في صبيحة اليوم ال1181 على بدء ثورة الكرامة

البلد متروك! صراع رؤوس الفساد يبقي البلد في العتمة وبواخر النفط للكهرباء في البحر والقتال بين السراي والمالية وميرنا الشالوحي يدور حول جوانب قانونية! ضروري الإنتباه، يحكمون البلد ببدع الرئيس الأبدي لمجلس النواب، وفتاوى وإجتهادات حزب الله، الحزب القائد للمنظومة، التي حلّت محل الدستور.. وها هم يتحدثون عن القانون والتمسك بأهدابه، وبيوت الناس الباردة بدون مياه!
التحالف المافياوي ممسك بقرار البلد ولو عبر حكومة تصرف إعمال النافذين عبر "صيرفة" وسواها من بدع فاسد المركزي، لكن أين الآخرين جماعة معارضة النظام الذين أعلنوا التصدي لموالاته؟
الأمر الأكيد أن أوجاع الناس وهمومها وتلاحق الإنهيارات ليست بين أولويات المتسلطين كما الذين هم آنياً خارج جنة الحكم. الأمر الذي يعيد التأكيد أن لا حلول على أيدي طبقة سياسية نفذت أكبر عملية "زومبي" إحتيالية في التاريخ، لا بل إن إستمرارها في السلطة متمسكة بمقاعد الحكم ومستندة إلى تغول الدويلة والسلاح اللاشرعي، هو تعدٍ على الكرامات والدستور وإنتهاك للسيادة. مستحيل أي خطوة إنقاذية معها لأنها تمس مصالحها المباشرة وهي التي غطت إختطاف الدولة وتعامت عن قيام إقتصاد مواز للدويلة يبتلع إقتصاد البلد وممنوع على الإصلاح أن يقاربه! والكل يلتقي حول هاجس وضع اليد والسطو على ما تبقى من ملكية عامة تعود إلى كل الشعب اللبناني: صندوقهم السيادي على الأبواب!
ثم يحدثونك عن رئيس للجمهورية، وصفات لا بديل عنها: لا يطعن ضهر المقاومة، و إبن الخط، وإنقاذي وسيادي وإصلاحي، وأسماء جديدة مرشحة، لكن التلوينة تؤكد أنهم من نفس الطبخة. ويستمر الدفع إلى "الحوار" و"التوافق" لا الإنتخاب، وأن المعجزة آتية مع صاحب الحظ بورقة "لوتو" الإقامة 6 سنوات في بعبدا! لكن إنتظروا قليلاً اللقاء الرباعي الذي سوف تستضيفه باريس، أو حتى تنجلي صورة المشهد في طهران، مع أن الشيخ نعيم العائد من إيران طمأننا أنه مطمئن، لأنه وجد هناك إستقرارا وحياة نشطة تتقدم وتتألق(..)! ومن مظاهر هذا الألق مشروع القانون المطروح على البرلمان الإيراني الذي يحظر مغادرة مسؤولي النظام البلاد بعد إنتهاء مهامهم، والهدف حماية ممتلكات ووثائق الشعب والبلد!  
مرة أخرى، هو الخلل الوطني في ميزان القوى يُمكن تسلط الفاسدين الناهبين من إرتهنوا البلد. بدون خلق ميزان قوى جديد ستستمر الكارثة، وستتعمق أكثر ويستمر نزف البلد. والتحدي أن يتبلور من رحم ثورة تشرين تنظيم سياسي يحمل قيمها( تنظيمات) قادر على الوصول إلى الناس، لأنه يشبه الناس، ويحمل نفس الهم والوجع، ومتمسك بالأمل والهواء النظيف، لينشأ البديل السياسي الحقيقي الذي يمكن أن يؤشر إلى نهاية جلجلة الشعب اللبناني التي طالت كثيراً!

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن.


الكاتب والصحافي حنا صالح