في صبيحة اليوم ال1203 على بدء ثورة الكرامة

تتزاحم الملفات، والبلد تحت وطأة الخطوة الإنقلابية التي قام بها المدعى عليه في جريمة المرفأ غسان عويدات..يقابله إشتداد الخناق على رقاب اللبنانيين مع تحكم المحتكرين برغيف الخبز والدواء والمحروقات والإنفلات في الأسعار والنتائج الكارثية لن تتأخر بالظهور..ويتابع سلامة دون حسيب أو رقيب التلاعب بقوت اللبنانيين، من خلال التعاميم وتعدد أسعار الصرف. وجديده المنتظر اليوم رفع صيرفة إلى ما يفوق ال45 ألف ليرة، بحيث يتم إبتلاع كل التعديلات التي طالت الأجور، وذريعة المصرف المركزي أن هذه الخطوة ستلجم صعود سعر الصرف، فيما هي خطوة مستعادة في منحى تدمير قدرات الناس وإستنزافها ويقابل ذلك كله إدارة ظهر حكومية لوجع اللبنانيين!
ويوماً بعد يوم تتسع حملات بعض أطراف نظام المحاصصة الطائفي الغنائمي ضد "المنظومة" وفي ظنِّ هذا البعض أن بيع الكلام ورقة "لوتو" رابحة لغسل موبقات هذا الطرف أوذاك. لكن ما جرى في العمق الإيراني، في أصفهان، يبقى الحدث الذي إستأثر بأوسع الإهتمام ومنه نبدأ.

1-- هجوم أصفهان بطائرات مسيرة أصابت وأسعلت ودمرت مخزناً للصواريخ البالستية إنطلق من داخل إيران. قالت "نيويورك تايمز" أن طائرات تسمى "كواد كوبتر" مدى طيرانها قصير نفذت الهجوم..ولاحظت أن اصفهان بعيدة جداً عن الحدود الدولية.. ويبدو أن العملية شبيهة بقتل العالم النووي المشرف على البرنامج النووي الإيراني! طهران إتهمت إسرائيل بالإعتداء، وصحف إسرائيلية تحدثت عن حدوث 4 إنفجارات ضخمة، وبالنهاية بعد مرور بعض الوقت، قد تظهر صور الأقمار الصناعية حجم العملية التي حملت رسالة إلى حكام طهران بأن الإستهدافات الكبيرة قد تنتقل إلى الداخل الإيراني!

2-- الخطوة الإنقلابية التي أقدم عليها مدعي عام التمييز غسان عويدات رسالة لكل اللبنانيين: لا تحلموا بالعدالة ولا بدور لقضاء مستقل، وإنسوا الحقوق الثابتة لكم! من جيءَ به لحماية نظام الإفلات من العقاب، تحرك نيابة عن كل منظومة 4 آب، وكانت أولى النتائج تهريب المدعى عليهم.. وبدت صور المتهم محمد العوف (مسؤول الأمن والسسلامة في المرفأ)في الطائرة المتجهة إلى أميركا، أشبه بمسافر بعد رحلة إستجمام، وبالفعل فقد كان في "سجن" من 7 نجوم! وبدت عملية تهريبه إستنساخاً لعملية تهريب العميل الإسرائيلي عامر الفاخوري، وصار ثابتاً أن إشارة من الجانب الأميركي ستكون كافية لأن تلبي الطلب المنظومة التي يقف على رأسها حزب الله!
بعيداً عن هذا الجانب فإن مجلس القضاء الأعلى المفترض أن يحمي العدالة والتحقيق في جريمة العصر قد لا ينعقد نتيجة الشرخ داخله، لكن مع إعتزام البيطار العودة إلى مكتبه بدأن المنظومة المتجبرة التهويل والتخويف من إقدام البيطار على إعلان القرار الإتهامي، في محاولة ترهيب كبيرة عنوانها هذه المرة أن الإنقسام الطائفي سيكون بانتظار المجلس العدلي إن أقدم البيطار على إكمال المهمة الموكلة إليه!

3 -- الصراع على موقع رئاسة الجمهورية على أشده بين أطراف منظومة النيترات، رغم غياب أي مؤشر يفيد باعتزام بري توجيه الدعوة إلى جلسة جديدة جديدة لإنتخاب رئيس، فقد تابع الناس بالأمس حملة جبران باسيل الذي هدد حزب الله بأنه يفكر بأن يترشح: "رح فكر جدياً بالترشح.. بغض النظر عن الخسارة والربح، لنكون أقله إحتفظنا بمبدأ أحقية التمثيل"! وشن باسيل حملة شديدة ضد من يعتبرهم المنافسين الأقوى: سليمان فرنجية وقائد الجيش جوزيف عون. وتقول بعض الجهات أن باسيل إستشعر خطورة متأتية من مؤشرات إرتفاع أسهم قائد الجيش بعد اشارة واضحة من جنبلاط وقبله القوات فأطلق بوجهه كل التهم وصولاً إلى التشهير بمسلكيته والتشكيك بذمته المالية..
الأكيد أن لقاء باسيل مع حزب الله لم يكسر الحائط المسدود بين الطرفين، فاندفع للعب دور بطولة في سياق تحصيل "حقوق المسيحيين"! ظناً منه أن الناس غافلة ومتعامية عن دور هذا الفريق وشراكته في الحكم مع كل المنظومة طيلة أكثر من 15 سنة وإستئثار هذا الفريق بالرئاسة والموقع المقرر في كل الحكومات منذ العام 2009 وإستئثاره بمفاتيح الإدارة وتطويب وزارات بعينها له وأبرزها الطاقة بحيث أوصل اللبنانيين إلى العتمة بتكلفة تتجاوز ثلث المديونية العامة!
ومرة أخرى لا يصح إلاّ الصحيح، لا يمكن التعويل على الرئاسة في ظلِّ الخلل الوطني بموازين القوى. كل رؤساء ما بعد الحرب الأهلية تعايشوا مع سياسات إستتباع البلد، فيما صارت الرئاسة مع عون في العهد الآفل غطاء علنياً للدويلة والسلاح غير الشرعي!

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن.

الكاتب والصحافي حنا صالح