في صبيحة اليوم ال1070 على بدء ثورة الكرامة

تسارعت الخطوات لإنجاز ترسيم الحدود البحرية جنوباً، على قاعدة التخلي عن الخط 29 وإعتماد الخط الوهمي 23، كمنطلق للحدود مع تنازل إضافي بين 7 و10 كلم من المساحة البحرية، تضاف إلى التنازل المقدر بنحو 1800 كلم مربع من المياه الإقتصادية الخالصة! سرّع الخطوات موقف حزب الله عندما منح نصرالله الضوء الأخضر للتوافق المنجز بين عون وبري وميقاتي، الذين التقوا على نظرية بدنا ناكل عنب!
اللمسات الأخيرة يتم التحضير لها لعقد إجتماع في الناقورة، يبرم التوافق الذي ينطلق من رأس الناقورة عند  المنطقة الحدودية المعروفة بالرمزB1 ، وقد التقت المصادر والأوساط الإعلامية على الإشارة إلى بدعة جديدة تقتضي بتنازل لبناني إضافي، يتطلب وضع نقطة رأس الناقورة مع المساحة البحرية الملحقة بها، تحت وصاية الأمم المتحدة، بحيث لا يدخلها لا لبنان ولا إسرائيل، لكن مع الإبقاء على إشارة تفيد أن المنطقة تقع تحت السيادة اللبنانية!
مهندسو التنازلات المتتالية أمام العدو الصهيوني يبحثون الآن في صيغ الإخراج الحكومي لمثل هذه الخطوة الكبيرة، التي تؤكد الإنصياع لكل ما طلبه الموفد الأميركي هوكشتاين..وأبلغ عون المنسقة الخاصة للأمم المتحدة جوانا فرونتسكا أن خطوات الترسيم في مراحلها الأخيرة والتواصل مستمر مع الموفد الأميركي بشأن تفاصيل تقنية. هذا التطور دفع برئيس وزراء إسرائيل لبيد إلى توجيه الشكر علنا للموفد الأميركي الذي عمل على "إنجاز الإتفاق بشأن الخط البحري بين لبنان وإسرائيل وبما يخدم مصالح مواطني البلدين"، مشدداً في الوقت عينه أن هذا الإتفاق "سيسهم في تعزيز الإستقرار الإقليمي"! ولفت لبيد أن إستخراج الغاز من "حقل كاريش" سيبدأ عندما يكون ذلك ممكناً"!

2- نفذ كارتل المصارف الإضراب الذي سيستمر حتى الخميس، والعنوان الإحتجاج على الإقتحامات التي حدثت لبعض الفروع، ولممارسة الضغط الأعلى على المودعين، الذين تحولوا ومعهم الموظفين إلى رهائن لكارتل مصرفي إجرامي مسؤول عن أخطر منهبة، لكنه ماضٍ في تعسفه مطمئن للرعاية السياسية الرسمية والحماية القضائية، حيث برزت ممارسات مقلقة من جانب النيابة العامة العسكرية حيال الموقوفين بقضية "بلوم بنك".. والأمر اللافت أمس تمثل في تطور الإعتصام السلمي الإحتجاجي على التوقيفات، إلى صدامات بين المحتجين والجيش، تخللها ممارسات مقلقة طالت خطف معتصمين و"كب" بعضهم قرب المتحف والبعض الآخر في ساحة الشهداء وغيرها من الأمكنة بعدما تعرضوا لإعتداءات واسعة !
مرة أخرى، لا تراهنوا على القمع ولا تستسهلوا وضع الجيش والقوى الأمنية بوجه الناس. ما يطلبه المواطن هو حق ثابت ولن يتراجع عن هذا الحق، طالما أن كل ما يشاع يؤكد إعتزام المتسلطين قوننة الجرائم المرتكبة على المال العام وعلى الودائع.. اليوم المواطن اللبناني الذي كشف الوعود المعسولة غادر الخوف والتهويل بات خلفه والناس لن تتراجع وتكرار الممارسات القمعية سيفاقم الإضطراب الإجتماعي!

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن 
الكاتب والصحافي حنا صالح