في صبيحة اليوم ال1207 على بدء ثورة الكرامة

اليوم 3 شباط يكون قد إنقضى 730 يوماً على ذلك اليوم الذي قتل فيه لقمان سليم!
كأنها صفحة خطيرة في المرحلة الجديدة بعد جريمة 4 آب، بدأت مع تغريدة ل"رشا" قبل فجر ذلك اليوم..  يوم أصدقاء لقمان الكثر توجسوا، فلقمان الذي لم يغادر المواجهة كما تقول دوما "رشا"، كان قد أقدم مبكراً على تسمية قاتله لو تعرض لمكروه يوم كتبوا على جدار المنزل: المجد لكاتم الصوت! لكن الجريمة ارتكبت بدم بارد، وبرصاص كاتم الصوت وقعوا عليها، ونجاحهم الوحيد والمؤقت بعد حذفهم الدامي للقمان الجسد ، غياب أي ورقة في التحقيق في الجريمة، ومعروف انه خطف هناك في الجنوب، ووجدت جثته في "العدوسية" في قلب المنطقة الخاضعة لهيمنة حزب الله!

2 - وبعد تتزاحم الملفات؛ باريس تطلق صفارة الإجتماع الخماسي الإثنين، وما زال ماكرون في دوامة تشجيع الطبقة السياسية الفاسدة على خطوة  تخرج لبنان رئاسياً من الطريق المسدود وتضع حداً للشغور في الرئاسة. المبادرة مهمة لكنها لا تحمل بدائل "مقنعة" للمرتكبين الذين غطوا إختطاف حزب الله للدولة..
هذه المبادرة التي ستجمع ممثلين عن باريس وواشنطن والقاهرة والرياض والدوحة، تتم في سياق تعاظم القلق الخارجي عن مآل الوضع اللبناني، مع التدهور المريع في الوضع المالي وتفجر الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية، وتحمل رهانات كبيرة على منظومة نيترات 4 آب، التي تغطي فاسد البنك المركزي الملاحق دولياً وتترك له  الحبل على غاربه ليتحكم بقوت اللبنانيين! فلا شك أن لهذا الإجتماع أبعاده وقد يصدر عنه توجهات معينة، لكن تقريش ما سيصدر لن يكون سهلاً ، فلبنان تتحكم به منظومة مافياوية فقدت أهليتها الوطنية وأوصلت اللبنانيين إلى الجحيم، والوطن الحقيقي للمتسلطين مكاسبهم الفئوية التي حتمت مقايضات وصفقات فتعاموا عن إختطاف الدولة وإقتلاع البلد وعن الإقتصاد الموازي وتغول الدويلة على الدولة!

3- بدءأ من أول شباط إنتقل لبنان من سعر صرف رسمي مصطنع إلى سعر صرف رسمي مصطنع. من 1500 ليرة إلى 15 ألفاً في أخطر عملية ترقيع سيدفع ثمنها المواطن العادي من جيبه وبالأخص صغار المودعين ومتوسطيهم. وتهدف الخطوة التي لم ترفق بأي إصلاحات أو إجراءات، إلى دعم الفئات المحظية وتغطية خسائر الكارتل المصرفي المرابي، الذي قامر بالودائع وهرب الأموال، وتؤكد الخطوة أن فاسد المركزي الملاحق دولياً يقف قبل سواه خلف سياسة تثبيت سعر الصرف الكارثية!
لقد كان سلامة يردد أنه غير مسؤول عن تثبيت سعر الصرف وأن دوره كان تنفيذ طلب إستقرار الليرة، لكنه ظهر على حقيقته إذ قام منفرداً بتغيير السعر بما يؤكد أنه المسؤول الأبرز عن الخسائر التي لحقت بالمودعين.. ولا هم له إلاّ الكارتل المصرفي! بلد تم إفلاسه بأمه وأبوه ومصارف الربى تسجل الأرباح؟ وواضح اليوم أن الإرتفاع في سعر الصرف سيستمر في السوق الموازية، ومع سعر رسمي 15 ألفا وسعر حقيقي يقارب ال65 ألفاً الآن فيدفع المودع هيركات نحو 75 %!
بالسياق التحية مستحقة لمحكمة التمييز، التي أنهت الصمت القضائي على إحتجاز زمرة بنكرجية ودائع الناس. التحية مستحقة للرئيسة القاضية مادي مطران وعضوية المستشارين القاضيين حسن سكينة وسميح صفير على القرار التاريخي المبرم الذي تم إتخاذه بوجه "فرنسبك"، لصالح المودعين الذين بات بوسعهم إستعادة ودائعهم عداً ونقداً بعملة الإيداع. هذا الحكم المبرم، الذي واجهه البنك المذكور بمحاولة إبتزاز بإعلانه إقفال كل فروعه اليوم، يعيد الأمل للمودعين بإمكانية إرساء العدل والحق مع وجود قضاة شرفاء أحرار رغم إغراق السلك القضائي بالأتباع!

4-  كل الأنظار اليوم على الحرب الدائرة في أوكرانيا، التي تتخذ أخطر منحى لها عشية نهاية السنة الأولى على بدء الغزو الإجرامي. خطاب بوتين في الذكرى ال78 لتحرير ستالينغراد، أخطر من خطابه عشية الغزو وسرديته عن السعي إلى تصحيح التاريخ!
لقد إستحضر بوتين روح ستالينغراد عندما شبه تسليح ألمانيا بالدبابات ليوبارد -2 بأنها خطوة تكرر إرسال هتلر الدبابات ليوبارد إلى بلاده في الحرب العالمية الثانية، أو الحرب الوطنية العظمى، كما يطلق عليها الروس. قال بوتين إن روسيا مهددة مجدداً ب"دبابات ألمانية"! وأضاف : "امر لا يصدق لكنه حقيقي..نحن مهددون مجدداً"! وأضاف "النازيون الجدد عادوا ليهددوا أمن روسيا القومي. الغرب يريد قتال روسيا في أوكرانيا بأيادي خلفاء هتلر وعلينا صد الغرب مجتمعاً"! وقال بوتين "نحن لا نرسل دباباتنا إلى حدودهم لكن لدينا ما نرد عليهم به، وهذا الأمر لن يقتصر على المدرعات، يجب على الجميع أن يفهم ذلك. إن حرباً معاصرة مع روسيا ستكون مختلفة تماماً"! وتزامناً يستمر القتال الضاري في أوكرانيا على جبهة تمتد أكثر من 200 كلم وتطحن حرب الجنون البشر والحجر والقمح وغذاء البشرية التي تعاني من كل هذا الجنون!

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن.

الكاتب والصحافي حنا صالح