في صبيحة اليوم ال1187 على بدء ثورة الكرامة

قتلناكم وسنقتلكم مجدداً وروحوا بلطوا البحر!

إنها الرسالة الأبلغ التي وجهتها مافيا الإجرام لكل اللبنانيين بقرار توقيف وليم نون شقيق جو نون أحد ضحايا جريمة تفجير المرفأ!

لنتذكر جيداً: بتاريخ 20 أيلول 2021 إقتحم وفيق صفا قصر العدل، ومن هناك وجه رسالة "القبع" إلى قاضي التحقيق العدلي طارق البيطار!

وبتاريخ 23 كانون الأول 2021 تم تعطيل و"قبع" كل التحقيق العدلي، وتجميد عمل المحقق العدلي طارق البيطار.. ونجحوا بعد حماية بعض كبار المتهمين بجناية "القصد الإحتمالي بالقتل"، وحماية بعض كبار المطلوبين من القضاء مثل قائد جهاز أمن الدولة طوني صليبا.. بدأت تتفجر الكمائن المنصوبة للتحقيق وأبرزها البدعة: القاضي الرديف بديلاً عن القاضي الشجاع طارق البيطار. مهمة رفضها قضاة كبار تفتخر بهم العدالة، لكنهم وجدوا في القاضية سميرلدا نصار الشخص "المناسب" ليتم ترشيحها لهذه المهمة،(منحها ميشال عون أعلى الأوسمة قبل رحيله عن القصر)!

وبتاريخ 12 كانون الثاني الجاري سقطت محاولة جديدة لتكريس "قبع" التحقيق العدلي في جريمة تفجير المرفأ، والتي تمثلت بمحاولة سافرة للإنقلاب على التحقيق، مع سقوط نصاب جلسة مجلس القضاء الأعلى التي كانت ستبت نقطة وحيدة: تعيين سميرالدا نصار محققاً عدلياً في جريمة تفجير المرفأ! ودعونا نتذكر أن الدعوة إلى إنعقاد الجلسة جاءت من فوق رأس رئيسه القاضي سهيل عبود، الذي رفضها، وكانت ممهورة بتواقيع 4  من أعضائه: حبيب مزهر، داني شبلي، الياس ريشا وميراي حداد!

وبتاريخ 13 الجاري( يعني يوم أمس الجمعة) وقبل أن يجف حبر التقرير العالمي الصادر عن "هيومان رايتس ووتش" الذي أكد أن "المؤسسة السياسية ( السلطة) تعرقل التحقيق في تفجير المرفأ"، تم تنفيذ الفخ الأمني – القضائي بتوقيف وليم نون، في أخطر رسائل إنقضاض السلطة على أهالي ضحايا تفجير المرفأ لجعلهم المثل والعبرة ومن خلالهم تطويع البلد!
قلنا الفخ نعم لأنه وفق تأكيد النائب سليم الصايغ من داخل مبنى مديرية أمن الدولة "ألاّ مذكرة بحث وتحرٍ كانت مسطرة بحق نون، وسطرت الآن". أي أن التوقيف تم قبل صدور أي مذكرة؟ وقد تعذر الإتصال مع القاضي زاهر حمادة الذي أعطى إشارة التوقيف!

مافيا الإجرام التي تمتلك سلطة قمعية متجذرة، ودخلت السجل العالمي بالكبائر يوم سطت على جيوب اللبنانيين وإبتلعت جني أعمار الناس، أدارت ظهرها للبشرية، ولوجود بعثات قضائية أوروبية تحقق في جرائم إختلاس وتبيض عملة تمت على الأراضي الأوروبية، ولتحديد موعد وصول بعثة قضائية فرنسية تحقق في جريمة تفجير المرفأ لأن بين الضحايا من هم من حملة الجنسية الفرنسية..هذه السلطة، "سلطة النيترات"، إن تمكنت، قد تقدم للبعثة الفرنسية وليم نون ورفاقه من أهالي الضحايا، كمتهمين جريمتهم الكبرى أنهم لن ينسوا ولن يسامحوا ومعهم لبنان معهم حتى سوق الجرمين إلى العدالة. وكما أنهم لم يغادروا يوماً الساحات مطالبين بالحقيقة والعدالة للضحايا، لبيروت وللبنان..لن يتراجعوا عن التنديد بالحصانات وقانون الإفلات من العقاب!

والدة وليم نون التي أمضت الليل أمام مقر أمن الدولة في الرملة البيضاء المكان الذي نقل إليه نون قالت: "عندي شابين واحد السلطة قتلته والثاني إعتقلته"! والعبارة اللي رددها أهالي الضحايا كانت :" ولادنا راحوا شقف، وهني بالسلطة خايفين ع كم لوح قزاز!
كل لبنان سيرفض اليوم وجود قصر عدل بلا عدل..كل لبنان مع وليم مع العدالة وليس مع القصرالإعتقال التعسفي لويلم نون جزء من مخطط "قبع" التحقيق، مخطط التغطية على جريمة تفجير المرفأ، مخطط آثم لن يمر..ولن يفلت الجرمون كبيرهم فبل صغيرهم من العقاب، ولن يفلت أيٍ مما كان يعلم ماذا في المرفأ ولم يتحمل مسؤوليته ويقوم بواجبه في حماية الرواح وحماية العاصمة.

التحدي كبير، وإلى الرد الحتمي والضروري في الشارع على نهج السلبطة، وواحدة من محطاته الكبيرة إعتقال أهالي الضحايا بدلاً من المطلوبين إلى العدالة، فإن الأولوية التي لا تقل أبداً تطرح نفسها، وهي وجود أداة سياسية كفاحية بيد اللبنانيين تنظم وتبلور الدفاع عن حقوقهم وقضايا البلد. حزب سياسي وطني عابر للطوائف والمناطق نسخة تشرينية نبلور البديل السياسي لمنظومة نيترات القتل والإرتهان والعمالة!

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن.

الكاتب والصحافي حنا صالح