاريخ معه حساب .
ما قد تحمله الأيام المقبلة من توقعات حول مصير قصر بعبدا وما اذا كان ساكنه العجوز بصفة انه رئيس سيخليه عند حلول الأجل الدستوري في ٣١ تشرين الاول ام سيعيد بنفسه تجربته قبل ٣٤ سنة عندما سكن القصر وعربد فيه ثم تحول الى متمرد على الشرعية وازيح بالقوة ..
وهذه المرة وانسجاماً مع مثلٍ فاقع يجب ألا يبقى له مكان في الواقع و التداول وهو ان التاريخ يعيد نفسه - فقط في لبنان ، سوف يتحول ثانية وبعد عقود الى متمرد على الدستور فاقدا أي شرعية من دون التأكد مما اذا كان سيضطر الى المغادرة هذه المرة ايضا ببيجاما ( هريبة )أم بسيارة الرئاسة أم بسيارة سوداء مختلفة !!
لسنا بحاجة الى الكثير من التنظير لنعرف انه ميشال عون بأنانيته ونرجسيته واستهتاره ؟!
انه هو من خاض حرب تحرير وهمية في الواقع ، عظيمة في مخيلته ، ليعلم السوريين درسا لأنهم أخلوا معه شخصيا بعد ان وعدوه بالرئاسة ..فدمر بيروت والمناطق الشرقية دون تردد وقال حينها ردا على سؤال حول القصف الذي افتتح به تلك الحرب ذات يوم على تقاطع اليونيسكو وأودى بحياة اكثر من عشرين قتيلا ، قال : بيروت تدمرت سبع مرات عبر العصور ..وما المشكلة أن تتدمر ثامن مرة ؟
اي قائد يقول هذا وفي قلبه ذرة انسانية ورحمة ومقدار قليل من الشفقة او قلق بسيط على الشعب والناس .
- كيف استخف بمصير أطفال وطلاب مدارس ينامون في احراش بعبدا ليلا في الصقيع ولأشهر متوالية وبالمئات كدروع بشرية لحمايته من اي قصف سوري بينما ينام هو في القصر وما على باله بال ..
- عشرات الكيلوغرامات لا بل المئات من الحلي والمجوهرات والمصاغات التي كان النسوة بالآلاف ترميها في ارضية صالون قصر بعبدا ويغادرن والجنرال على قلبه احلا من العسل ولا سؤال يعنيه عما اذا كن اثرياء أم انهن يستغنين عن قرشهم الابيض له غير ابهين بأيامهن السود !
- حرب الالغاء ..ومن لا يذكر ما كانت وما خلفت من ويلات على المناطق الشرقية ولبنان من دمار وانهيار ..وقد قام بها صباح ذاك اليوم وأمر الجيش المأتمر به بأن يشن هجوما على القوات في مناطق ساحل المتن عند الساعة العاشرة في عز النهار بعد ان ترك بناته الثلاث ( حماهن الله له ) في البيت او لنقل في القصر آمنين ، في حين مات وأصيب عشرات من تلامذة المدارس حيث أرسلهم أهاليهم كالمعتاد وهم لا يدرون ما كان يخطط له والد البنات الثلاث !
- انه نفسه الجنرال الذي ابقى البلد بفراغ حكومي لقرابة سنة وفراغ رئاسي لسنتين ونصف ، مرة لأجل صهره الأعجوبة ليحصل على ما يريد في الحكومة ومرة لأجل ذاته ليصل الى الرئاسة !
ان عون هو عون .. لا هم ولا حساب ولا فرق ولا سؤال عنده .. المهم هو ..والمهم الآن الوريث السياسي صهره جبران ولأجله يعمل فريق بعبدا على التمديد وتبرير هذا التمديد .
ونسأل الى أين؟ آلى الأبالسة وبعلزبول وشياطين كل جهنم ..وما من هم لدى هذا العجوز سوى ابليسه الصغير جبران ..فتوقعوا واستعدوا لكل الاحتمالات طالما ليس هناك من ينتفض من كبار الأسماء من اصحاب نفوذ من سياسيين وغير سياسيين ويطرح الصوت ويقول عاليا : كفى كفى.. وإلا !!..ويستمر من موقع قوته في الصراخ ومن ثم استعمال ما لديه من قوة عسكرية أو سياسية أو شعبية أو تمرد أو عصيان أو اضراب عن الطعام لتقف فعلا الاعيب من خرب الدنيا ليكون رئيسا ..ومن هو مستعد سواء بقدراته اوتحالفه مع حزب الله او عبر تجيير وتوظيف سلطات عمه والأجهزة وفريق بعبدا ليصل أيضا فيكون الرئيس المغرور والاعجوبة !!!
ليس هناك من ينتفض من الكبار ..فجميعهم لديهم حسابات شخصية ، حسابات المنصب وحسابات الكرسي حسابات أن أكون انا رئيسا أو أن أوصل انا الرئيس ..فكيف أزاعل أهل الطبقة المستكلبة من أشباهي .
إنها الحلقة الشيطانية التي ستظل تدور وتدور طالما ان أفرادها هم من كبار المجرمين وأصحاب المصالح وطالما أن حزب الله الذي لا يعنيه لبنان الا كمنصة أو ربما لوضع اليد عليه بالكامل ..طالما أنه يعزف على أوتار الجميع مستغلا أنانياتهم واستهتارهم وغرورهم ، كما هي حاله هو أي الحزب أساساً ، استهتار بمصير وطن ومصير شعب تطل الارقام يوميا لتتحدث عن حجم الهجرة والهروب من جحيمه .
كفانا الله شرك يا جبران باسيل .
الصحافي / ريمون بولس