في صبيحة اليوم ال1113 و1114 على بدء ثورة الكرامة

كلمة واحدة ترددت في لبنان من أقصاه لأقصاه: هم كبير إنزاح عن الصدور! الشغور الفعلي إمتداد لشغور حقيقي مقيم في القصر، لكن بعض المتغيرات مهمة كإزالة صور عون من كل المكاتب الرسمية!

لن يتبدل شيء بسرعة وجلجلة اللبنانيين طويلة، لكن الكابوس الذي أتت به التسوية المشينة طويت صفحته ولا تمديد للتيار العوني ، لا عبر باسيل المعاقب والمدان لبنانيا ودولياً، ولا من خلال فرنجية الذي لو تم فرضه لكان الأمر أشبه بتمديد العقوبة! في الأخبار أن باسيل يعتزم زيارة دمشق لنيل الرضى من المتسلط على السوريين للإتفاق على ثالث غيره وغير فرنجية، فيعود باسيل بورقة قوة يلوح بها أمام الفريق الممانع! هنا قال باسيل ليلاً أن نصرالله أبلغه أنه يثق به وبفرنجية، أنعم وأكرم، وهو (باسيل) سيعمل لتوافق على ثالث يرضي كذلك فرنجية! مرة أخرى الرهان على ترياق الخارج لرتق ثغرات الفريق الممانع الذي أوصل البلد إلى الحضيض واللبنانيين إلى الجحيم!

إنه حصرم في حلب!

ما فات باسيل أو تغافل عمداً عنه، كان محور ما ذهبت إليه "الأخبار" اليوم التي أقرت بواقع جديد في البرلمان. كتب إبراهيم الأمين أن الصراع كبير بين أطراف نظام المحاصصة ، وأن واقع لبنان اليوم لا يشبه ما كان عليه قبل ست سنوات. ويضيف: ببساطة ليس بوسع حزب الله وفريقه أن يفرض رئيساً.. والأمر نفسه ينطبق على الطرف الآخر. والنتيجة أن الوضع يفرض التوافق على حلٍ وسط بين الفريقين، على مقايضة تقول : رئيس جمهورية منا ورئيس حكومة منكم! وبعدما شطب إمكانية التوافق على قائد الجيش، باح بما أوحي إليه وربما لحرق الأسماء أيضاً فقال بفرنجية رئيساً ونواف سلام رئيساً للحكومة!

طبعاً بقدر ما هو مفهوم الترويج لترئيس سليمان فرنجية، مفهوم الهدف من زج إسم قامة متل السفير القاضي الدولي نواف سلام في هذه الترويجة. مواقف سلام معروفة وطروحاته كذلك، والأكيد أنه ليس الشخص لمثل هذا البزنس الذي يعيد إلى الأذهان جانباً من التسوية المشينة للعام 2016. سلام صاحب دعوة بالعمل لإقامة دولة مدنية عادلة وفاعلة ومفهوم سيادة قانون وإصلاح بالإستناد إلى تطبيق أحكام الطائف التي لم تنفذ بعد. وسلام في صف الداعين لإستعادة ثورة عام 2019 من أجل الحرية والكرامة والمحاسبة والإصلاح.. والأكيد أن بلوغ هذه الأهداف لا يمر بتسويات مشينة، بل بسعي ودأب وجهد على إمتداد لبنان والمغتربات، لإقامة ميزان قوى جديد يعكس مناخ ثورة تشرين ونسيجها وينهي الإختلال الراهن.

وبعد لا إنقاذ للبلد ولا إنتشال لأهله من البؤس الذي تسبب به نظام المحاصصة الطائفي المقيت، وحزب المنظومة القائد، إلاّ بترشيح شخصية تعرف وجع الناس وتعيش هموم البلد المنهوب والمرتهن والمستباح السيادة. إنه المرشح الطبيعي باسم الناس د. عصام خليفة، الذي إلتقى على ترشيحه كوكبة من نواب الثورة. والأمل أن أكثرية ال13 هم في موقع "صادقٍ" بحمل هواء تشرين والآمال التي وضعها الناس بلوائح التغيير. تذكروا أن أكثر من 3335 ألف مقترع صوتوا للتغيير وإقترعوا ضد كل المنظومة: موالاة ومعارضة، ولم ينخدعوا بأولئك الذين إمتطوا "تويتر" و"فايسبوك" وتصدروا أثير إعلام معادي لرغيف الناس وكرامتها، وحاولوا إقناع المواطنين أنهم يرشحون زيتاً!

في هذه اللحظة، ترشح عصام خليفة هو العنوان للناس. وجوده في الساحة رافعة للمضي قدماً بخلق البديل الحقيقي، عبر تعديل موازين القوى، ولن يلدغ شعبنا مرة ثانية، وعلى كل مستعجل جاء باسم تشرين إلى البرلمان أن يتذكر أنه بعد مغادرة الأعداد الكبيرة من اللبنانيين مقاعد الإنتظار وإنخراطهم في أكبر تصويت عقابي، فإن أحداً لن يفلت من الحساب. لبعضهم أن يضع ذلك "حلق في ودانه"! وبمنتهى الوضوح إن "معارضة الموالاة" لا تعبر عن آمال الناس، وطموحاتها باستعادة الجمهورية التي تعلي من شأن المؤسسات، وتستند إلى الدستور وتمنع الإستنسابية بتطبيق القوانين، وتفتح الباب أمام قضاء مستقل يعوّل عليه لممارسة محاسبة عادلة وشفافة باسم الشعب اللبناني.

نعم أسدل الستار على عهد الرداءة والبؤس والإلتحاق والتفرج على بيروت تتفجر ويحترق أهلها، وعلى كل محامي الثورة تجهيز الملفات وهي كثيرة، والعدالة وإن تأخرت هي الهدف، والسعي الجاد لتعديل ميزان القوى وحده سيحمل بشائر إستعادة الدولة المخطوفة، وفتح فجر آخر أمام اللبنانيين، فلبنان آخر ما زال ممكناً.

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن

الكاتب والصحافي حنا صالح