في صبيحة اليوم 1216 على بدء ثورة الكرامة

كل العيون على إجتماع مكتب مجلس النواب يوم غد، الذي سيحدد جلسة تشريعية لا دستورية، تحمل أخطر جدول أعمالٍ بحيث تكرس دور هذا البرلمان كأبرز أدوات التحالف المافياوي للإنقضاض على حقوق الناس وحماية الحصانات وقانون الإفلات من العقاب! إنهم يريدون التمديد لرؤساء الأجهزة الأمنية، ويطرح الأمر ألف سؤال وسؤال، ودفن الودائع بإقرار قانون للعفو عن الجرائم المالية يحمي المرتكبين إسمه زوراً قانون"كابيتال كونترول"!
لم يتمكن الثنائي المذهبي ، حزب الله وحركة أمل من ضمان تأييد 65 نائباً لمرشحهما الرئاسي سليمان فرنجية، فتوقفت الدعوات لعقد جلسة إنتخاب رئيس للجمهورية، وبدأت مرحلة تطبيع الوضع بدونه! حكومة تصريف الأعمال تتابع عملها، والبرلمان يشرع حتى يقضي الله أمر فرض فرنجية رئيساً، في تكرارٍ ممل لتعطيل الإنتخابات الرئاسية 30 شهراً، حتى فرض حزب الله ميشال عون رئيساً، وعاش البلد كل عهد جهنم حتى الثمالة، والمطلوب إستنساخ هذا العهد عبر مرشح الخط!
48 نائياً سيقاطعون الجلسة ومنهم 46 وقعوا عريضة نيابية( غاب عن العريضة عدم توقيعها من أسامة سعد وسينتيا زرازير)، وقد رفضت تحوير عمل البرلمان إلى التشريع، فيما هو دستورياً هيئة إنتخابية لا مهام لها قبل إنتخاب رئيس للجمهورية..أما بقية النواب ال80 فالأكيد أن بري مطمئن لقرارهم ويبقى السؤال مطروح على الناخبين، أو أكثرية الناخبين، الذين إقترعوا لنواب أولويتهم تدمير حياة الناس وإمكانية العيش في البلد! هؤلاء ال80 نائباً إقترع لهم نحو 850 الف ناخب يا للهول!
الأمر الثابت أن الفريق العوني، الذي ذكره حزب الله( وفيق صفا في اللقاء مع باسيل) أن نصف نوابه فازوا بأصوات الحزب والتحالفات التي أنجزها لمصلحتهم..هذا الفريق ذاهب إلى الجلسة النيابية لتأمين ما يسمونه "ميثاقية مسيحية" للتشريع، وتغطية لمنحى الثنائي المذهبي في عملية القفز فوق الإستحقاق الرئاسي في الهيئة العامة..وإلى إصرار باسيل على التمديد لقائد جهاز أمن الدولة طوني صليبا ومديرة النفط أورور فغالي وإقرار ال"كابيتال كونترول" ( كما بري وميقاتي وحزب الله وكل الاخرين) الذي يحمي الناهبين وكل بنكرجية البلد حيال أي مداعاة قضائية من المودعين في الداخل والخارج..فإن كل ما يتردد غير ذلك تفاصيل مملة لا تخدع أحداً!
في السياق لافت للإنتباه إنسجام جهات نيابية بعينها، مع منحى قوننة الفساد ينفذه الثنائي إياه في تصادم فج مع الدستور وإدارة ظهر مخيفة لواقع البلد الذي أرسلوه إلى الجحيم، فغابت تواقيع نوابها عن العريضة النيابية، من الجبل إلى بيروت والشمال فيما يكثر بعض هؤلاء النواب التصريحات التي "تفرم" الفساد، وتلعن الإنهيار ويذهب البعض للتذكير دوماً بمواقف المعلم وثباته في محاربة الفساد والمنحى البوليسي والدفاع عن حقوق الناس!

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن.

الكاتب والصحافي حنا صالح