في صبيحة اليوم ال1173 على بدء ثورة الكرامة

تسقط اليوم الورقة الأخيرة من العام 2022، بعد أشهر على طي مرحلة "عهد جهنم"، والتأكيد أن الشغور الدائم في الرئاسة والفراغ في السلطة سيطال أيضاً مفتعليه! كل ما يعيشه لبنان من مآسٍ يؤكد أنه أياً كان الوضع، يستحيل على حزب الله، وشركائه كل موالاة النظام ومعارضته، أنهم لن يتمكنوا من الإطمئنان بأن بوسعهم إعادة إستنساخ نظام المحاصصة، الطائفي والحزبي والغنائمي والإجرامي والمولد للفساد الذي غطى إختطاف الدولة وإرتهان البلد لمحور الشر!

فوق المآسي والصعوبات التي لا تحملها جبال، ما لا يجب أن ننساه الليلة هو صب اللعنات على طبقة نفايات سياسية متسلطة تتحكم منذ عقود بحياة الناس ومصير البلد! صب اللعنات على على تحالف مافياوي جمع أمراء الحرب والمال فأقموا كرتلات قهر ونهب وقتل. كارتل مالي، كارتل دواء، كارتل محروقات، كارتل مواد غذائية، كارتل إجرام بيئي، كارتل تبعية..دفعة واحدة إلتقوا كل النفايات السياسية!

فوق المآسي والنجاح المؤقت لمنفذ المنهبة رياض سلامة، بتحويل نحو 500 ألف لبناني إلى صرافين ومضاربين على الليرة في أكبر رشوة جماعية، في إصرار على المضي في سياسة شراء الوقت على قاعدة حرمان الناس من حقوق ثابتة لها، وبوهم الرهان على صرف الناس عن وجعها ومجوعيها.. بدأ هم قيام تنظيمات تشرينية يشق طريقه، والعام 2023 سيشهد تبلور "الكتلة التاريخية" التي ستقدم البديل السياسي وتنجز التغيير! وبقدر ما تتسرع الخطوات التشرينية سيتذكر الناس المثل الشعبي المعروف: الرطل بدو رطل ووقية!

يعني ميزان القوى المتسلط على الرقاب، ويقوده حزب الله في سعي حثيث لتغيير نسيج البلد وإستكمال إقتلاعه وإلحاقه بالإمبراطورية الإيرانية النموذج في التسلط والقهر والإفقار والتجويع والفشل، لا يواجه بألاعيب وخفة من بعض نواب يدعون الإستقلالية والسيادة غب الطلب، ولا من خلال ممارسات خفيفة كاريكاتورية من جانب بعض نواب أوصلتهم الثورة، فضلّوا السبيل وتنكروا للناس الذين صوتوا عقابياً ضد كل السلطة معارضة وموالاة!
هديركم المحبب: هيلا هيلا هو .. سيعود يغطي الساحات، ويلم البلد الذي يتعرض للتشليع كل يوم. والآتي أقرب وسيؤكد تمسك المواطنين بالبلد كمكان آمن للعيش والتطور والتنافس، عندما تستعيدون كمواطنين موقعكم كلاعب سياسي، في إطار حزبي يعكس نسيج ثورة تشرين، فتنتشر بقعة الضوء التي فشلت كل محاولات إخمادها!

80% هم من المتضررين من نظام المحاصصة، و25% من اللبنانيين ينامس أولادهم جائعين ولا يتجاوز دخلهم اليومي دولارين! وأكثر من 30% بالمئة بات أولادهم بدون مدارس.. والكل يخشى المرض وأكثر من 60% من اللبنانيين يخافون الموت على أبواب المسشتفيات..في هذا العام هذه الأكثرية الساحقة أمام تحدي التأكيد أنهم أهل البلد وليسوا مستأجرين عند مافيا القتل والإجرام والتبعية! هذه الأكثرية لن تخذل مشروع التغيير التشريني الذي سيبلور الأدوات التنظيمية الكفاحية للناس. لينطلق مشروع إستعادة الدولة المخطوفة، واستعادة العمل بالدستور، الممر الإجباري لإنهاء الإذلال ولتحقيق الحقوق حقوق المودعين، وحقوق اللبنانيين الذين حوصروا بالعتمة والعوز ..وتحقيق العدالة لبيروت ولضحايا التفجير الهيولي الذي دمر المرفأ بعدما تآمروا وعطلوا التحقيق العدلي..إلى حقوق ضحايا تفجير التليل..و الى حقوق ضحايا قوارب الموت وغيرهم وغيرهم ضحايا التفجيرات "الغامضة" المعلومة في عدة أماكن جنوبية..إنه التحدي الذي يحتم وضع أولوية تدفيع المرتكبين الثمن بإنهاء الحصانات وزمن الإفلات من العقاب!

بديل النهوض ومغادرة مقاعد المتفرجين سيكون البلد أمام الجنون والأفق المجهول، والأخطار اللامحدودة التي ستتبع تفاقم الهريان والتبعية!
يطل العام 2023 وصفيح ساخن يسود علاقات كارتل التسلط. الأمر ليس تفصيلاً فالمصالح الخاصة الفئوية والمذهبية تفجر صراعاتهم، وحروب "تصفية الحسابات" فيما بينهم مفتوحة ومفيدة جداً.. لكنها لن تصرف الناس عن مطاردتكم ومحاصرتكم وحتى السيطرة على أحلامكم حتى يزول تسلطكم!

ع الطريق تذكروا منيح إنه بعد ما حدن تحاسب:
نهب الودائع وإفقار اللبنانيين!
إختطاف الدولة وإقتلاع البلد!
جريمة تفجير المرفأ!
جرائم أصحاب الكارتلات والمحتكرين!
جرائم قتل النساء!
جرائم الإستيلاء على الأملاك العامة!
جرائم ميليشيا مجلس النواب!
وأيضاً جرائم ينفذها رياض سلامة! وإنتبهوا إنهم يطلقون حملة لحماية المتهم دولياً باللصوصية وتبيض الأموال، وذرائعهم لخصتها جريدة "الأخبار" بعنوان: "غزوة قضائية أوروبية على لبنان: محققون من ألمانيا وفرنسا لفرض وصاية دولية على القضاء"! قال وصاية!
قصة رياض سلامة والحماية السياسية القضائية له ولأضرابه، كما قضاء القضاء على حقوق الناس، ستكون تباعاً موضع ملاحقة ووقفات آتية!

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن.

الكاتب والصحافي حنا صالح