احتفالية انطلاقة كأس العالم التي حشدت معظم رؤساء العالم كانت ملفتة كتلك النتائج التي تتخلل المونديال وأبرزها على الاطلاق ما فعله رجال السعودية امام ميسي ورفاقه في لحظات تاريخية اثلجت أبناء الوطن العربي من المحيط الى الخليج واكدت كما لم ترى من قبل ان عروبتنا لازالت عامرة في العروق والوجدان.
تلك اللحظات التاريخية انسحبت على المصافحة التاريخية بين الرئيس التركي رجب طيب اردوغان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في زمن التحولات وتأكيد المؤكد بان السياسة هي اتقان فن التحكم والاستدارة والانفتاح ولكل وقت آذانه كما جاء في المثل. فعلى اعين العديد من الزعماء وفي ظل الانفتاحة القطرية الاقتصادية والمالية على مصر وامام اعين امير دولة قطر وحضور ولي العهد السعودي وبما تمثل المملكة من دور هام خاصة بعد مصالحة العلا وفي ظل عودة الحرارة الى العلاقات التركية - السعودية واخرها الحديث عن جملة مليارات قادمة من ارض الحرمين الى انقرة، امام كل هذه المشهدية تمت المصافحة التاريخية بين الرئيسين بكل ما تحمل لغة الجسد من تعابير واضحة المعالم والاهم هو ما تبع هذه المصافحة التاريخية وتاليا" انعكاساتها وضبط إيقاع المحتفلين بها والرافضين لها.
لقد قال أردوغان، إن المصافحة التي جرت بينه وبين نظيره المصري في قطر، بوجود أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، كانت خطوة أولى نحو مزيد من تطبيع العلاقات بين البلدين. وأضاف أردوغان أن تحركات أخرى ستلي تلك الخطوة الأولى من أجل تطبيع العلاقات بين القاهرة وأنقرة ، وتابع الرئيس التركي، أنه يريد أن تكون الاجتماعات مع مصر على مستوى أعلى، في سياق الاتجاه نحو تطبيع العلاقات، وأكد أردوغان أن الروابط القائمة في الماضي بين الشعبين التركي والمصري مهمة جداً بالنسبة لنا، مضيفا: "ما الذي يمنع من أن تكون كذلك مجدداً، وقدمنا مؤشرات في هذا المضمر"، وعليه هل بتنا امام تقارب تركي – مصري خاصة" بعدما صرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، الاثنين، بأن السيسي تصافح مع الرئيس التركي بالدوحة، حيث تم التأكيد المتبادل على "عمق الروابط التاريخية التي تربط البلدين والشعبين المصري والتركي، كما تم التوافق على أن تكون تلك بداية لتطوير العلاقات الثنائية بين الجانبين في الأيام القادمة" .
ان هذه المصافحة التاريخية وما سبقها من لقاءات وتبادل زيارات مع زعماء الامارات الشيخ محمد بن زايد والسعودية الأمير محمد بن سلمان وهما لاعبين أساسيين في استقرار المنطقة تنبأ بان ما يأتي انما هو ضمن سياق الحديث السياسي التركي في الأيام الأخيرة عن مراجعة حقيقية للوقائع و التأكيد على التعامل معها في ظل مخاطر الامن القومي التركي و ما العملية التركية القادمة في بعض الأراضي العربية الا تمهيد لهذه المغازلة ضمن اطار وحدة الأراضي السورية وما يلاقيها من تعابير للأراضي العراقية و عليه وضمن سياسات المصافحات التاريخية كانت مصافحة من نوع اخر كلامية اللفظ عنوانها الانفتاح على القيادة السورية فلقد قال الرئيس التركي وبكل وضوح وردّاً على سؤال من أحد المراسلين في البرلمان عما إذا كان بإمكانه مقابلة الرئيس السوري، قال إردوغان: "هذا ممكن. لا مجال للنقمة في السياسة. في النهاية، يتم اتخاذ الخطوات في ظل أفضل الظروف" وعليه هل باتت أفضل الظروف على الأبواب وهل تحمل الأيام القادمة مصافحة تاريخية جديدة بين الأسد واردوغان بعد مصافحة اردوغان – السيسي وبعيدا" عمن يحمل الوساطة اكان المصريين ام الروس خاصة بعدما تنامى الحديث عن وساطة أحد الجانبين لاسيما الكلام الروسي الصادر عن ديمتري بيسكوف من "أنه لا توجد حاليا أي اتفاقات حول لقاء بين الرئيسين التركي، والسوري بشار الأسد في روسيا، لكن ذلك ممكن من الناحية النظرية". 
وعليه وفي زمن التحولات والمصافحات والاقتحامات وفي زمن المونديال الكروي السياسي القطري نسأل: من سيسجل اول الأهداف في ردم الخلافات في المنطقة؟ ومن سيسجل اول الأهداف في إحلال سلام سوريا الغالية وانقاذ شعبها العزيز الكريم في الداخل والخارج؟ ومن سيصد عن المنطقة برمتها اثار ما يجري في العالم من احداث باتت انعكاساتها عالقة في يومياتنا ومقدساتنا وخبزنا وقمحنا وغذاءنا ونفطنا وغازنا وبيئتنا ومناخنا ومستقبل اجيالنا؟ لعل المصافحات التاريخية على الأراضي القطرية تحمل الخير والسلام لجميع أبناء المنطقة باختلاف اجناسهم والوانهم والسنتهم؟
  

الأكاديمي والباحث في الاقتصاد السياسي د. محمد موسى