في صبيحة اليوم ال١١٧٠ على بدء ثورة الكرامة

حققت ثورة تشرين، التي لم تنتصر بعد، الكثير من اهدافها. لقد اثبتت ان اللبنانيين ليسوا بنعاج، واثبتت ان الثورة لاستعادة الدولة والدستور وسيادة القانون والقضاء المستقل والعدالة والحرية وحق الاختلاف ممكنة .

ما تريده ثورة تشرين خطه سمير قصير في العام ٢٠٠٥ قبل وقت قصير على اغتيال قوى الظلام شعلة "انتفاضة الاستقلال". 
لكن بلوغ الاهداف النبيلة التي رسمها قصير يتطلب انهاء الخلل الوطني في ميزان القوى . يتطلب بناء قطب شعبي يمثل نسيج ثورة اللبنانيين على القهر والنهب والقتل وارتهان البلد. يتطلب الخروج من المراوحة لبناء وضع سياسي منظم، حزب تشريني ينهل من قيم الثورة وما حملته من امال حقيقية للناس، والمجال يتسع لاكثر من حزب شبيه، بحيث تتشكل الرافعة لقيام "الكتلة التاريخية" الشعبية العابرة  للمناطق والطوائف، الموءهلة لتقديم البديل السياسي الذي يعول عليه لجعل احلام اللبنانيين واقعا.
 

كتب سمير قصير :

"ما أحلم به بسيط بساطة الايمان بالغد. ما أحلم به، بلادٌ تنهل من اختلافاتها لتحولها مصدر قوة وتماسك. بلاد متحررة من قيود الأنانيات الطائفية والعائلية. دولة تكون ملك المواطنين جميعاً، والمواطنين وحدهم، محصّنة بقضاء مستقل، وبتمثيل شعبي لا يرقى اليه الشك. دولة لا تحبسها الطائفية ولا المحسوبيات. مجتمع لا تقيّد حركته ولاءات مفروضة، ولا يحرس انقساماته عسس المخابرات، مجتمع يضمن تكافؤ الفرص حريته. ثقافة ديموقراطية تستعيد زخمها لتساهم في تجديد الديموقراطية العربية، ثقافة تنحاز لتحرر فلسطين ولا تخشى حرية سوريا ولا العراق. ورشة وطنية للبحث في مستقبل الجامعة اللبنانية والتعليم الرسمي. قضاء متحرّر من التدخلات السياسية والمخابراتية. حكومة تجتمع فيها قدرة تمثيل مختلف الفئات اللبنانية، وصفات اخلاقية جمهورية لا يرقى اليها الشك، بالاضافة الى الفاعلية الادارية العصرية."

ولنتذكر جيدا ان سمير قصير ملهم الكثيرين، لم يقتصر دوره على رسم الافاق الممكنة للتغيير ، بل انخرط في عمل منظم لتحقيق ذلك، والهدف  مستقبل الناس، ناسنا، والبلد، بلدنا.

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن.

الكاتب والصحافي حنا صالح