في صبيحة اليوم ال1150 و1151 على بدء ثورة الكرامة

لا يبدو عابراً الإشتباك بين التيار العوني وحزب الله. ولئن سنشهد تراجعاً في الإشتباك الكلامي بعد بيان حزب الله، فهناك تداعيات عديدة على خلفية إجتماع مجلس الوزراء، والأهم على خلفية إستبعاد حزب الله إمكانية تبني ترشيح باسيل وتفضيل سليمان فرنجية عليه! لكن من المبكر الرهان أن إتفاق مارمخايل الذي تعرض لأكبر إهتزاز في طريقه للسقوط، فمثل هذا الإتفاق يسقط فقط عندما يعلن حزب الله التخلي عنه!
بين أهم النتائج أن إجتماع مجلس الوزراء، ساهم في منح حزب الله مسافة، تحرره من تكلفة الإلتزام بباسيل وخياراته. هذا الجانب المهم ليس سهلاً تمريره وليس كل شيء. فلئن قيل لحظة تأمين نصاب مجلس الوزراء، أنه مع الشغور الرئاسي لا يجوز تعطيل  عمل السلطات، وبالتالي فإن مجلس النواب سينصرف إلى التشريع مع الإحتفاظ بوتيرة الدعوة إلى جلسات لإنتخاب رئيس للجمهورية(..) فإن الحملة العونية التي نجحت في إطلاق حملة طائفية شعبوية، تتباكى على ما آل إليه موقع رئاسة الجمهورية، جمعت أيضاً مواقف القوات وبكركي وآخرين، ستؤدي واقعياً إلى تعقيد أي دعوة لاحقة لإجتماع مجلس الوزراء، وستحول دون أي إجتماع تشريعي، وبالمبدأ المجلس النيابي هيئة إنتخابية لا مهام له قبل إنتخاب الرئيس!
رغم المواقف العنيفة المتبادلة بين الجانبين، فباسيل الذي يتحدث عن مهام بناء الدولة(..) وعدم مجاراة حزب الله للتيار، يسعى إلى ذر الرماد في العيون ليس إلاّ! فأساس الإتفاق هو التقاسم وليس البناء. التيار يغطي البندقية غير الشرعية وتغول الدويلة وإقتلاع البلد، وحزب الله يمكن التيار من السلبطة على المؤسسات والإدارة، وتبعاً لموازين القوى يعرف باسيل أن الحزب بحاجة للغطاء النيابي الموجود لدى التيار..ولذلك يتشدد، ويبدو أنه حقق خطوات في مهمة سد الطريق الرئاسية أمام فرنجية.
لكن مع إصرار حزب الله على إستراتيجية تطيير النصاب ومنع إنتخاب رئيس للجمهورية، فإن ما إستوقف المتابعين كان ما تضمنه رد "العلاقات الإعلامية" في حزب الله من عنف ضد باسيل بلغ حد تفنيد وتكذيب ما ذهب إليه: "الحزب لم يقدم وعداً لأحد بأن الحكومة لن تجتمع"! ولم يربط الإجتماع" بإتفاق بين مكوناتها حتى يكون الإجتماع نكث بالوعد"! والحزب لم يلتزم بالمقاطعة إن غاب وزراء التيار لذلك "فإن الصادقين لم ينكثوا بوعد وقد يكون الأمر إلتبس على باسيل فأخطأ عندما إتهم الصادقين بما لم يرتكبوه"!

2- الجلسة التاسعة لإنتخاب رئيس للبلاد قدمت للمواطنين فصلاً جديداً من الهزل.. وهمّشت أكثر فأكثر دور المجلس النيابي وأهليته للقيام بأهم واجباته: إنتخاب رئيس للجمهورية! و إتسعت المهزلة مع رسائل التيار العوني إلى حزب الله، فتحول تصويت الورقة البيضاء إلى محطة في المهزلة، مع فرض معادلة بالأصوات بين الورقة البيضاء والفريق الداعم لميشال معوض عند 39 صوتاً لكل منهما.. وذلك عندما شهد التصويت تسميات من نوع : "ميشال"، و "معوض"، و"معوض بدري ضاهر" والمغزى معروف وواضح!
وطال الهزل أيضاً مواقف نواب "تكتل التغيير". لقد مضى في موقفه الفريق الذي يرى أن ثورة تشرين فتحت خياراً آخر أمام اللبنانيين ومنح مرشحه عصام خليفة 5 أصوات..فيما ضاع موقف بقية نواب التغيير! إذ بالرغم من أن النائب السابق صلاح حنين أعلن رسمياً ترشحه قبل 24 ساعة من الجلسة، بالتوافق مع نواب التغيير كما ذكر، وأعلن باسمهم أن مبادرتهم ما زالت موجودة، وأن مشاورات ستتم بشأنها، فما قدمته الجلسة هو أن المرشح حنين المذكور لم يكن ضمن خيارات بقية نواب التغيير ( غير الخمسة) إذ يبدو أن بعضهم  أسقط إسمه من سلة الأسماء المزعومة فنال صوتاً واحداً!

3- ماذا يجري في مطار بيروت الدولي؟ ولماذا سارع إلى هناك وزير الداخلية وسط تكتم عن سبب الزيارة؟ وما الذي تم بحثه في اللقاء الذي جمعه مع الضباط العاملين في المطار؟ وهل من علاقة بين الزيارة المفاجئة للوزير مع ما حذّرت منه تل أبيب من تنفيذ ضربات ضد المطار لإحباط تسليم أسلحة لحزب الله! وكيف تفتح الأجواء اللبنانية منذ 14 تشرين الثاني أمام شركة طيران إيرانية، تابعة للحرس الثوري، لتُسيير رحلة أسبوعياً بين طهران وبيروت، هي شركة "معراج" الخاضعة للعقوبات الأميركية؟
مرة أخرى مطار بيروت الدولي منفذ لبنان على العالم وما يجري إن صح خطير جداً لأنه قد يتسبب بإقفاله ولا ينبغي لأي كان أن يتناسى صورة مرفأ بيروت يوم الرابع من آب 2020 والذي ستمر سنوات طويلة قبل أن يعود إلى ما كان عليه. اليوم قبل الغد ينبغي الإحتجاج ورفع الصوت لإرغام حكومة "الثورة المضادة" على تحمل مسؤولية حماية المطار ومصالح البلد وحقوق اللبنانيين رغم أنفها..

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن.

الكتاب والصحافي حنا صالح