في صبيحة اليوم ال1134 على بدء ثورة الكرامة
79 سنة على الإستقلال.
22 سنة على التحرير وإجلاء المحتل الإسرائيلي.
17 سنة على إجراج جيش النظام السوري المحتل وهزّ نظامين أمنيين في بيروت ودمشق.
أكثر من عقدين على تغول الدويلة على الدولة، وممارسة الحكم بالفتاوى والبدع بعد تعليق الدستور وإختطاف الدولة ومصادرة قرارها، وسعي حثيث للمضي في إقتلاع البلد وإلحاقه قسراً بمحور الممانعة، ونهج متكامل عنوانه تفكيك المؤسسات وتفريغها لتصحير البلد وتحويله إلى جغرافيا يسهل سيطرة الخارج الإيراني عليه.
كل القوى السياسية استساغت الحكم من خارج الدستور، وكل من تسلم موقعاً في السلطة أدى قسطه في مخطط تفكيك الدولة وتقزيمها وتقديم المصالح الخاصة الفئوية والطائفية على الشأن العام. ووحده القضاء المستقل، سيكون في يوم قريب الفيصل في الحكم، لتبيان مسؤولية كل طرف من أطراف نظام المحاصصة الطائفي الزبائني، عما آل إليه الوضع العام بوصول لبنان إلى الحضيض وإرسال شعبه إلى الجحيم..
والحساب أمام القضاء المستقل سيطال كل من تسبب بحرمان لبنان إمكانات جدية كانت متوفرة للنهوض فأمنوا التغطية لشريكهم في منظومة الفساد منسق الجرائم المالية الفاسد والملاحق دولياً رياض سلامة ومعه كارتل مصرفي ناهب.. وكذلك سيكون الحساب عسيراً، وسيدفع الثمن أولئك الذين إستسهلوا خرق الدستور وإنتهاك السيادة وهدر الثروات الغازية والنفطية وتقديمها "بونس" لتل أبيب وطهران!
ثورة 17 تشرين 2019 التي دخلت عامها الرابع، هي اليوم كما بالأمس في عين العاصفة. لم تنتصر ولم يتمكنوا من تطويعها واستتباعها، لم تتمكن من كسر قوى الإستبداد لكنها عرّتهم وأخرجت أكثريتهم مدانين من الفضاء العام، والأكيد أن غياب التنظيم الذي يطلق قوة التشرينيين موحدة مكّن قوى الإستبداد من المضي بعيداً في سياسات النهب والإذلال والإرتهان. 3 سنوات ونيف، لم يتوقف الإنهيار ونجحت منظومة النيترات التي يقودها حزب الله في إشغال اللبنانيين بالبحث عن الرغيف والدواء، لكن ألإنتخابات العامة أرسلت إشارات جدية عن إمكانية الذهاب بعيداً في تعميق المصالحة الشعبية، وكسر التطييف والكنتنة، والإستعداد لبلورة البديل السياسي.
تجربة السنوات الثلاث تؤكد أن الإنقاذ ممكن لو تيسر قيام حكومة مستقلة تعمل لإعادة تكوين السلطة لكل اللبنانيين، والتجربة أكدت أن الممر الإجباري يكمن في العمل الحثيث لقيام "الكتلة التاريخية" العابرة للطوائف والمناطق. إن مشهد الهجوم المقذع والفج من جانب حسن نصرالله على الثورة وإعتبارها لعنة تأكيد على عمق تأثير الثورة وإمتدادها وهو هجوم يؤكد المؤكد، بأن جيل تشرين ومن التحق به هم من يعول عليهم لإستعادة الدولة واستعادة السيادة واستعادة لبنان البلد القابل للعيش والإبداع والتنافس، ولن تنطفيء الجذوة ولن يسقط المشعل..وسترتفع مجددا قبضات الأحرار بوجه سارقي خبز اللبنانيين وأحلامهم!
وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن.

الكاتب والصحافي حنا صالح