في صبيحة اليوم ال1056 على بدء ثورة الكرامة.
لا شيء إسمه "فراغ رئاسي" بل هناك شغور في حال خلو سدة الرئاسة الأولى، هذا ما أعلنه نجيب ميقاتي إثر لقائه وليد جنبلاط، حيث تم الكشف عن تنسيق ثلاثي حكومي – رئاسي يجمع مواقف بري وميقاتي وجنبلاط. وكان لافتاً ما أضافه ميقاتي حول الشغور من أن "الدستور واضح في هذا الموضوع لجهة إنتقال صلاحيات رئيس الجمهورية إلى الحكومة، ولم يحدد الدستور ما إذا كانت حكومة تصريف أعمال أم لا".
لا جديد في كل ما قيل، لكن الأمر يكتسب أهمية أكبر، كونه صدر عن المرجع الحكومي الذي بدا حاسماً لجهة تعذر إنتخاب رئيس للجمهورية قبل 31 تشرين الأول خلال فترة الإستحقاق الدستوري. وتزامنا فإن الغموض سيد الموقف والشكوك كبيرة لجهة تحديد موعد دعوة المجلس النيابي لإنتخاب رئيس جديد للبلاد، وكل ما قيل ورد على لسان مساعد بري علي حسن خليل الذي قال أن بري سيجري مشاورات مع الكتل كي تخدم دعوة البرلمان الإستحقاق الرئاسي! هذا الإجتهاد في غير موقعه، وعلى رئيس المجلس دعوة النواب لتحمل المسؤولية حتى ولو كانت هناك شكوك في إمكانية تأمين النصاب من الدعوة الأولى!
في الوقت عينه يستمر الإنهيار في سعر صرف الليرة ويمضي مصرف لبنان في نهج رفع الدعم عن البنزين وتحلق أسعار المحروقات والنقل وتكلفة نقل السلع وتسجل الأسعار الأرقام القياسية مع تجاوز سعر صرف الدولار ال35 ألف ليرة، وتتكثف المعطيات عن خطوات في السوق الموازية ستدفع سريعاً سعر الصرف إلى 40 ألف ليرة، وكان بنك "جي بي مورغان" قد توقع سعر 47 ألف ليرة للدولار قبل نهاية العام الحالي..كل هذا الإنهيار لم يحرك جفن مسؤول ولم تبادر أي جهة لإقتراحات من شأنها كبح الصعود الصاروخي للأسعار، فالكل منهمك بحجم حصته في السلطة. العوني همه وراثة الرئاسة والأمر بعيد المنال، وحزب الله يريد المضي بوراثة الجمهورية وإن تعذر ذلك فأهلاً بالشغور وبري يمني النفس بمرحلة من الحكم المجلسي فيما كل هم ميقاتي تمديد إقامته في السراي!
وللبقاء في السراي أكثر من هدف فلربما تمكنه هذه الحصانة من مواجة التحقيقات العاتية في اوروبا، خصوصاً في ليختنشتاين، التي كشفت مراسلاتها للقضاء اللبناني أنها طلبت معلومات بشأن تحويلات مالية بعشرات ومئات ملاين الدولارات، جرت بين شركات يملكها سلامة وأخرى تعود لطه ميقاتي شقيق رئيس الحكومة وشريكه! وتكشف أيضاً أن ميقاتي تملك زمن الهندسات المالية عام 2016 حصة من 4 ملاين سهم في بنك عودة بقيمة 25,82 مليون دولار!
وبعد، مبدئيا الموفد الأميركي هوكشتاين يوم الجمعة في بيروت ويجري مباحثات بشأن ترسيم الحدود البحرية مع العدو الإسرائيلي. لا يحمل مشروعاً كاملاً بل جملة نقاط ما زالت بحاجة للدرس والتمحيص، والأكيد أن مهلة حزب الله وتهديده بالتصعيد جنوباً معلقة بقرار من طهران التي تضغط لإقرار الإتفاق النووي المتعسر حتى الآن، والأرجح ستكون هناك جولات جديدة إذ تسعى تل أبيب إلى إرجاء الإتفاق إلى ما بعد الإنتخابات العامة، وتسعى أيضاً إلى عدم التأثير على قرار ضخ الغاز من "كاريش" تحت عنوان تلبية جزء من العجز الناجم عن وقف روسيا ضخ الغاز إلى أوروبا! وهكذا يحصد لبنان ثمن التخلي للعدو عن الخط 29 وعن السيادة وعن الثروة!
وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن
حنا صالح كاتب وصحافي لبناني