في صبيحة اليوم 1159 على بدء ثورة الكرامة

رغم مرور يومين على جريمة العاقبية، التي أودت بحياة جندي إيرلندي من "اليونيفيل" فإن "اللعم" سمة الموقف الرسمي! ذهاب ميقاتي والعماد عون إلى الناقورة لتعزية القيادة الدولية غير كافٍ، ويستحيل على السلطة التهرب من المسؤولية وكشف ملابسات الجريمة وتقديم القتلة إلى العدالة. الأسماء معروفة كما يُشاع، وفي المعطيات أنهم طاردوا بالرشاشات القوة الدولية وأن الجندي الإيرلندي القتيل أصيب برصاصة بالرأس، والسؤال هل سيسلم حزب الله المتهمين أم يواصل سياسة تغطية الجريمة بالتذرع بالأهالي! وما سيكون عليه الأمر مع إعلان وزير الدفاع الإيرلندي سيمون كوفيني رفضه المطلق "تأكيدات حزب الله بأنه غير متورط"!
مع حملة الإحتجاج الدولية والمطالبة بالإقتصاص من القتلة، وإعتبار الحادث جريمة إستهدفت المجتمع الدولي، تصل اليوم بعثة عسكرية إيرلندية من 8 أفراد بينهم 3 محققين من الشرطة العسكرية الإيرلندية، مهمتهم متابعة مسار التحقيقات، ما سيعني محاولات جهات رسمية التملص وتضييع الحقيقة ستكون بالغة الصعوبة. توازياً تشاع معطيات عن جهات قريبة من حزب الله وصيادي فرص بأن الحادث "عرضي" و"غير متعمد"، فيما تردد وجود فيديوات وأشرطة مسجلة تتضمن وقائع تسهل كشف القتلة، لذلك سيكون على المحك تعهد ميقاتي أمام قائد القوة الدولية بأن "من تثبت إدانته سينال جزاءه"! وهنا ينبغي التنبه أن الأوساط الديبلوماسية المعنية بتداعيات هذه الجريمة بدت متشددة ومتمسكة بضرورة إنجاز تحقيق شفاف!
لقد كان لافتاً إعلان قائد القوة الدولية أن "مقتل الجندي الإيرلندي لم يهز إلتزامنا وسنضاعف جهودنا لإنجاز مهمتنا"، وترافق ذلك مع إتساع سخط الدول المشاركة في اليونيفيل، خصوصاً فرنسا وكذلك السعودية والولايات المتحدة. ذلك أن الجندي الضحية هو القتيل رقم 48 من القوات الإيرلندية لحفظ السلام، العاملة في الجنوب منذ العام 1978، وهناك قناعة كبيرة بأن إطلاق النار كان مقصوداً ومستحيل حدوثه دون أوامر عليا، أريد منه إيصال رسائل أكثر قسوة للجهات الدولية! رسائل رئاسية للداخل والخارج، ورسائل بالوكالة عن نظام الملالي الذي يواجه حصاراً شعبيا يعم جهات إيران الأربع، وقد دخلت إنتفاضة شعوب إيران شهرها الرابع، فيدا الهدف إبتزاز "اليونيفل" الذي وصل حد القتل، لحرف الأنظار عن الداخل الإيراني والرد على العقوبات الأوروبية، ولنتذكر هنا ما ذهب إليه الخامنئي مؤخراً الذي يعتبر لبنان أحد أحزمة الدفاع عن نظام حكمه وتسلطه!
رصاص العاقبية الذي قتل أحد جنود السلام الدوليين وجرح آخرين، إنتهك الدستور وأصاب القانون والبقية الباقية من هيبة المؤسسات وبالأخص المؤسسة العسكرية..وكل محاولة للتملص من المسؤولية ستترك تداعيات أكبر!

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن.

الكاتب والصحافي حنا صالح