معرض عفاف زريق في "غاليري صالح بركات" ابتداءً من 11 كانون الثاني الجاري، لكأنّه "يتحدّى" الرسم، لكنْ بشفافيّةٍ وخفرٍ وامّحاء. هي ترسم الحالات الثماني للنهار والليل، فتقترح علينا ما يوحي أنّه الفجر، والصباح، والظهيرة، والقيلولة، والدغشة، والمساء، والغسق، وحلول الحلكة. وترفق ما ترسمه بالكتابة عن اللحظة، عن الحالة، ربّما على سبيل التوازي بين التشكيل والقول. 
لا تسلّم عفاف زريق مفاتيح الرسم للعين، مقترحةً التجوال التجريديّ في الطبقات الغائمة من اللون والنفس، وفي اعتقادها الراسخ أنّ من شأن ذلك أنْ يحقّق الغاية المرجوّة من التشكيل وتأويلات المعنى ودلالاته. 
هي تكاد تنفي الرسم، فترسم اللّامرئيّ من المشهد، اللّامتَّفق عليه، وقد ترسم اللّامعترَف به. ربّما هي تريد أنْ تكمن للمشهد من حيث لا مكان ولا وقت، لأنّها تريد أنْ تلتقط الضدّ اللّامحسوس واللّاملموس من هذا المشهد، وأنْ تثبت هذا الضدّ، وأنْ ترسم وتقول ما لا يستطيع الواقع أنْ يشهد له. علمًا أنّ هذا الواقع مضفورٌ بوقائعه وأحلامه وهواجسه وكوابيسه، التي تكاد – لولا الشعر الشعر - تعلو على كلّ قولٍ وفنّ.

الكاتب والصحافي عقل العويط