مهمة المبادرة، ومثلها التحرك، وكذلك طرح سلة أسماء من المرشحين الذين يمكن أن تنطبق عليهم المواصفات، لكن من المبكر رسم أي توقع أو نتائج. المفيد اليوم عدم تكبير الآمال، فالإتصالات النيابية وحدها لن تعدل بموازين القوى في البلد، والتحرك الفوقي الإيجابي وحده ليس كافياً، وهنا يرتدي أهمية العمل على إنخراط اللبنانيين في معركة تعني كل المواطنين، والإنخراط ضروري جداً لبلورة دور المواطنين في إنجاز الحدث، من خلال التأثير الشعبي على مجرياته.
ولأن زمن المعجزات غير متوفر، فإن المسار الرئاسي معقد وطويل، لذلك لا ينبغي الرضوخ للتهويل بالمخاطر المتأتية عن الشغور الرئاسي. الشغور مقيم في بعبدا منذ زمن بعيد، والمتبقي رئاسة واجهة لتوزيع الأوسمة على مقربين سياسياً وبعض الخطوات الشبيهة، فيما الرئاسة الفعلية مسيطر عليها من حزب الله! لكل ذلك كل المعطيات لا تشي بعد بإمكانية وصول "رجل دولة" إلى بعبدا يمكن أن يكون المرجعية والضمانة والبوصلة لمسار إنقاذي مغاير.. أما الكثير من الأسماء السياسية المتداولة التي يطمح أصحابها بالوصول إلى بعبدا فهي من الفئة التي يصح فيها القول: مين جرب المجرب كان عقلوا مخرب!
2- توعد أهالي ضحايا المرفأ أي قاضٍ يتجرأ على تسلم موقع المحقق العدلي الرديف في جريمة تفجير المرفأ. الأهالي سيكونون بالمرصاد وسيتحمل "ما لا تحمد عقباه". وأصر الأهالي على تقديم وزير العدل إعتذاراً عن الإتهامات الباطلة والمزيفة التي ساقها ضد عائلات الضحايا، ووضعوا مجلس القضاء الأعلى أمام مرآة الحق والعدالة والضمير والقسم، متسائلين: هل المناصب أسمى من الضمير؟وهل يتغير القاونو حسب الأهواء والميول الشخصية؟ وتوازياً سجل موقف خطير للبطريرك الراعي الذي إعتبر إقتراح وزير العدل طلب تعيين قاض عدلي رديف، أمر لا يؤثر على صلاحية قاضي التحقيق العدلي طارق البيطار، أنه يتعلق بملف الموقوفين(..) وكأن فصل قضية الموقوفين عن التحقيق مسألة جانبية لا تؤثر على كل القضية!
3- ويبقى مأساوي المشهد العام: تجاوز سعر صرف دولار آخر الأسبوع ال35 ألف ليرة، ولا سقف لإرتفاع سعره، كما لا سقف لإرتفاع أسعار السلع، وستشهد أسعار المحروقات إرتفاعاً إضافياً سواء نتيجة رفع الدعم كلية أو للتمادي في تهريب المحروقات إلى خارج الحدود وتعطيش السوق، وتوازياً ما زال الإضراب في القطاع العام يشل الكثير من المؤسسات التي تتهاوى..ويسجل توازياً غياب كلي لأي تدبير أو قرار حكومي.. والأخطر أن الوضع الإجتماعي المتدهور يهدد بتلفت كبير وارتدادات خطيرة لا تفعل السلطة حيالها غير التجاهل والإنكفاء!
وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن
الكاتب والصحافي حنا صالح