في صبيحة اليوم ال1135 على بدء ثورة الكرامة

مساهمة في النقاش الدائر بين نواب الثورة، وما يبدو من خلاف بالرأي حول الترشح للرئاسة الأولى، قد طال النقاش أحقية التوجه للناس بأن من يستحقه لبنان لرئاسته نموذجه عصام خليفة بما يمثل من قيم. أو حول ما يبحث من شؤون "عظيمة" في لجنة ال19، أو ما قيل أن ال" plan B" سيحمله ويغير المشهد، أو "إكتشافات" بعضكم أسماء كفاءات بعض المنتظرين أو الطامحين، ممن لم يشكلوا للناس أي عنوان قبل الإنهيار وإنتهاك السيادة وإذلال الناس، فكيف بعد كل ذلك؟

تعالوا، لمن لديه الوقت، نعيد معاً قراءة موقف المتسلط على البلد كما روته "الأخبار" وبالملعقة. قالت إن المخطط يقوم على تعديل تسوية العام 2016: فرنجية رئيساً أو لا أحد! اللاأحد هو شغور مستمر في الرئاسة الشاغرة منذ الإنقلاب على الدستور مطلع التسعينات وتعمق مع عون فبات "الرئيس" مجرد واجهة!
لا فض فوها ، عادت "الأخبار" إلى الإنتخابات العامة وفقدان حزب الله أكثريته، وكعادة كل الذين يحتقرون الناس، لم تجد في أكبر تصويت عقابي ضد كل الطبقة السياسية، إلاّ حملات مبرمجة تم تنظيمها فأدت "أصوات الإغتراب إلى حرمانه الأكثرية المتوخاة"، وأنه - أي حزب الله- "لا يتردد في توجيه الإتهام للغرب المناويء، كالأميركيين والأوروبيين، وإلى العرب المناوئين كدول الخليج، بدورهم المباشر في المؤامرة لتحريك ناخبي الإنتشار للتصويت لخصومه"!
عميق الوجع الذي يعيشه حزب الله حيال الناس، حيال التصويت العقابي الذي كان في الداخل أضعافاً مضاعفة عن الخارج رغم كل الضخ الإعلامي عن طي صفحة ثورة تشرين. عميق الوجع حيال من تسببت ممارساته والسياسات التي فرضها في تسريع الإفقار والإذلال والتهجير شبه الجماعي، فيتجاهل أن أولوياته باختطاف الدولة وارتهانها وما نجم عن ذلك، نتيجة منحى الإقتلاع والإلحاق فرض التراجع في نسبة مؤيديه رغم "الكرم" المتنوع الذي أغدقه! شأنه، يصطفل، وليطلق مواقف تفتقر للحد الأدنى من الدقة والحقيقة!
لكن "الأخبار" تخبر اللبنانيين، أو تنذرهم، بأن المكتوب هو فرنجية دون سواه، لإستنساخ لحود أو عون في بعبدا. تقول أن حزب الله عندما يعلن أن المقاومة في خطر سيعود باسيل إلى بيت الطاعة(..)، وهل خرج باسيل فعلياً؟ أم هو يقول أنه جاهز لخدمة مخطط حزب الله أكثر من سواه؟ لكنها تقول لمن يريد أن يستوعب وبالملعقة: لا تساهل بالأمر وترى متغيراً إقليمياً بعد فوز نتنياهو( لاحظوا الشماعة إياها فهل نتوقع في المستقبل المنظور خطب العوة للصلاة في القدس مجددا!)، وتتوقف عند الأهم وهو قلق متأتٍ من "تصاعد الإضطرابات في إيران مرجعية الحزب"، وهنا بيت القصيد، قلق مما يصيب"المرجعية" على أيدي بنات وأبناء إيران فلنقبض أكثر على خناق اللبنانيين!

من خطاب نصرالله المقذع ضد ثورة تشرين، إلى كل التهديدات التالية ورسائل "الأخبار" حقيقة واحدة مدوية: "ثورة تشرين " لم تنطفيء ولو كره الكارهون، هي أعمق من كل توقع  وعصية على التدجين والإستيعاب لذا يريدون إستباق التطورات!
وبعد، عودوا إلى الناس، يا نواب الثورة، ومرة أخرى ليس مهماً العدد، وأنتم ألعلم بأن الثورات نهر متدفق ينظف نفسه. الوضوح هو في الشارع والساحات، هو بحمل وجع الناس وهمومهم بوجه الظالمين الناهبين المرتهنين، وآخرهم الدجل الذي روجه الفاسد رياض سلامة منفذ المنهبة التي أذلت البلد. كان ينبغي أن يكون وراء القضبان لكنه في بلد نظام المحاصصة المقيت على الشاشات يحلضر بالعفة..

عودوا إلى الناس لتقوموا بالقسط المطلوب منكم باستنهاض اللبنانيين، والمساهمة في كسر هذا الإختلال بميزان القوى الوطني، الذي يمكن المتسلطين من المضي في التحدي غير عابئين بالناس وحقوقها والبلد ومصالحه. عودوا إلى الناس، إلى التشرينيين، لا مكان لكم بتسويات أهل المنظومة. فقط مع الناس وبهم يكون السعي لبلورة "الكتلة التاريخية" المعبرة عن النسيج الوطني فيصبح، صوت نواب الثورة، سوط مرفوع بوجه كل أطراف نظام المحاصصة الطائفي الزبائني، وأصحاب بدع التسلط على البلد، رموز الفجور بإمتهان كرامة الناس فرداً فرداً!
والسلام!

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن.

الكاتب والصحافي حنا صالح