في صبيحة اليوم ال1200 على بدء ثورة الكرامة

رسالة خطيرة للبنانيين حملتها الأحداث الفظيعة التي شهدها قصر العدل يوم أمس، والتي توجت ما قام به النائب العام التمييزي غسان عويدات!
رسالة ترهيب غير مسبوقة وجِّهت من اللحظة التي أطلق فيها غسان عويدات، المدعى عليه في جريمة تفجير المرفأ وبيروت، حرباً إنقلابية على التحقيق العدلي نيابة عن كل منظومة النيترات، وأطلق إنقلاباً على المحقق العدلي طارق البيطار لتجريده من دوره وصلاحيات التحقيق المحصورة بشخصه، لأنه إستمع إلى صوت ضميره والوفاء لقسمه ورفض أن ينحني أمام منظومة "4 آب"، إلى مشاهد العدلية أمس، التي بلغت الذروة عندما نظم جلاوزة وزير العدل الإعتداءات الجسدية على نواب ومحامين، واستهدفوا أهالي الضحايا في إنفلات خطير لم تعرفه البلاد منذ حربهم الأهلية على الشعب اللبناني..
فحوى رسالتهم أن نظام المحاصصة الطائفي الغنائمي المستمر بحماية بندقية حزب الله وميليشيات مستجدة، ماضٍ في الدوس على القانون وعلى الضرب بالدستور عرض الحائط! ولن يتورع، التحالف المافياوي راعي الفساد ومولده والذي إرتهن البلد للخارج، عن تدمير العدالة والقضاء والمتبقي من المؤسسات كي يستمر، وجوهر رسالته: قتلناكم وسنقتلكم مرة ثانية وثالثة لو إقتضى الأمر!
الهبة الشعبية قالت لا مراوحة بعد اليوم والتراجع مستحيل، والقوى القانونية والقضائية الحية شجبت أفعال عويدات وخرقه التعسفي للقواني، وطالبت جهات كبيرة وفاعلة بإقالته إذ لا بد من محاسبته أمام القضاء:
- إئتلاف إستقلال القضاء طالب باستقالة عويدات، ونعت أفعاله بانقلاب حقيقي على العدالة.
- نادي القضاة إعتبر عويدات  خارجاً عن الضوابط والأصول بشكلٍ صارخ يهدم أساسات العدالة والقانون، وأنه يرهن نفسه لخدمة السلطة السياسية، وعليه أن يبادر إلى الإستقالة تمهيداً للمحاسبة لأنه لم يعد يشبهنا وساهم في ضرب هيبة القضاء ودولة القانون والمؤسسات.
- إتهمته نقابة المحامين في بيروت  بخرق القانون وارتكاب أخطأ جسيمة، وشددت على أن يأخذ التحقيق العدلي في جريمة العصر مجراه بواسطة المحقق العدلي طارق البيطار المعين أصولاً.
وبعد
المعركة ستشتد أكثر، وعويدات الذي جيءَ به إلى هذا المنصب الكبير لحماية قانون الإفلات من العقاب، يتابع قرارته التعسفية بعد الإفراج عن الموقوفين على ذمة التحقيق العدلي، وأحد الموقوفين الذي كانت تطالب السفيرة الأميركية بإخلائه لأنه يحمل الجنسية الأميركية وصل إلى الولايات المتحدة.. وجديد عويدات قرار بمنع أي موظف من النيابة العامة بتسلم أي ورقة من البيطار، وقد أحال نسخة من إدعائه على البيطار على التفتيش القضائي..

توازياً قال القاضي البيطار أنه متمسك بالملف حتى النهاية، وأنه سيذهب حيث يقوده القانون والحق. مضيفاً: لن يوقفني شيء ولن أترك التحقيق ينحرف. والبيطار هو القاضي المكلف أصولاً وهو سيد التحقيق ويلتف حول مواقفه أكثرية وازنة من الشعب اللبناني التواق إلى الحقيقة والعدالة وإلى إستعادة القضاء دوره وهيبته.
لقد قال المحقق العدلي البيطار بوضوح أنه سيصدر القرار الإتهامي سواء كان في منزله أم في مكتبه أو السجن. والأكيد في هذا الظرف المفصلي، وأمام الهجمة الإنقلابية الخطيرة، فإن إصدار البيطار القرار الإتهامي، وقد نقل عنه أنه أنجز منه 540 صفحة، من شانه أن يقلب كل المشهد. وعندها سيكون على اللبنانيين إخراج منظومة النيترات من الفضاء العام، ومحاصرتها بالمسؤولية عن الجريمة، ونقل المواجهة من حالٍ إلى حال .. في هذا التوقيت كل العيون على البيطار وحمايته ينبغي أن تكون أولوية الأولويات.

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن.

الكاتب والصحافي حنا صالح