في صبيحة اليوم 1221على بدء ثورة الكرامة
يخيم الإنسداد على المشهد السياسي وتناسى أهل الحكم، وخصوصاً رئاسة المجلس، الإنتخابات الرئاسية حتى أن مجرد الدعوة لجلسة إنتخابية غابت عن التداول! بالتزامن يتجاهل التحالف المافياوي الإنهيار الدراماتيكي فتدير حكومة الثورة المضادة "إذن طرشاء" لوجع الناس، الذين يعرفون جيداً أن الكارتل المصرفي الناهب مكانه خلف القضبان ولن يفلت من الحساب، فيما أن المسؤولية عن الإنهيارات المدمرة تقع على عاتق منظومة النيترات كاملة: السياسية والمصرفية والميليشياوية.. وما حدن يخبرنا أن الإمبريالية وراء تفشي العوز والمجاعة وتحول البلد إلى رصيف هجرة للقادرين وخصوصاً الشباب!
2- كان لافتاً تغييب نصرالله في خطابه الشامل: سياسة وإقتصاد ومال و‘جتماع واصناعة وزراعة حقيقة أسباب الواقع المتفجر الذي يضرب لبنان، ولم تعد "بيئة حاضنة" بمنأى عنه! التهديدات ضد الأميركيين وجماعتهم لن تملاء البطون الخاوية! وتهديد "اليد التي تؤلمكم وهي ربيبتكم إسرائيل" لن تفضي إلى تناسي إتفاق الترسيم مع العدو بأبعاده المتعددة، وقد بدأ ضخ الغاز والنفط من حقل كاريش اللبناني الذي جرى التخلي عنه، في الوقت الذي رشحت فيه معلومات أن "توتال" أبلغت الجهات الرسمية "أن الأوضاع الحالية تجعل التنقيب عن النفط متعذراً"(..) لكن الأكيد أن نحو 100 مليار دولار ودائع للبنانيين لم ينهبها العدو الخارجي؟ وهذا العدو الغاشم لم ينهب قروضاً قاربت ال100 مليار دولار كذلك، بل المسؤول هو منظومة النيترات كاملة، وخصوصاً الحكومات التي شكلها حزب الله منذ حكومة "القمصان السود" في العام 2011 التي بدأ معها العجز في ميزان المدفوعات، وإتسع نهب المال العام ليبلغ الذروة في عهد جهنم الآفل، عهد عون عندما إنفرد حزب الله بفرض هيمنته على رئاسة الجمهورية بعد رئاستي المجلس والحكومة!
3- رغم لإندفاع الجنوني مع الإنهيار المخيف في سعر صرف الليرة، وتجاوز الدولار سقف ال83 ألفاً، ومعه تجاوز سعر البنزين(حتى الآن) المليون ونصف المليون ليرة، وملامسة سعر قارورة الغاز المنزلي المليون ليرة..فإن"حلولهم" في التحالف المافياوي إعتماد الدولرة للسلع الغذائية، وعلى النار يتم بحث دولرة المحروقات فيما واقعياً تمت دولرة أسعار الأدوية..فمن أين سيأتي المواطن بالدولارات المطلوبة؟ هذا الأمر لم يشغل الرسميين، فقد "أمر" ميقاتي بالأمس ب"خفض سعر صرف الدولار ولجم صعوده سريعاً"! نذكر أن سعر الصرف كان 18 ألفاً يوم شكل ميقاتي حكومته وأصبح الآن 83 ألفاً وما حدن إعتذر أو إستقال!
4- المنشغلون في تخطيط التوجهات السياسية والمالية يعملون في الكواليس وعلى رأس السطح، ضد رفع السرية المصرفية ومنع تطبيق القانون المتعلق بها رغم ثغراته، ويريدون إستكمال تدجين القضاء ويهولون أن الحديث عن تبيض أموال سيفقد لبنان هذه "الدرة"؟! ترى شطب البنك "اللبناني الكندي" من الوجود ألم يكن بسبب إنكشاف تبييض الأموال؟ والتي تجاوزت شهرياً رقم ال100 مليون دولار؟ وألم يكن القرار بتصفية "بنك جمال" للسبب عينه؟ لكنهم كل البنكرجية في السلطة والمصارف يستهولون الأمر وأمام الدنيا كارتل مصرفي فاجر نهب الودائع! ورغم ذلك يحضرون توافقات لتعويم الناهبين من جيوب وحقوق اللبنانيين! إنهم يعملون لإنجاز خطوات مدمرة، سداها ولحمتها، تحميل الدولة الجزء الأكبر من الخسائر المالية، أي وضع اليد على أصول الدولة، لتغطية خسائر تسبب فيها كارتل مصرفي سياسي مقامر ناهب، وهي أصول عامة تعود لكل الشعب اللبناني وليست للناهبين الفاجرين فاستعدوا للمواجهة!
وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن.
الكاتب والصحافي حنا صالح